الشارقة:«الخليج»تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، انطلقت صباح أمس فعاليات المرحلة الختامية من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة، وذلك بحضور عبد الله العويس، رئيس الدائرة، والعديد من الفعاليات العلمية والفنية، وضيوف آخرين منهم وحيدة عبد العزيز، عضو المجلس الاستشاري في الشارقة، والفنانون أحمد الجسمي، وخالد البناي، وسعيد سالم، والدكتورة صباح عبد الكريم عيسوي.استُهلت وقائع حفل الافتتاح الذي قدّمه الطالب يوسف القصاب، بالتعريف بلجنة التحكيم التي تضم المخرج الإماراتي محمد العامري، والفنانة الكويتية، إنعام سعود، والكاتب المسرحي البحريني الدكتور أحمد سلمان.ووسط تفاعل الطلاب في صالة مسرح قصر الثقافة في الشارقة، قُدم العرض الأول الذي جاء تحت عنوان: «ثامن أيام الأسبوع» لمدرسة العروبة للتعليم الثانوي للبنين، وهو من تأليف الكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي، وأخرجه الطالب طلال قمبر البلوشي.وجاء العرض في إطار إخراجي لافت، يوظف الإضاءة والعتمة وحركة الممثلين، وقد اشتغل على الخيط الرفيع الذي يفصل بين الحياة والموت، طارحاً العديد من الأسئلة حول معنى أن يعيش المرء أو يموت. ويدور العرض حول رجل ملقى في مقبرة يستيقظ من نومه، ليجد حفار القبور يجهز له قبره، ويظن أولاً أنه يحفر بئر ماء، فيقترح عليه أن يساعده، لكنه يكتشف أن الرجل إنما كان يحفر له قبره. وخلال حوار مطول نكتشف أن مجهولين جاءوا بذلك الرجل إلى الحفار، وأمروه بدفنه حياً، كما فعلوا مع كثيرين قبله، دفنوا أحياء، وأن الحفار يأخذ هو ومساعده، أجراً على عملهما، وهو في العادة قطعة من جسد الضحية، وحين يمتنع الرجل عن دخول القبر، ويصر على أنه لا يزال حياً، يرغمه الحفار بمساعدة رجل آخر معه على دخول القبر، ليدفنه حياً. وهذا العرض يناقش معاناة الإنسان من ظلم أخيه الإنسان، فالذي يقع عليه الظلم والجور لا يدري لماذا، ولا يجد تفسيراً لسبب اعتداء أخيه عليه.وجاء العرض الثاني تحت عنوان: «مسرحية صامتة» لمدرسة نزوى للتعليم الأساسي والثانوي للبنين، وهو من إخراج المعلم أحمد عبد الله محمد. وسجل هذا العرض التعبيري حضوراً ملحوظاً للأداء الجسدي للممثلين، و اعتمد على الإيماءات والإشارات ليبين طاقة الجسد، وخلت هذه المسرحية كما هو واضح من اسمها من الحوار والكلام، وحكت بالحركات عن رجلين فلاحين متجاورين، كان كل منهما منهمكاً في فلاحة أرضه، وتدبير شؤون حياته، ثم فجأة يترك كل منهما فأسه، وينشغلان بالخلافات فيما بينهما، وتتطور تلك الخلافات من إيماء وخصام إلى أن يسعى كل منهما للحصول على سلاح للقضاء على صاحبه، ويبذل كل منهما قصارى جهده في ذلك، وحين يحصلان عليه، يبدأ كل منهما في إطلاق النار في اتجاه غريمه، وتنتهي المسرحية على هذه الحال، وقد نسيا الزراعة والأرض تماماً، ويشير تماثل لباس وإكسسوارات الشخصيتين إلى العلاقة الأخوية بينهما، فهما متشابهان ولا يمكن التفريق بينهما، وفي ذلك إشارة ضمنية إلى الأخوة الإنسانية.أما العرض الثالث فقدمته مدرسة المحمود للتعليم الثانوي للبنين تحت عنوان: «للموت وطن»، من إخراج الطالب أحمد عبد العزيز آل علي، وقد جاء في فضاء مماثل للعرض الذي سبقه بمشاركة نسبة أعلى من الممثلين، وتميز بالموسيقى. وهذا العرض مسرحية رمزية تحكي عن رجل ميت جاء به ناس في تابوت ووضعوه في مقبرة ليأتيه الحفار في الصباح ويدفنه، تقوم الجثة، وتحيط بالرجل أشباح غريبة تتفرج عليه، وتتعجب ممن جاءوا به كيف أنهم يزرعون الأرض بالأموات، وعندما يأتي حفار القبور يتوجس خيفة من ذلك الرجل الميت الحي الذي يتحرك، ويرفض دفنه، لأن روحه روح شيطان، ويخبر الرجل حفار القبور بأنه قادم مدينة كل أهلها موتى، وتشير المسرحية إلى عبثية الحياة البشرية التي يستشري فيها القتل بسبب وبغير سبب.
مشاركة :