كشفت مصادر وثيقة لـ«الشرق الأوسط» أن الاتحاد الدولي لكرة القدم تواصل بشكل غير رسمي مع مسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم لسؤالهم بشأن عدم تنفيذ بعض القرارات الصادرة من غرفة فض المنازعات بالاتحاد المحلي منذ وقت طويل، وعدم البت في تنفيذها حتى الآن للاعبين والمدربين الأجانب.وقالت المصادر إن مسؤولي اتحاد الكرة كان ردهم بشأن ذلك بأن هناك أنظمة جديدة ستطبق على الأندية داخلياً، التي لم تقم بتنفيذ القرارات الصادرة، وسيبدأ تطبيق تلك العقوبات على المخالفين في شهر يونيو (حزيران) المقبل من قبل اللجان القضائية المسؤولة عن إيقاع تلك العقوبات جراء عدم التنفيذ.وجاء استفسار «الفيفا» على خلفية الشكوى التي رفعها لاعب نادي نجران السابق الجزائري فريد شكلام، بعد أن صدر له حكم من غرفة فض المنازعات بالاتحاد السعودي لكرة القدم بمنتصف شهر يونيو من العام الماضي في فترة اتحاد الكرة السابق، يقضي بسداد كامل مستحقاته من نادي نجران والبالغة 3 ملايين وثلاثمائة ألف ريال، وهو القرار الذي لم ينفذ حتى الآن، بعد أن سمح اتحاد كرة القدم السعودي ممثلاً بلجنة الاحتراف آنذاك بالسماح لأندية الحد الجنوبي التي تطبق الاحتراف من تسجيل اللاعبين المحترفين، وعدم إلزامها بتنفيذ قرارات الغرفة، وأيضاً بمسيرات الرواتب، وهو الأمر الذي أعاق مطالبات شكلام من التنفيذ، رغم أن محامي الأخير قد أرسل مخاطبات متعددة إلى اتحاد الكرة، وأيضاً إلى لجنة الانضباط ومطالبة الأخيرة بإيقاع عقوبات على نادي نجران لعدم سداده مستحقات اللاعب المعلقة كما هو، مطبقاً في العقوبات الصادرة من الغرفة، التي لم تطبق وتستوجب أن تقوم لجنة الانضباط بإيقاع عقوبة جراء ذلك، الأمر الذي لم يتم لاستناد النجرانيين بقرار اتحاد القدم بالسماح لهم بتسجيل المحترفين، وعدم مطالبته لهم برفع مسيرات رواتب المحترفين وسداد قراره الغرفة كشرط لإبرام عقود مع اللاعبين المحترفين.ومن المتوقع أن يصل إلى اتحاد كرة القدم السعودي مخاطبات رسمية من نظيره الدولي يستفسر خصوصاً عن قضية اللاعب شكلام، على خلفية شكوى الأخير له التي تقدم بها مؤخرا.إلا أن القضية التي صدر قرار من غرفة فض المنازعات بحقها كانت قبيل تأسيس مركز التحكيم الرياضي السعودي، وهو الأمر الذي لم يتح للاعب فرصة اللجوء للمركز وأحقية اللجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإضافة إلى كونه لاعبا أجنبيا، ففرصة تجاوز المركز ممكنة من أجل المطالبة بمستحقاته والحكم الصادر بحقه.وفي رأي قانوني لـ«الشرق الأوسط» قال المحامي علي عباس الخبير والمختص في القانون الرياضي إن على كل اتحاد محلي أن يلتزم بتنفيذ القرارات الصادرة عن غرف فض المنازعات المحلية، وهو التزام حددته المادة 64 في فقرتيها 5 و6 من لائحة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم.وقال عباس: «كل مخالفة للائحة فيما جاء في المادتين المذكورتين قد تعرض الاتحاد السعودي لقرار تأديبي، ويدخل ذلك في إطار حرص الاتحاد الدولي لكرة القدم على توازن حقوق والتزامات اللاعب المحترف، وضمان استخلاصه لأجوره ومستحقاته في أي اتحاد يكون مسجلاً فيه، بغض النظر عن أي شيء آخر».وزاد خبير المنازعات الرياضي بقوله: «تطبيقا لهذه المادة فإن الاتحاد السعودي لكرة القدم مطالب بتسوية هذه الوضعية، وإعادة تفعيل منع نادي نجران من التسجيل إلى حين إتمام تنفيذه للأحكام الصادرة، وكذلك كل الأندية التي يصدر بحقها قرارات من الغرفة يجب إتمام تنفيذ القرارات الصادرة بحقها، ومنعها من التسجيل في حال عدم القيام بذلك».وأشار عباس قائلا: «أما فيما يتعلق بتمكين نادي نجران وغيره من الأندية السعودية من مهلة وتعليق منع التسجيل عليه، فهذه مسألة قد وقعت وانتهت وأسست على ظروف معينة، والمهم أن الفترة المقبلة للتسجيل لا تكون متاحة لنجران إلا بعد السداد الكامل لمستحقات اللاعب، وتنفيذ القرار الصادر من غرفة فض المنازعات باتحاد الكرة المحلي».وقال إن المبررات الأمنية التي قد تتخذها بعض الاتحادات الأمنية، وتبرر تأخير مثل هذه القرارات لا يؤخذ بها، وعلى سبيل المثال الأندية الليبية تعللت بوجود حرب بليبيا، مما يمنعها من تنفيذ بعض القرارات الصادرة، ورغم ذلك فإن لجنة الانضباط تشبثت بالتنفيذ، وهددتها بالعقوبات، مما عجل بالسداد، خاصة في قضية ضد نادي النصر الليبي، وقد كنت طرفاً فيها ممثلاً لأحد اللاعبين.وعن العواقب التي قد تطال اتحاد كرة القدم السعودي بسبب عدم إلزام نادي نجران بسداد مستحقات اللاعب فريد شكلام، خصوصاً أنه قد تقدم بشكوى رسمية للاتحاد الدولي لكرة القدم، مضمونها أن ذلك يعود لتقدير لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم، وفي كل الحالات فإن اللجنة تنذر الاتحاد حتى يقوم بتنفيذ القرارات.
مشاركة :