قال سعادة ريزارد كزارنيسكي نائب رئيس البرلمان الأوروبي في حوار لـ «العرب»، إنه لا يتوقع أي حل ملموس لمشكلة اللاجئين دون تعاون وثيق بين قطر والاتحاد الأوروبي عن قرب. وأشاد بالدور الذي تلعبه دولة قطر على المستوى العالمي لحل النزاعات، وقيادة الوساطات، مؤكداً أن التأثير السياسي لدولة قطر على الساحة الدولية سيزداد ويتعاظم لو نجحت في لعب دور مهم لحل مشكلة اللاجئين.وأثنى ريزارد كزارنيسكي على منتدى الدوحة، لافتاً إلى أن قطر نجحت فعلاً في إقامة منبر حوار حقيقي وناجح بين الدول المعنية بمشكلة اللاجئين، سواء تعلق الأمر بالدول المصدرة أو المستقبلة للاجئين، أو دول العبور، داعياً دول الاتحاد الأوروبي إلى تقديم دعم مالي ولوجستي قوي لحل مشكلة اللاجئين، ودعم الدول التي تعاني من المشكلة، لحل مشاكل ضحايا اللجوء داخل أوطانهم. ما أهمية منتدى الدوحة في إيجاد حل دولي ناجع لمشكلة اللاجئين؟ - أعتقد أن منتدى الدوحة 2017 مهم جداً، كخطوة دولية لافتة، لأن قطر نجحت في أن تكون منبراً مهماً وناجحاً لتبادل النقاشات ووجهات النظر بين ممثلي الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وممثلي الدول المصدرة للاجئين مثل سوريا، أو مستقبلة لهم، ودول أخرى تلعب دوراً كبيراً في دعم اللاجئين. نحن نحتاج لتفاهم أكبر بيننا، وأعتقد أن منتدى الدوحة قدم فعلاً منبراً ممتازاً، لتبادل وجهات النظر بين هذه الأطراف جميعاً، ما يجعله منبراً دولياً مهماً لمعالجة مشاكل العالم. ما قراءتكم لخطاب سمو الأمير، ونظرته لحل مشكلة اللاجئين؟ - أعتقد أن الدول الكبرى، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي مطلوب منها تقديم دعم لوجستي ومالي إضافي وحاسم، لدعم الدول المتضررة من مشكلة اللاجئين، مثل العراق وسوريا وتركيا التي تستقبل 100 ألف لاجئ. ولدي خبرة شخصية، حيث كنت في ملاجئ تؤوي لاجئين في العراق ولبنان وكردستان والأردن، وأعرف أن اللاجئين أنفسهم لا يريدون الذهاب إلى أوروبا، بل إلى الموصل ومناطق أخرى، وكل ما يحتاجون إليه هو دعم مالي ولوجستي ليعودوا إلى أوطانهم. وبالنسبة لبلادي بولندا، فنحن نؤيد فكرة دعم أصدقائنا من دول الشرق الأوسط، ليتكفلوا باللاجئين، بما يدعم الاستقرار في هذه الدول، قبل عودتهم إلى أوطانهم. ومجتمعنا في بولندا موافق تماماً على هذا الطرح، وسنقدم المزيد من الدعم المالي لدعم اللاجئين خارج أوروبا، لتشجيعهم على العودة إلى أوطانهم. وما تقييمكم للدعم الذي تقدمه قطر للاجئين عبر العالم؟ - قطر ليس بلداً شاسعاً في المساحة، لكنها تلعب دوراً جوهرياً وحاسماً في مناطق الحروب والنزاع، بفضل تشجيعها الحوار، وقيادتها لوساطات دولية ناجحة لإحلال السلم، وحل النزاعات، إلى جانب تقديم دعم قوي للاجئين. وأنا أعتقد أن دور قطر سيتعاظم أكثر فأكثر على الصعيد العالمي. كيف تقيمون علاقة قطر بدول الاتحاد الأوروبي؟ - بداية، لا بد أن أنوه إلى أن قطر تملك سفيراً ناشطاً للغاية لدى الاتحاد الأوروبي، وينظم سنوياً ملتقيات وندوات عديدة للترويج لدولة قطر. ومنذ أسبوع شاركت في مناسبة نظمتها دولة قطر بالتنسيق مع السفارة للترويج للثقافة القطرية. وأعتقد أن إيجاد جسور للتواصل على هذا النحو بين قطر والاتحاد الأوروبي، بالاعتماد على التظاهرات الثقافية والرياضية والإنسانية، وعدم الاكتفاء بالنشاطات السياسية، أمر مهم للغاية. هل هناك أي تعاون بين قطر والبرلمان الأوروبي لحل مشكلة اللاجئين؟ - لا أستطيع تخيل حل لمشكلة اللاجئين دون تعاون وثيق، وعن قرب بين قطر ودول الاتحاد الأوروبي. بصفتكم مسؤولاً بولندياً، كيف تقيمون زيارة سمو الأمير إلى بلادكم مؤخراً؟ - بالطبع، بصفتني مسؤولاً بولندياً، إلى جانب مهامي على مستوى البرلمان الأوروبي، أودّ أن أشيد بالزيارة الأخيرة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى بولندا، فقد كانت زيارة إيجابية وناجحة جداً، على كافة الأصعدة، وأثمرت نتائج ملموسة. لقد كانت زيارة سياسية توجت بالتوقيع على أربع اتفاقيات بالغة الأهمية. وأعتقد أن الاستثمارات القطرية والمبادلات التجارية بين البلدين، تنبئ بمستقبل واعد. كما أن قطر وبولندا سيقدمان نموذجاً جيداً للتعاون والشراكة عن قرب. وعلى اعتبار أن بولندا هي أكبر بلد في أوروبا، فأنا متيقن أن قطر -من خلال بولندا- تستطيع بناء جسر حقيقي للتواصل مع الاتحاد الأوروبي.;
مشاركة :