ترمب يدرس إرسال مزيد من الجنود لأفغانستان

  • 5/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في ممر خارج المكتب الإعلامي في مبنى وزارة الدفاع الأميركية، علقت صورة مكبرة لغلاف لمجلة «تايم» يظهر فيه جندي أميركي منهك يدخن سيجارة أمام أسلاك شائكة في أفغانستان، تعكس المأزق الذي تواجهه إدارة الرئيس دونالد ترمب. وكتب على الغلاف الصادر الذي يحمل تاريخ 20 أبريل 2009 «كيف نتجنب الهزيمة في أفغانستان». واليوم بعد ثماني سنوات يجد البنتاجون نفسه في المأزق ذاته مجدداً. لكن هذه المرة الرئيس دونالد ترمب هو من يحاول أن يبحث عن أجوبة، تماماً كما فعل باراك أوباما وجورج بوش قبله. وهو كرئيس ذكر أفغانستان سابقاً بشكل عابر، لكنه الآن مجبر على مواجهة القضية وسط الأنباء السيئة الواردة وتحذيرات جنرالاته. وأي سنة في الماضي المضطرب لأفغانستان يمكن أن تكون مثالاً للمأزق الأفغاني الكارثي. ففي عام 2016 على سبيل المثال، أي بعد مرور 15 عاماً على الغزو الأميركي، أعلنت حصيلة للأمم المتحدة عن مقتل أو جرح 11 ألفاً و500 أفغاني تقريباً. وبالإضافة إلى هذه المذبحة، يقول مسؤولون محليون إن طالبان وفصائل أخرى متمردة قتلت حوالي سبعة آلاف أفغاني من الشرطة والجيش، معظمهم تم تدريبهم على يد خبراء من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وأشار دان كوتس، مدير الأمن الوطني في إدارة ترمب، إلى هذه النقاط المحبطة هذا الأسبوع، محذراً من أن الوضعين السياسي والأمني سيزدادان سوءاً بشكل مؤكد. وقال: «تقديرنا في هذه الأثناء أنه من المرجح أن تستمر طالبان بتحقيق المكاسب، خاصة في المناطق الريفية». وترمب الذي خاض حملته الانتخابية تحت شعار «أميركا أولاً» وتعهد بتقليص التدخل الأميركي في الخارج، عليه الآن أن يقرر ما إذا كان يوافق على الطلبات المتوقعة من المؤسسة العسكرية لإرسال المزيد من الجنود الأميركيين مجدداً إلى أفغانستان. والمستشارون في إدارته يحثونه -كما يقال- على إعطاء ضوء أخضر لإرسال من ثلاثة إلى خمسة آلاف جندي إضافي للانضمام إلى الـ8400 جندي أميركي المتواجدين هناك. ومن المتوقع أن يتخذ ترمب قراره هذا الشهر، أما وزير الدفاع جيم ماتيس فقد أعلن أن توصيته بهذا الشأن ستأتي «في القريب العاجل». تغيير شيء ما وصل عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان في عهد أوباما إلى 100 ألف، وهو لاحقاً بدأ بسحبهم بوتيرة ثابتة بهدف إنهاء الدور الأميركي في القتال هناك بشكل كامل. وسلمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية في بداية عام 2015، لكن النتيجة كانت قاسية. فالجنود تعرضوا للقتل بالآلاف، والفساد استشرى، واستمرت طالبان بتحقيق المكاسب، فيما القادة الأميركيين يعترفون بأن الوضع في حالة جمود في أحسن الأحوال. ومع ذلك فمن المؤكد أن الالتزام بإرسال جنود أميركيين إضافيين إلى أفغانستان سيسبب استياء في الولايات المتحدة. فمنذ 2001 قتل 2400 جندي أميركي هناك حتى الآن وجرح 20 ألفاً آخرون.;

مشاركة :