تعهّد الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون خلال تنصيبه أمس، رئيساً للبلاد بالعمل على التغلب على الانقسامات في المجتمع التي ظهرت خلال حملة انتخابات الرئاسة والسعي لبناء فرنسا قوية واثقة من نفسها وإعادة بناء أوروبا وإنعاشها، ووعد الفرنسيين بعدم التخلي عن أي من الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية وعقب تسلم مهام السلطة من سلفه فرانسوا هولاند، ألقى ماكرون، الرئيس 25 لفرنسا، خطاباً ركز فيه على إعادة «ثقة فرنسا بنفسها» وعلى إعادة دورها في العالم، وحرص على طمأنة الجميع من مؤيديه ومعارضيه بأنه سيفي بالوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية وأكد أن«التفويض الذي مُنحت إياه سيُعيد للفرنسيين الثقة في الإيمان بأنفسهم»، داعياً إلى التغلب على الانقسام والعمل على إعادة الديمقراطية. ويبدو أن ماكرون يشير بإعادة الديمقراطية لبلاده إلى الانقسام الذي تشهده بلاده حول الفكر التقليدي لفرنسا خلال الـ 60 عاماً الماضية الخاص بالانفتاح على العالم والعولمة، وبين فكر اليمين المتشدد الذي يدعو لنبذ العولمة والاتحاد الأوروبي والتركيز على حماية هوية فرنسا، واعتبر أن الفرنسيين بانتخابه اختاروا «الأمل والانتصار». وقدم الرئيس الجديد كلمة متوازنة تميل للقومية والوطنية، حيث بدأ خطابة الأول بتحية جميع الرؤساء السابقين للجمهورية الفرنسية. حيث حرص على طمأنة الفرنسيين، خاصة أولئك الذين كانوا يفضلون فوز منافسته ماري لوبان، في ما يخص الأمن قائلاً إنه سيحارب الإرهاب. كما بعث برسالة ودية إلى اللاجئين والمهاجرين الذين ساندوه خلال حملته الانتخابية، قائلاً إن من أدوار فرنسا الاهتمام بالآخرين. واختتم بقوله: تراجعت المسافات وتسارع الزمن والتحديات كثيرة، وجهودنا سوف تحدد مصير فرنسا الأجيال القادمة. وفي ما يتعلق بعلاقات بلاده بأوروبا قال إن العالم وأوروبا يحتاجان فرنسا الآن أكثر، ويحتاجانها قوية، وفي ذلك تأكيد على ما ورد في برنامجه الانتخابي حول أهمية العلاقة الوثيقة بين فرنسا والاتحاد الأوروبي. وفي إشارة إلى رغبته إحياء المحور الفرنسي الألماني، اختار الرئيس الذي سيتوجه إلى ألمانيا في أول رحلة له إلى الخارج، سفير فرنسا الحالي في ألمانيا فيليب اتيان (61 عاماً) مستشاراً دبلوماسياً له. كما عين اليكسي كولر (44 عاماً) الذي كان مدير مكتبه وزيراً للاقتصاد (2014-2016) ليشغل منصب الامين العام لقصر الإليزيه. ويدرك رئيس الدولة الجديد الذي وعد بإصلاح "عميق" للحياة السياسية، التحديات الكبرى التي تنتظره في بلد يعمه الانقسام ويواجه خطر التهديد الإرهابي. أما عن اسم رئيس الحكومة فسيعلنه اليوم الاثنين، وتشكيلة الحكومة ستكون الثلاثاء. بدلة متواضعة ارتدي الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون في حفل تنصيبه بذلة متواضعة بلغ سعرها 450 يورو (أقل من 500 دولار) في محاولة على ما يبدو لأن ينأى بنفسه عن البهرجة والبذخ. وخلال حفل التنصيب كان جديراً بالملاحظة أن يكشف العاملون مع ماكرون عن قيمة بذلته غامقة اللون وعن أن زوجته بريجيت ترونيو استعارت زياً من قطعتين ظهرت به خلال المراسم من دار أزياء لوي فيتون. وبينما تظهر استطلاعات الرأي أن طهارة اليد بين أهم الصفات التي يرغب الناخبون الفرنسيون في توافرها في الرئيس، بعد أن ضجروا من الفضائح يبدو أن اختبار ماكرون لملابسه يبعث بإشارة عن أنه سيكون مختلفاً عن سابقيه.
مشاركة :