تحظى العلاقات الإماراتية الأميركية بأهمية استراتيجية متنامية، في ظل الدور المتزايد الذي يضطلع به كل من الطرفين على الساحتين الإقليمية والدولية، حتى باتت العلاقات بين البلدين متينة ومتجذرة وقائمة على أساس المصالح والقيم المشتركة، حيث يعمل الطرفان على تعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الازدهار الاقتصادي ومجابهة التحديات الملحة في مختلف أرجاء العالم. وتعتبر العلاقات القوية التي تجمع البلدين حافلة بالعطاء نتيجة لقوتها، ضمن حلف يسير بآلية سياسية، وأخرى أمنية، وثمة آلية اقتصادية من أجل إيجاد رؤى متطابقة بشأن القضايا الإقليمية والدولية بحكمة، وعقلانية، وقدرة فائقة، ومن أجل احتواء الأزمات التي تمر بها المنطقة. انسجام وتعاون واتسمت علاقة الإمارات مع أميركا خلال العقود الماضية بمستوى متقدم من الانسجام والتعاون الذي يصل إلى مستوى التحالف الاستراتيجي حيث تعد السياسة الخارجية الإماراتية نموذجاً للفاعلية والاتزان والنجاح بفضل رجاحة الأسس التي تقوم عليها والثوابت التي تنطلق منها، وهي الرؤية التي جعلت أميركا تنظر بمزيد من التقدير والاحترام للإمارات، باعتبارها دولة مسؤولة في محيطها الإقليمي والعربي، وتتفاعل بإيجابية مع مختلف المبادرات التي تطرحها وتتناول قضايا حيوية تهم المجتمع الدولي. وهناك حرص على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل مستمر إلى الأمام بما يحقق الخير لشعب البلدين حيث شهدت العلاقات دفعة جديدة خلال الفترة الأخيرة برزت من خلال الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين وتطور العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والتي تميزت بدعم الإمارات للتحالف الدولي في محاربة الإرهاب. وتحرص الإمارات وأميركا على تطوير نهج مشترك لمجابهة التحديات الأمنية في المنطقة وتحسين مستوى الاتصالات الثنائية وتعزيز القدرات الدفاعية بين البلدين. التفاهم والثقة وبالنسبة للعلاقات السياسية والأمنية بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية فإن البلدين قد أثبتا قدرتهما على إيجاد مناخ أفضل من التفاهم والثقة تم ترجمته في تعاون مثمر وصداقة قوية، فقد حرصت الإدارات الأميركية المتعاقبة بمختلف توجهاتها على التشاور المستمر مع القيادة الإماراتية من خلال الزيارات والاتصالات الهاتفية المستمرة لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة وما يطرأ عليها من مستجدات، حيث تحتل الإمارات أهمية حيوية في استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة. ويؤكد المراقبون السياسيون أن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلتقي مع عدد من أهداف السياسة الإماراتية وخاصة في ما يتعلق بإجراءات مكافحة الإرهاب الدولي، وإيقاف العمليات الخفية لتمويله، فضلاً عن محاربة الأفكار المتطرفة. وتبنّت الإمارات والولايات المتحدة مواقف مشتركة ضد التطرف والإرهاب، وأكدتا أهمية تحقيق الأمن والاستقرار والسلام وتكريس مبادئ التسامح والتعايش المشترك في المنطقة والعالم أجمع.