تلقت جماعات متطرفة تنتمي لـ«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، بالجزائر، ضربات متتالية على أيدي جيش البلاد، فقدت على إثرها 6 من عناصرها خلال عملية عسكرية جنوب العاصمة، بدأت في 11 من مايو (أيار) الجاري، وانتهت أول من أمس. وهدد «تحالف» جماعات متشددة، حديث النشأة بمالي، قبل شهر، قوات الأمن الجزائرية باستهدافها مع أول فرصة تتاح له. وقال بيان لوزارة الدفاع إن الجيش نصب كميناً للمتطرفين، في منطقة واد الكبير ببلدية العناب بدائرة العبادية، ولاية عين الدفلى (130 كلم جنوب العاصمة)، وصادر في نهاية العملية 6 مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف. ولم يقدم البيان تفاصيل أخرى عن العملية التي وقعت بمنطقة شهدت قبل عام مقتل 13 عسكرياً في كمين لتنظيم القاعدة، الذي تقول السلطات إنها قضت عليه نهائياً.وأضاف البيان أن «هذه النتائج، تؤكد جهود قوات الجيش الوطني الشعبي في التعقب والبحث عن بقايا الفلول الإرهابية، والقضاء على المجرمين عبر كل ربوع الوطن».وتأخذ السلطات الأمنية على محمل الجد، تهديدات أطلقها «تحالف نصرة الإسلام والمسلمين» الذي يضم 4 جماعات متطرفة تنشط بالساحل الأفريقي، بشن هجمات داخل الجزائر. وكان تنظيم داعش توعد الجيش الجزائري بالانتقام لمقتل، عبد المالك قوري، زعيم «جند الخلافة» التابع له، نهاية 2014. ويوجد ضمن «التحالف» جماعة تسمى «كتيبة المرابطون» بقيادة الجزائري مختار بلمختار، قتلت 30 فنياً أجنبياً في هجوم على منشأة غازية بجنوب الجزائر، مطلع 2013.وجاءت العملية العسكرية في سياق انطلاق أعمال «آلية الشرطة الأفريقية» (أفريبول)، أمس بالعاصمة، حيث يرتقب أن تخرج أجهزة الشرطة في نحو 40 دولة أفريقية، بورقة طريق تخص التعاون لمحاربة التطرف الديني والإرهاب بالقارة السمراء.وصرح رئيس مفوضية «الاتحاد الأفريقي» موسى بقي، للصحافة بمناسبة حضوره الاجتماع، بأن «مكافحة الجريمة والإرهاب في أفريقيا تقتضي توحيد الإمكانات وطاقات المصالح الأمنية لبلدان القارة. هذه أفضل طريقة لمجابهة هذه الآفات». وقال «بقي»: «تأكد اليوم أنه من المستحيل التصدي للجريمة والإرهاب والتهريب بشتى أنواعه، وهي آفات أضحت تهديداً حقيقياً للقارة، من دون تعاون ومن دون توحيد الإمكانات وطاقات المصالح الأمنية الأفريقية».ووصف مسؤول «الاتحاد الأفريقي»، «أفريبول» بـ«أداة تعاون بالغة الأهمية، بالنظر إلى التحديات الكبرى التي تواجهها أفريقيا لا سيما في الجانب الأمني». مشيراً إلى «أهمية جهود الجزائر في مكافحة الجريمة بجميع أشكالها». وأضاف: «أفريبول خطوة أولى تمكننا من لعب دورنا في الدفاع عن قارتنا، والإسهام في إقرار السلم والاستقرار في العالم».
مشاركة :