عشية الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف التي تبدأ غداً الثلثاء، دعت «هيئة التفاوض العليا» التابعة للمعارضة السورية إلى «حل سياسي يُنهي المأساة» في سورية. ووزعت «هيئة التفاوض» على موقعها على الإنترنت تصريحات لمنسقها العام رياض حجاب قال فيها إن «ما نحتاجه هو موقف حازم من المجتمع الدولي لإنهاء معاناة السوريين ومأساتهم». وأضاف: «نحن في سورية نحتاج إلى حل سياسي يُنهي هذه المأساة التي نعاني منها، والوساطة الدولية لم تبدأ فعلياً في إيجاد ذلك». وتحدث عن «إبادة تتم بحق الشعب السوري من خلال القصف الممنهج بكل أنواع الأسلحة، ومن خلال الحصار والجوع الذي يُفرض على كل المناطق». واتهم المجتمع الدولي بأنه لم يكن «جاداً في إيجاد حل للمسألة السورية ولمعاناة السوريين»، مشيراً تحديداً إلى أن «مجلس الأمن الدولي، خلال كل هذه السنوات التي مضت، (كان) مشلولاً نتيجة استخدام الفيتو المتكرر من قبل روسيا والصين في شكل لم يسبق له مثيل»، في إشارة إلى ممارسة هذين البلدين حق النقض ضد مشاريع قرارات عدة كانت تستهدف معاقبة الحكومة السورية. وشارك حجاب أمس في منتدى في الدوحة عن اللاجئين، بعد يوم من إجرائه محادثات في الرياض مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تناولت تطورات الأزمة السورية. وأعلن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أمس أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو استقبل رئيس «الائتلاف» رياض سيف ووفداً من المعارضة، في لقاء يُتوقع أن يكون قد تمحور حول مفاوضات جنيف المقبلة التي ترعاها الأمم المتحدة بين 16 و19 أيار (مايو) الجاري. وكان سيف التقى السبت سفير الاتحاد الأوروبي لدى تركيا كريستيان برغر ودعا «الاتحاد الأوروبي إلى دعم المسار السياسي في جولة مفاوضات جنيف المقبلة في شكل جدي وفاعل لتحقيق تطلعات الشعب السوري في نيل الحرية والكرامة وإسقاط النظام»، بحسب تصريحات نقلها «الائتلاف» على موقعه. ويوم السبت أيضاً قال رمزي عز الدين رمزي، نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إن المنظمة الدولية تتطلع إلى «مساهمة إيجابية» من الحكومة السورية في محادثات جنيف المقبلة. واجتمع رمزي في دمشق السبت مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لبحث التحضيرات للمحادثات المقبلة، وقال إنه لن تكون هناك محادثات مباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة، مضيفاً أن اجتماع جنيف سيكون قصيراً ومركزاً، بحسب ما أوردت «رويترز». وكان دي ميستورا قد صرّح بأن جولة جديدة من محادثات «التقارب» بين موفدي الحكومة السورية والمعارضة ستجري في جنيف في الفترة بين 16 و19 أيار لاستغلال «التطورات الإيجابية» بعد اتفاق آستانة الشهر الجاري. وأحد الاتفاقات التي تضمنتها مذكرة آستانة تبادل الأسرى بين الجانبين، وقال دي ميستورا إن هذه النقطة تم الانتهاء منها تقريباً.
مشاركة :