دافع الرئيس عبدالفتاح السيسي مجدداً أمس عن إجراءات الإصلاح الاقتصادي «للوصول إلى القيمة الحقيقية للجنيه المصري بما يتناسب مع قدرتنا الاقتصادية»، وأمر على هامش زيارته أمس محافظة قنا لافتتاح عدد من المشاريع في صعيد مصر، باسترداد أراضي الدولة المستولى عليها، قبل نهاية الشهر الجاري، وتعهد إنهاء المشاريع التي وعد بها ضمن برنامجه الرئاسي، قبل نهاية ولايته في 30 حزيران (يونيو) العام المقبل. ووجه السيسي حديثه إلى أركان حكمه، مطالباً إياهم باسترداد وتقنين أوضاع الأراضي المملوكة للدولة من واضعي اليد عليها، قبل نهاية الشهر الجاري، مشدداً بغضب على أن «لا أحد ياخد (يحصل) حاجة مش بتاعته». وأضاف أن: «الناس (المصريين) لا تجد مأكل وناس (أخرى) تمد إيدها وتاخد بالعشر تلاف والعشرين ألف فدان. والله العظيم ولا فدان واحد يبقى في حوزة واضعي اليد». وعلى مدى سنوات طويلة، وضع مصريون أيديهم على مساحات واسعة من أراضي الدولة، واستخدموا جانباً منها في إقامة مشاريع مختلفة. وكان السيسي شكل مطلع العام الماضي لجنة برئاسة رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب لاسترداد أراضي الدولة التي يثبت الاستيلاء عليها بغير حق. وكلف السيسي في كلمته أمس، القوات المسلحة ووزارة الداخلية والرقابة الإدارية والمحافظات، استرداد الأراضي من واضعي اليد، مضيفاً: «آخر الشهر، آخد تمام باستعادة الأراضي كلها بالكامل»، قبل أن يبدي استعداد الدولة لـ «تحرير عقود بيع للأراضي التي أقيمت عليها مشاريع بعد دفع الثمن». ومضى قائلاً: «أي حد يقف أمام القانون والدولة يبقي مش واخد باله، ولن نسمح له بذلك». ولفت السيسي إلى أن «الإصلاح الاقتصادي الحالي كان من الضروري منه جعل قيمة الجنيه حقيقية لتتناسب مع قدراتنا الاقتصادية»، موضحاً أن الوضع السابق ترتب عليه جعل «منتجاتنا غير منافسة للأسعار العالمية نتيجة للدعم الخفي غير المباشر لسعر الدولار... وكأنه بذلك دعم لكل المحاصيل بطريق غير مباشرة... الوضع الاقتصادي السابق كان سيقودنا إلى وضع اقتصادي خطير جداً... أما الوضع الحالي فيجعل المزارع المصري قادراً على المنافسة بالسعر الحقيقي للجنيه والتكلفة الحقيقية». وأشار إلى أن الدولة «في سباق لتوفير السلع الغذائية بسعر مناسب للمواطنين... هناك زيادة في الطلب لارتفاع استهلاك الفرد وليس فقط لزيادة عدد السكان». ولفت إلى «أننا نواجه مشكلة كبرى في تغطية تكاليف قروض تطوير المرافق... أسعار الخدمات الجماهيرية في مصر أقل من مثيلاتها في العالم». ورأى أن بناء الأمم «ليس بالأمر اليسير ويجب أن يتحمل المواطنون أعباء نهضة البلاد».
مشاركة :