سر يكشفه لأول مرة الأسطورة “مبارك”: كلهم تخلوا عني إلا تركي السديري!

  • 5/15/2017
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

كان أستاذنا الراحل وملك الصحافة تركي عبدالله السديري -رحمه الله- واحدًا من العمالقة الإعلاميين والإداريين الذين خدموا الحركة الرياضية السعودية، وقدموا خدمات جليلة لشباب ورياضة الوطن من خلال انتمائه للوسط الرياضي في حقبة ثمانينيات القرن الهجري الماضي حين اختاره مؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- نائبًا للرئيس في تشكيل مجلس الإدارة عام 1384هـ بعدما لمس فيه الذكاء الحاد والشخصية القيادية الإدارية بجانب آرائه النيرة وأفكاره المميزة التي أهلته لمنصب الرجل الثاني في النادي الملكي على الرغم من صغر سنه، إذ كان حينها في نهاية عقده الثاني وشهد ذلك الموسم تفوقًا مذهلًا وغير مسبوق للفريق الأول تمثل بنجاح الهلال في انتزاع كأس الملك للمرة الثانية بعد فوزه على عميد الأندية السعودية 3-1، وبعد أسبوعين فقط توج الهلال بطلًا لكأس ولي العهد لأول مرة في تاريخه بعد فوزه على الوحدة بملعب الصبان في جدة بنتيجة 4-3 فكانت تلك أهم بطولتين في البلاد ابن سعيد والسديري نجاح مزدوج ويقول شيخ الرياضيين ومؤسسس الهلال عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- في حديث أجريته معه ونشرته الرياض قبل أعوام عن هذا الإنجاز الذهبي المزدوج: «أتذكر أننا هيأنا الفريق الهلالي بمستوى كبير لبطولات كأس الملك وولي العهد عام 1384هـ وكان نائب رئيس تحرير جريدة الرياض الأستاذ تركي السديري ضمن ذلك المجلس يضم في عضويته شخصيات اجتماعية مرموقة أمثال شاعر النشيد الوطني إبراهيم خفاجي، والموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم، وعميد المعلقين محمد عبدالرحمن رمضان». وتسيد الهلال بهذا التفوق الأندية السعودية في ذلك الموسم بعد أن حقق بطولة الوسطى ثم بطولة أندية الشرقية وتأهل للنهائي وهزم الوحدة في كأس ولي العهد وقبلها بنهائي كأس الملك كسب الاتحاد، وهما قمة الأندية السعودية آنذاك. وبفضل تحقيقه البطولتين أصبح الهلال أول ناد في المنطقة الوسطى يجمع الكأسين معًا في موسم واحد وثاني نادي بعد العميد على مستوى المملكة في تاريخ المسابقتين، ولأنه ليس لديه عقدة من الميول ويؤمن بأن الرياضة تنافس شريف؛ ذهب للعمل في نادي النصر سكرتيراً، ليخدمه فترة ليست بالطويلة. الصحافة الرياضية محطته الإعلامية الأولى وبعد ترك «ملك الصحافة» تركي السديري العمل الإداري بنادي الهلال تفرغ في النصف الثاني من عقد الثمانينيات الهجرية للكتابة الرياضية عبر جريدة الرياض والزميلة مجلة اليمامة، وتخللها قيامه بإعداد أول برنامج رياضي يبث من تلفزيون الرياض، وكان يتناوب على تقديمه المدرب الوطني حسن سلطان -رحمه الله- ومحمد رمضان وبقي على علاقات مميزة مع جميع مسؤولي الأندية السعودية والكثير من رؤساء الاتحادات وكان له نظرة كبيرة تجاه الوضع الرياضي وينتقد بحس الخبير وصاحب التجارب الكبيرة، ولامس في طرحه الكثير من معالجة القضايا الرياضية المهمة. وفاؤه مع قدامى اللاعبين وعلى الرغم من ابتعاده عن العمل في نادي الهلال بقيت علاقة تركي السديري باللاعبين القدامى وطيدة ليس على مستوى أفراد الهلال وإنما كل لاعبي الأندية الأخرى الذين عاصرهم في حقبة الثمانينات، وظل أسطورة الهلال وقائده في أول ثلاث بطولات بتاريخ النادي الكابتن مبارك عبدالكريم أقرب اللاعبين إلى نفس «ملك الصحافة» وارتبط بعلاقة راسخة وعميقة في جذور التاريخ لأكثر من نصف قرن ويقول مبارك بنبرة حزينة في حديث للرياض عقب معرفته بوفاة السديري:»رحم الله (أبو عبدالله) رمز الوفاء الأصيل الذي لم يتخل عني رغم استقراري بمدينة الخبر وبعد أن أقعدني المرض أحاطني بجل عنايته ورعايته وكان كثير السؤال عني ويتفقد أحوالي ويحرص على الاطمئنان على صحتي حين يعلم بدخولي المستشفى فكان الوحيد الذي وقف بجانبي في شبابي وفي شيخوختي ضاربًا بذلك أروع الأمثلة في الوفاء والنبل والشهامة التي عرفناها في شخصية تركي السديري -رحمه الله- . مساعدة شهرية ثابتة ويضيف قائلاً: «سأكشف سرًا لأول مرة لوفائه معي إذ خصص لي منذ عشر سنوات وحتى وفاته مساعدة شهرية 3500 ريال كان يحولها لحسابي بانتظام ولم ينسني بعد أن أقعده المرض فاستمرت لمسته الإنسانية ووقفته الكريمة معي حين كلف ابنه هيثم باستمرار ومتابعة تحويل المساعدة المادية لي شهريًا وكان رغم ظروفه المرضية دائم السؤال عني كما ذكر لي صديقي وصديقه المقرب إبراهيم القدير». ويستطرد قائد الهلال السابق: «عرفت أبا عبدالله أول مرة مطلع الثمانينات الهجرية واستمرت صداقتنا حتى وقتنا الحاضر وامتد كرمه ليشمل زملائي اللاعبين المعوزين سواءً من أفراد الهلال أو لاعبي أندية العاصمة منذ أن كان نائبًا للرئيس إبان فترة عمله واستمرت وقفاته النبيلة معهم حتى بعد تركه النادي ودعمهم ماديًا كلما طرقوا بابه لم يخرج أحد منهم إلا وقد قدم له مساعدة.» تركي ساهم في تحقيق الكأسين ويمضي مبارك عبدالكريم بالقول: «لا أنسى كذلك أن تركي السديري كان الساعد الأيمن لمؤسس الهلال في عصرنا الذهبي الأول عام 1384هـ عندما حصلنا على كأسي الملك وولي العهد وساعدنا تركي في الإعداد النفسي والتهيئة لمباريات البطولة وكان معنا في جدة حين فزنا بأول كأس لولي العهد كما كان معنا في الرياض عندما توجنا بكأس الملك أمام الاتحاد».

مشاركة :