كتاب صحفيون سعوديون: الكاتب الراحل تركي السديري هو تاريخ الصحافة بالمملكة

  • 5/15/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يؤكد كتاب صحفيون أن تاريخ الصحفي والكاتب الراحل تركي السديري، رحمه الله، هو تاريخ الصحافة السعودية، وبرحيل أستاذ الجيل، تفقد السعودية أهم أعمدة صحافتها، بعدما أسس جيلاً كاملاً من الصحافيين، مطالبين بتسجيل تاريخ الصحافة عبر زملاء الراحل، ومتذكرين مواقفه الشجاعة النبيلة ودفاعه عن المهنة والعاملين بها، وأياديه البيضاء نصحاً وإرشاداً، لكل الصحفيين في المملكة.السديري .. تاريخ الصحافةوفي مقاله “رحيل العميد”، يؤكد الكاتب الصحفي عبدالرحمن الراشد أن تاريخ تركي السديري هو تاريخ الصحافة السعودية ويقول: “هناك حالات يكون فيها تاريخ الأفراد هو تاريخ الجماعة، والمرحلة، والمكان. وتاريخ شخصية إعلامية كبيرة، مثل تركي السديري، هو تاريخنا كصحافة وصحافيين، وتاريخ لحقبة طويلة من تلك المرحلة.محامي الصحافةويضيف الراشد: “بوفاة تركي السديري نفتقد عميد الإعلاميين في السعودية الذي تبوأ هذه المكانة لنحو ثلاثة عقود، برغبة من الإعلاميين، حيث لم تكن حينها هناك جمعيات ولا رابطة تدافع عنهم. كان يقوم بهذا الدور بذاته، قبل أن يكلف به رسميًا في وقت لاحق. وما كان له أن يرتضيه لولا ثقة الجميع به.الذي بناه كبير جداًويؤكد الراشد أن “الذي بناه تركي السديري كبير جداً، كان شخصية مؤثرة. على مدى حقبة طويلة تسيد المشهد، وترك بصماته عليه. حرصه على تقاليد المهنة جعلها ثابتة، كما غرس أصولاً في المجتمع الإعلامي، في علاقات الحكومة بدور النشر الإعلامية، وعلاقات الإعلام ببعضه، وتطوع مراراً لحل مشاكل المؤسسات والوسائل الإعلامية والصحافيين والدفاع عنهم. ومعظمها بقيت طَي الكتمان ولاحقاً طَي النسيان”.“الرياض”: رحيل الأستاذوتحت عنوان “رحيل الأستاذ” خصصت  افتتاحيتها لتأبين السديري الذي رأس تحريرها أربعة عقود، تقول “الرياض”: “رحيل الأستاذ تركي السديري عنا سيترك فراغاً لن يتم تعويضه أبداً، فصاحب النفس النقية والروح البسيطة في تعاملها، والعميقة في فكرها لن يكون بيننا بعد اليوم، لن نسمع صوته المميز منادياً علينا ليعطينا توجيهاته التي كنا نناقشه فيها فتكون الغلبة لفكره النير ومنطقه الواضح وبعد نظره الثاقب، بالتأكيد إننا في «الرياض» سنفتقد أستاذنا تركي السديري وفي ذات الوقت نعاهد ذكراه كما نعاهد قراءنا أننا سنسير على نهجه محققين رغبته الدائمة ان تكون «الرياض» رائدة متفوقة”.ملك الصحافةوتحت عنوان “في وداع تركي السديري .. إلى ( لقاء )” ، يقول الكاتب الصحفي جميل الذيابي: “كانت الصحافة قدر أبي عبدالله. وكان تركي السديري فارسها الذي لا يقهره التعب. كأنما خُلق لهذه المهنة، ليرفع رايتها، ويحدد هويتها، وينافح عن مؤسساتها، والعاملين فيها. فقد بدأ المهنة من محرر صغير حتى وصل إلى رئيس تحرير الزميلة “الرياض”، التي أضحت ملامح تركي عنوانها وهويتها وقوتها، وأضحت انعكاساً لجرأته في التجديد، ولقوته في المواءمة المطلوبة لمعادلة الدور التنويري للصحيفة، وإيجاد منتج صحفي ناجح يوفر مدخولاً للمساهمين ويغطي نفقات التشغيل والتطوير والتحرير. ولذلك بقي باقتدار على كرسي رئاسة التحرير على مدى 41 عاماً، فاستحق أن يوصف بأنه شاهد على حقبة مهمة من تاريخ المملكة؛ بل استحق عن جدارة لقب “ملك الصحافة السعودية” الذي أطلقه عليه العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز”.سجلوا تاريخ الصحافةوتحت عنوان “رحيل ملك الصحافة” ، يطالب الكاتب الصحفي حمود أبو طالب، بتسجيل تاريخ الصحافة السعودية، عبر زملاء السديري، مؤسسي الصحافة بالمملكة ويقول: “لقد شكل تركي السديري مع عدد قليل من زملائه البارزين المؤسسين للصحافة السعودية الحديثة جيلاً عاصر أحداثاً كبرى وتحولات مفصلية في التأريخ الوطني، وحفلت مسيرتهم بقصص وأسرار ومفارقات وحكايات ومواقف لم يتح لغيرهم معايشتها، وها هو «ملك» الصحافة كما أسماه الملك عبدالله رحمه الله يغادرنا حاملاً معه كل تفاصيل تأريخه الطويل دون أن يتاح لنا قراءته موثقًا كتجربة صحافية استثنائية، ولعل الموجودين من زملائه يقدمون على ضخ تجاربهم في ذاكرة الصحافة السعودية قبل رحيلهم لأن جيلهم لا يتكرر ومراحلهم لا تتكرر أيضا”.موقفان للسديريوفي مقالها “ملك الصحافة إلى رحمة الله” ، تتذكر الكاتبة الصحفية لولو الحبيشي موقفين للسديري وتقول: “سيرة تركي السديري الذاتية لا يمكن اختصارها، لكني سأذكر موقفين للفقيد -رحمه الله- معي الأول حين هاتفته لطلب مشاركته في ندوة نعقدها في الملتقى الرابع الذي تنظمه الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بوزارة التعليم حول العلاقة بين الإعلام والوزارة وكان حينها في رحلة علاجية، فاعتذر عن الحضور شخصيًا للظرف الصحي ووجوده خارج المملكة فطلبت منه إيفاد من يمثله ويمثل صحيفة الرياض فقال: سأرسل لكم شخصًا أهم مني أنشر كلمته في الصفحة الأولى «الرياض» ويقصد الأستاذ يوسف الكويليت”.مازحني في 80 ألف ريال ثم فاجأني بقصيدتيوتضيف الحبيشي: “حين رغبت في نشر قصيدة «من بادي الوقت» الموجهة لوزير التعليم آنذاك صاحب السمو الملكي خالد الفيصل وهي مجاراة لقصيدته «من بادي الوقت» قال رحمه الله (ممازحًا): «سأمنحك خصمًا جيدًا، ادفعي فقط ثمانين ألف ريال لصفحة كاملة ملونة»، فقلت له: «ولا ثمانية آلاف، أنا الديون تمشي على الأرض» فقال ضاحكًا: «يعني تريدين النشر مجانًا (ما يصير) لك صفحة ملونة مجانًا، أنا تربطني علاقة وطيدة بالأمير والقصيدة ممتازة وأنت تستحقين» وبالفعل نشر القصيدة على صفحة كاملة بالألوان”.   (0)

مشاركة :