أبيدجان وبواكيه أكبر مدينتين في ساحل العاج في خضم عملية للجيش تهدف إلى إنهاء حركة تمرد لجنود يطالبون بمكافآت متأخرة. وبدأ الجنود الموالون للحكومة بالتقدم باتجاه مدينة بواكيه مركز التمرد يوم الأحد. وتردد دوي إطلاق نار متقطع الليلة الماضية في بواكيه وفي معسكرات للجيش في العاصمة أبيدجان. واشتدت كثافة إطلاق النار في المدينتين قبيل الفجر. وقال أحد السكان في بواكيه إنه كان هناك إطلاق نار كثيف عند المدخل الشمالي للمدينة وفي وسط المدينة. كما أكد شخص ثان من سكان المدينة حدوث إطلاق النار. ونفى المتحدث باسم حركة التمرد وقوع اشتباكات في بواكيه، موضحا أن الجنود المتمردين كانوا يطلقون الرصاص في الهواء لردع أي محاولة تقدم باتجاه المدينة، لكن يوم الأحد رفض قادة التمرد طلب الجيش بتسليم سلاحهم والاستسلام. وترددت الاثنين أصداء إطلاق النار الكثيف في مدينة دالوا وهي أحد مراكز زراعة الكاكاو في المنطقة. وتمرد الجنود جراء تأخر دفع المكافآت التي وعدتهم بها الحكومة بعد تمرد سابق في يناير/كانون الثاني، لكنها لم تدفعها بالكامل بعد انهيار أسعار الكاكاو وهو المنتج الرئيسي الذي تصدره ساحل العاج مما تسبب بانخفاض كبير في إيرادات الدولة. وتخيم المخاوف على أكبر مدينتين في ساحل العاج من وقوع حمام دم في ظل اصرار المتمردين على مطالبهم وتمسك القوات الحكومية بإنهاء التمرد بأي ثمن. ولا تبدو في الأفق مؤشرات على امكانية انتهاء التوترات سريعا في ظل اعلان المتمردين في وقت سابق عزمه خوض المواجه حتى النهاية. لكن ربما تتوصل الأطراف المتناحرة في الساعات القليلة القادمة إلى حل وسط ينهي الأزمة، لكن الأمر يحتاج بحسب محللين إلى ضبط النفس وعدم دخول طرفي الصراع في مغامرة عسكرية قد تخلف عشرات القتلى من الطرفين.
مشاركة :