تجربة صاروخية جديدة لبيونغ يانغ وواشنطن تطلب اجتماعا لمجلس الامن سيول: «المجلة» أكدت كوريا الشمالية الاثنين أنها اختبرت بنجاح نوعاً جديداً من الصواريخ قال الخبراء إنها تتميز بمدى غير مسبوق يسمح لها بالوصول إلى القواعد الأميركية في المحيط الهادي، مؤكدة أنه يمكن تحميله «برأس نووية قوية». وطلبت اليابان والولايات المتحدة عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي يمكن أن يعقد الثلاثاء بينما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التجربة «خطيرة» لكنه دعا في الوقت نفسه إلى وقف «تخويف كوريا الشمالية» وإلى التوصل لحل سلمي لهذه المسالة. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن بيونغ يانغ اختبرت بإطلاق هذا الصاروخ الذي دانته الأسرة الدولية «نموذجا جديدا لصاروخ باليستي استراتيجي» مداه «بين المتوسط والبعيد». وأشارت إلى أن الزعيم كيم جون – أون «أشرف شخصياً على تجربة إطلاق هذا الصاروخ من النوع الجديد» و«عانق مسؤولي البحث الباليستي وهو يقول لهم إنهم قاموا بعمل شاق لإنجاز أمور عظيمة». ونشرت وسائل الإعلام الرسمية صوراً لكيم أمام هنغار بالقرب من صاروخ، أو يصفق مع ضباط بعد إطلاق الصاروخ الأسود الذي يحمل اسم «هواسونغ – 12» في وقت مبكر من صباح الثلاثاء. وتخضع كوريا الشمالية التي تؤكد أنها تمتلك قوة نارية يمكن أن تصل إلى الأراضي الأميركية، لسلسلة من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي. وعملية إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، هي الثانية خلال 15 يوماً، والأولى منذ تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي – إن. وقالت الوكالة الكورية الشمالية إن التجربة الصاروخية هدفت إلى اختبار «التفاصيل التقنية والخصائص» للنوع الجديد «القادر على حمل رأس نووية كبيرة وقوية». وأكدت الوكالة أن الصاروخ اتبع المسار المرسوم له ووصل إلى ارتفاع 2111.5 كلم وحلق لمسافة 787 كلم وسقط «بدقة في المكان المحدد له». يرى الخبراء أن هذه المعلومات توحي بأن مدى الصاروخ يمكن أن يبلغ 4500 كلم. وقال جيفري لويس الباحث في معهد ميدلبري للدراسات الدولية الذي يتخذ من كاليفورنيا مقرا له ان الصاروخ الذي أطلق الأحد كان الصاروخ «الابعد مدى الذي تختبره كوريا الشمالية». أما جون شيلينغ خبير التسلح في منظمة «نورث 38» التابعة لجامعة جون هوبكينز في واشنطن، فيرى أن بيونغ يانغ اختبرت على ما يبدو صاروخاً متوسط المدى يمكنه «بالتأكيد أن يبلغ القاعدة الأميركية في غوام» في المحيط الهادي. وأضاف أن «الأهم من كل ذلك» هو أنه «يمكن أن يشكل تقدما مهما على طريق تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات». وتؤكد كوريا الشمالية أنها مضطرة لاتباع هذه الاستراتيجية العسكرية بسبب التهديدات الأميركية. وأدى تسارع البرنامجين النووي والباليستي الكوريين الشماليين، والحرب الكلامية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي هدد بأن يحل بمفرده وبالقوة الملف الكوري الشمالي، إلى توتير الوضع في شبه الجزيرة الكورية. إلا أن قطب العقارات الثري تراجع على ما يبدو عن موقفه الحاد وقال إنه «يشرفه» أن يلتقي كيم جونغ – أون. من جهة أخرى، تحدثت بيونغ يانغ السبت عن انفتاح محتمل عبر دبلوماسية أكدت خلال مرورها في بكين أن بلدها يمكن أن «تجري حوارا إذا توافرت الشروط» مع واشنطن. ووفقاً لوكالة (أ.ف.ب) الإخبارية فقد جرت تجربة إطلاق الصاروخ الأحد بعد أربعة أيام على تولي الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي – إن في سيول مهامه. وخلافاً للرئيسة السابقة، يدعو مون إلى الحوار مع الشمال. إلا أن الرئيس الجديد لم يتردد في إدانة التجربة الصاروخية التي وصفها الأحد بـ«بالعمل الاستفزازي غير المسؤول». وكانت بيونغ يانغ نظمت في أبريل (نيسان) عرضاً عسكرياً مرت خلاله صواريخ يشبه أحدها النوع الذي تم اختباره الأحد. ويشكك بعض الخبراء في قدرة الشمال على إنتاج أسلحة نووية مصغرة لوضعها على صاروخ، ولا شيء يثبت حتى الآن أن بيونغ يانغ تمتلك تكنولوجيا عودة الصواريخ إلى الغلاف الجوي. وقال الخبير شيلينغ إن تمكن بيونغ يانغ من جعل غوام التي تبعد 3400 كيلومتر في مرمى صواريخها لا يغير المعطيات الجيوسياسية بشكل أساسي. لكن هذه مرحلة. وأضاف أن «ما يمكن أن يغير التوازن الاستراتيجي سيكون صاروخا باليستيا عابراً للقارات قادراً على إصابة أرض القارة الأميركية». وتابع: «لن يكون هذا الصاروخ لكن الأمر يتعلق على الأرجح بتجربة أو اختبار لتقنيات وأنظمة ستستعمل لصاروخ باليستي عابر للقارات»، مشيراً إلى أن بيونغ يانغ تسعى أيضاً إلى اختبار «أنظمة فرعية لصواريخ باليستية عابرة للقارات» لتؤمن «غطاء» في حال تعرضها لهجوم أميركي. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن كيم جونغ – أون تأكيده أن الاستراتيجية الأميركية التي تقضي «بترهيب الدول الضعيفة التي لا تمتلك القنبلة الذرية عسكريا» لن تجدي مع الشمال. وأضاف «إذا تجرأت الولايات المتحدة على القيام باستفزاز عسكري ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية فنحن مستعدون للتصدي لها». وطلبت اليابان والولايات المتحدة اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الدولي يمكن أن يعقد بعد ظهر الثلاثاء في نيويورك، كما قالت بعثة أوروغواي التي تتولى رئاسة المجلس خلال مايو (أيار). وكان البيت الأبيض أكد الأحد أن «هذا العمل الاستفزازي الأخير يجب أن يدعو كل الأمم إلى فرض عقوبات أقوى على كوريا الشمالية». من جهتها، أوضحت وزارة الخزانة الأميركية أنها تدرس «كل السبل المتوفرة لديها» لقطع مصادر التمويل الدولي للنظام الكوري الشمالي. ولم تثن العقوبات المتكررة كوريا الشمالية عن عزمها على التزود بصواريخ باليستية من شأنها أن توصل الخطر النووي إلى الأراضي الأميركية.
مشاركة :