واشنطن - قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية الاثنين إن الولايات المتحدة لديها أدلة على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أقام محرقة للجثث قرب سجن صيدنايا. وأضاف ستيوارت جونز القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى أن المحرقة يمكن أن تستخدم في التخلص من الجثث قرب سجن احتجز فيه عشرات الآلاف من الأشخاص خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ست سنوات. وأوضح أن الولايات المتحدة لديها "ما يبرر التشكيك" في اتفاق بوساطة روسية يقضي بإقامة "مناطق لتخفيف التوتر" وتم التوصل إليه أثناء محادثات بآستانا عاصمة كازاخستان الأسبوع الماضي بهدف تعزيز وقف إطلاق النار في سوريا. وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت في فبراير/شباط الحكومة السورية باعدام آلاف السجناء شنقا ومارست تعذيبا ممنهجا في سجن عسكري قرب دمشق. وقالت المنظمة حينها إن عمليات الإعدام الجماعي وقعت بين عامي 2011 و2015 ولكنها ربما لا تزال تحدث في ما قد يصل إلى حد جرائم الحرب. وطالبت بتحقيق من جانب الأمم المتحدة. وكانت الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد قد رفضا من قبل تقارير مشابهة عن حدوث عمليات تعذيب وإعدام دون إجراءات قانونية خلال الحرب الأهلية التي أودت بحياة مئات الآلاف. ونفت دمشق نفيا قاطعا صحة تلك الأنباء، لكن وثائق وآلاف الصور جرى تهريبها من سوريا أظهرت حجم فظاعات لاتزال تفاصيلها غامضة. وجاء في تقرير منظمة العفو في فبراير/شباط أن ما بين 20 و50 شخصا تعرضوا للشنق كل أسبوع في سجن صيدنايا العسكري شمالي دمشق. وقالت المنظمة إن ما بين 5000 و13 ألفا أعدموا في صيدنايا في السنوات الأربع التي تلت الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية. وأوضح التقرير "أغلب الذين تم إعدامهم مدنيون يعتقد أنهم كانوا يعارضون الحكومة وكثير من المحتجزين الآخرين في سجن صيدنايا العسكري قتلوا بعد تعذيبهم المتكرر وحرمانهم الممنهج من الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية." وقالت المنظمة إنه كان بين السجناء عسكريون سابقون اشتبه في ولائهم وأشخاص شاركوا في الانتفاضة وإنهم خضعوا لمحاكمات صورية أمام محاكم عسكرية وأرغموا أحيانا على الإدلاء باعترافات تحت التعذيب. وأضافت أن عمليات الإعدام جرت سرا وأن القتلى دفنوا في مقابر جماعية خارج العاصمة دون إبلاغ أسرهم بمصيرهم. وذكرت أن تقريرها "يستند إلى مقابلات مع 84 شاهدا من بينهم حراس وضباط وسجناء سابقون بالسجن بالإضافة إلى قضاة ومحامين". وقالت المنظمة "داعمو الدولة السورية وبخاصة روسيا بمقعدها الدائم في مجلس الأمن وإيران يجب أن يدينوا حالات الإعدام التي تنفذ خارج القضاء وسياسات البطش التي تنتهجها الدولة السورية وأن يبذلوا ما في وسعهم لإنهائها". واتهامات واشنطن لنظام الأسد بإقامة محرقة للجثث قرب سجن صيدنايا هي أحدث فصل من فصول هذا الملف المعقد وقد تكون عمليات حرق الجثث شملت من تم اعدامهم من المعتقلين.
مشاركة :