واشنطن، دمشق، عمّان - وكالات - أكدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن نظام بشار الأسد يستخدم «محرقة للجثث» لإخفاء عمليات القتل الجماعي التي يرتكبها.وقال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ستيوارت جونز إن واشنطن لديها أدلة على أن نظام الأسد أقام محرقة للجثث قرب سجن صيدنايا، موضحاً أن المحرقة يمكن أن تستخدم في التخلص من الجثث قرب السجن الذي يحتجز فيه عشرات الآلاف من المعتقلين.وأضاف ان الولايات المتحدة لديها «ما يبرر التشكيك» في اتفاق أستانة الذي يقضي بإقامة «مناطق لتخفيف التوتر» في سورية.من جهة أخرى، أكدت معلومات متقاطعة، أمس، أن جيش النظام السوري مدعوماً بميلشيات تابعة لإيران نقل قوات إلى منطقة صحراوية قرب حدوده مع العراق والأردن، في حين تعزز قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على منطقة انسحب منها مقاتلو تنظيم «داعش» في الآونة الأخيرة.وأكد قادة من فصائل المعارضة أن معلومات الاستخبارات المتوافرة لديهم أظهرت تحرك مئات من الجنود السوريين وفصائل شيعية مدعومة من إيران بدبابات ومعدات ثقيلة إلى بلدة السبع بيار في منطقة صحراوية قليلة السكان.وأوضحوا أن الجيش وحلفاءه سيطروا على تلك البلدة النائية الواقعة قرب الطريق الاستراتيجية الرئيسية بين دمشق وبغداد الأسبوع الماضي، مع سعيهم للحيلولة دون سقوط المناطق التي انسحب منها تنظيم «داعش» في يد فصائل المعارضة المدعومة من الغرب.وقال الناطق باسم «الجبهة الجنوبية» لـ«الجيش السوري الحر» الرائد عصام الريس إنهم أرسلوا تعزيزات ضخمة من المدفعية والدبابات والمركبات المدرعة.يأتي هذا التحرك بعدما شعر الجيش السوري بقلق نتيجة انتصارات حققها «الجيش الحر» على «داعش»، خلال الشهرين الماضيين، ما سمح لمقاتليه بالسيطرة على مساحة شاسعة من الأراضي القليلة السكان الممتدة من بلدة بير القصاب الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب شرقي دمشق على الطريق إلى الحدود مع العراق والأردن.وأوضح الريس أن خطة النظام السوري هي الوصول إلى الحدود العراقية - السورية وقطع الطريق على تقدم «الجيش الحر» بشكل أكبر صوب الشمال الشرقي ضد معاقل تنظيم «داعش» هناك.ويقول مقاتلو المعارضة إن الهدف النهائي لتقدم الجيش السوري في البادية هو ربط قواته بفصائل شيعية عراقية على الجانب الآخر من الحدود.في موازاة ذلك، قتل 23 مدنياً على الأقل، أمس، جراء غارات نفذتها طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة اميركية على مدينة البوكمال الخاضعة لسيطرة «داعش» في شرق سورية على الحدود مع العراق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 23 مدنياً على الاقل واصيب العشرات بجروح جراء غارات للتحالف الدولي استهدفت فجراً منطقة سكنية في مدينة البوكمال» التي يسيطر عليها «داعش» منذ العام 2014.ومن بين القتلى، وفق المرصد، 15 نازحاً على الاقل من مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور والرقة وكذلك في العراق المجاور.جاء ذلك غداة مقتل نحو 22 شخصاً أغلبهم نساء وإصابة 12 آخرين جراء غارة جوية يرجح أنها لطيران التحالف على بلدة العكيرشي شرق مدينة الرقة، شمال سورية.وقالت مصادر محلية إن «قصفا جوياً، يعتقد أن التحالف الدولي نفذه، استهدف مركبة تقل عاملات يعملن بزراعة محصول القطن وهن عائدات إلى منازلهن مساء الأحد (أول من أمس) في بلدة العكيرشي».وفي تطور لافت، كشفت مصادر مطلعة، أمس، أن تركيا تنوي البدء بعملية جديدة أسمتها «درع إدلب»، على غرار «درع الفرات»، لمحاربة التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب.وذكرت المصادر لموقع «العربية نت» أن أنقرة تسعى إلى تأسيس «الفيلق الأول» من فصائل المعارضة المسلحة السورية، مشيرة إلى أنه سيضم نحو 17 من الفصائل العسكرية الناشطة شمال سورية، بمن فيهم مقاتلو عملية «درع الفرات».وسيضم «الفيلق الأول» تجمع «فاستقم كما أمرت»، إضافة إلى «جيش إدلب الحر» و«جيش الإسلام» وغيرهما من فصائل المعارضة المسلحة.أما الهدف من عملية «درع إدلب» الجديدة، حسب المصادر، فهو السيطرة على محافظة إدلب بالكامل، وإنهاء وجود المجموعات المتطرفة على رأسها تنظيما «داعش» و«هيئة تحرير الشام» («النصرة» سابقاً).وفي السياق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «هيئة تحرير الشام» أرسلت بالفعل حشوداً عسكرية مع أسلحة ثقيلة، تحسباً لاقتحام مقاتلي «درع الفرات» مدينة إدلب من جهة المعابر الحدودية مع تركيا، تمهيداً لبدء عملية «درع إدلب» المرتقبة.
مشاركة :