أعلنت السلطات السورية بعد ظهر أمس، إنجاز جميع بنود الاتفاق الذي توصلت إليه مع فصائل المعارضة المسلحة، لإخراج مقاتليها من منطقة القابون على الأطراف الشرقية لمدينة دمشق، فيما تجددت الاشتباكات بين الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية انطلاقاً من حيي الأشعري والافتريس داخل الغوطة، في وقت قتل 23 مدنياً على الأقل جراء غارات للتحالف الدولي على مدينة البوكمال شرقي سوريا على الحدود مع العراق، في حين تحدثت مصادر معارضة عن إرسال تعزيزات من قوات النظام إلى منطقة الحدود السورية العراقية الأردنية. وقال محافظ دمشق بشر الصبان، في بيان أصدره أمس «منطقة القابون أصبحت خالية تماماً من المجموعات المسلحة بعد إنجاز المرحلة الثانية والأخيرة من اتفاق التسوية».وأضاف أن «خبراء الهندسة في الجيش السوري دخلوا منطقة القابون وبدؤوا بعمليات تمشيط واسعة، لتفكيك المفخخات والألغام التي زرعتها المجموعات المسلحة قبل إجلائها من المدينة». وأكد مصدر ميداني من الجيش السوري طلب عدم الكشف عن اسمه أنه «تم أمس إخراج 545 مسلحا باتجاه ريف إدلب وجرابلس شمالي البلاد، إضافة إلى نقل حوالي 800 مسلح إلى حي جوبر المجاور لحي القابون». وذكر المصدر أن «خروج المسلحين إلى حي جوبر حصل تنفيذاً لاتفاق جديد، تم التوصل إليه الليلة قبل الماضية مع الفصائل المعارضة، بعد رفض العديد من مقاتليها المغادرة وإصراراهم على البقاء في الغوطة الشرقية». ولفت المصدر إلى أن القوات الحكومية قامت بتسوية أوضاع 600 من المسلحين. ومن جانب آخر، قال المرصد السوري، في بيان أمس، إن الاشتباكات العنيفة لا تزال متواصلة بين مقاتلي فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جهة، وجيش الإسلام من جهة أخرى، على محاور في أطراف بيت سوى والافتريس والأشعري بالغوطة الشرقية، مشيراً إلى إصابة 20 مقاتلاً في الاشتباكات. وأضاف أن الاشتباكات تترافق مع دوي انفجارات ناجم عن استهدافات متبادلة بين طرفي الاقتتال.على صعيد متصل، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «قتل 23 مدنياً على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء غارات للتحالف الدولي استهدفت فجراً مدينة البوكمال» في محافظة دير الزور. ومن بين القتلى وفق المرصد 15 نازحاً على الأقل من مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور والرقة وكذلك في العراق المجاور. وتأتي حصيلة القتلى في البوكمال امس غداة مقتل 22 امرأة على الأقل وإصابة 12 أخريات بغارات للتحالف أيضاً على قرية في ريف الرقة الشرقي. إلى ذلك، قالت مصادر وقادة من مقاتلي المعارضة امس إن جيش النظام السوري مدعوماً بفصائل تدعمها إيران نقل قوات إلى منطقة صحراوية قرب حدوده مع العراق والأردن وذلك في الوقت الذي تعزز فيه قوات المعارضة المدعومة من واشنطن السيطرة على منطقة انسحب منها مقاتلو تنظيم داعش في الآونة الأخيرة. وأضافوا أن معلومات المخابرات المتوافرة لديهم أظهرت تحرك مئات من الجنود السوريين وفصائل مدعومة من إيران بدبابات ومعدات ثقيلة إلى بلدة السبع بيار في منطقة صحراوية قليلة السكان. ويقول مقاتلو المعارضة إن الجيش وحلفاءه سيطروا على تلك البلدة النائية الواقعة قرب الطريق الاستراتيجي الرئيسي بين دمشق وبغداد الأسبوع الماضي مع سعيهم للحيلولة دون سقوط المناطق التي انسحب منها تنظيم «داعش» في يد الجيش السوري الحر. (وكالات)
مشاركة :