بدأت في أبوظبي٬ أمس٬ تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي٬ فعاليات «المؤتمر الدولي لتجريم الإرهاب الإلكتروني»٬ الذي يهدف لإيجاد أرضية مشتركة، لصياغة منظومة قوانين وتشريعات دولية، تتصدى لجذور وامتدادات الظاهرة الإرهابية في الفضاء الرقمي، حيث أشاد المتحدثون بجهود الإمارات لجعل العالم آمناً. وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، في كلمته بافتتاح المؤتمر، أن «الهجمات الإلكترونية في الأيام الأخيرة، وفي أكثر من دولة، تؤكد أهمية العمل الجماعي»، مشدداً على أن «أمن الشبكات ضروري، في ظل الاعتماد على التقنية الإلكترونية، في حياتنا الحديثة». إغلاق 600 ألف حساب تابع لـ«داعش» قال رئيس قسم السياسات العامة والعلاقات الحكومية في «تويتر» الشرق الأوسط، جورج سلامة٬ إن «الموقع أغلق 600 ألف حساب، تابع لتنظيم (داعش) الإرهابي»٬ مؤكداً أن «(تويتر) يرحب بالتعاون مع الدول والجهات المعنية بمكافحة الإرهاب»٬ مستعرضاً أبرز حسابات الحكام العرب على «تويتر»، ومدى التفاعل الشعبي مع تغريداتهم. وأشار سلامة إلى أن 62% من مستخدمي «تويتر» في مرحلة الشباب، و80% من المستخدمين خارج الولايات المتحدة، وهناك زيادة في عدد المستخدمين تصل إلى تسعة ملايين شهرياً. ولفت قرقاش إلى أن المؤتمر يهدف إلى وضع الأطر القانونية للتصدي للجريمة والإرهاب الإلكتروني، منوهاً بأن «الإمارات تعمل على تطوير ونشر السلام، من خلال مختلف الوسائل لمكافحة الإرهاب الإلكتروني، وزيادة الوعي لمواجهة التحديات، من خلال إشراك أفضل العقول لمكافحة الإرهاب الإلكتروني». وأكد ضرورة العمل الجماعي المشترك، من أجل بيئة إلكترونية أكثر أماناً في العالم٬ مشيراً إلى أن الإرهاب الإلكتروني يستهدف البنى التحتية لجميع الدول، ما يستوجب البحث عن حلول عملية لمكافحة التحديات، ووضع إطار قانوني يجرم الإرهاب الإلكتروني، وبالتالي نشر السلام في العالم. وقال إن «المؤسسات الحيوية تمثل هدفاً للإرهاب الإلكتروني٬ ما يعني الاعتماد على البيانات لمواجهة التحديات، ضمن إطار عمل دولي فاعل، لحماية مجتمعاتنا بمواجهة هذا الهجوم العابر للحدود، عبر التعاون الدولي، والوصول لأرضية مشتركة للقانون الدولي والتشريعات٬ وهذا ما يهدف إليه المؤتمر». وأشار قرقاش إلى أهمية المؤتمر وحساسيته، نتيجة الأفعال الإرهابية وتمددها في العالم٬ موضحاً أن دولة الإمارات عانت الإرهاب الإلكتروني، كغيرها من الدول. من جانبه، قال مدير فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب ومركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في إدارة الشؤون السياسية، الدكتور جهانجير خان٬ إنه «لسوء الحظ لا يوجد حل واحد لمعضلة الإرهاب الإلكتروني، ولا دولة واحدة تستطيع مكافحته٬ فلكل دولة أنظمة سياسية وقانونية مختلفة٬ إلا أن التعاون الدولي سيتمكن من تحديد نقاط لمواجهة هذا التهديد، من خلال هذا المؤتمر المهم جداً». فيما قال عضو البرلمان الأوروبي، جييل بارنيو٬ إن المؤتمر بالغ الأهمية، للمضي قدماً في مرحلة أبعد لمكافحة الإرهاب العالمي٬ مشيراً إلى «خطورة تجنيد الأطفال عبر الفضاء الإلكتروني٬ حيث تم رصد أكثر من 20 ألف حالة في 2016، وفي منتصف 2017 وصلنا إلى الرقم نفسه»٬ مؤكداً ضرورة العمل الجماعي في هذا الشأن. من جانبه، أكد وزير مجلس الشعب المصري ومجلس الشورى المصري السابق، الدكتور مفيد محمد شهاب: «أصبح الإرهاب الإلكتروني هاجساً لدول لعدة، لأسباب منها ضعف الشبكات المعلوماتية، وعدم خصوصيتها، وغياب الرقابة الذاتية عن طريق التربية، وسهولة الاستخدام التقني، وقلة الكلفة المادية، وصعوبة اكتشاف الجريمة الإلكترونية، وغياب دور المنزل والمدرسة في الرقابة على الأطفال والشباب». وناقشت الجلسة الأولى، التي جاءت بعنوان «الإرهاب الإلكتروني في سياق تضارب التشريعات والانحسار الثقافي والاجتماعي»٬ ضرورة التعاون على المستوى الدولي لمجابهة الإرهاب الإلكتروني، بعد أن أصبح الإرهاب ظاهرة اجتماعية وثقافية. وقال مدير تنفيذي مساعد في هيئة الأمن الإلكتروني٬ الدكتور محمد الكويتي٬ في عرضه التقديمي٬ إن «الإمارات دولة رائدة في تجريم الأعمال الإرهابية»٬ مؤكداً «تبني القيادة الإماراتية منهج الحكومة الذكية، علماً بوجود تحديات تكنولوجية، تقف في وجه تأمين الأرض من الفضاء الإلكتروني».
مشاركة :