إن الحديث عن اتحاد التربية البدنية والرياضة للجميع هو حديث عن الرياضة بأكملها واتحاداتها وألعابها والفئات السنية فيها ولجانها ومجالسها وممثلياتها وفي الأول والأخير الحديث عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لأن سقف العمل لهذا الاتحاد مفتوح وفي كل الاتجاهات ومساحة العطاء له تغطي الوطن الكبير بكل موجوداته وتفاصيله ورغبات أهله واحتياجاتهم وتمثيل هواياتهم بالقيم التي يتطلعون إليها أو يطمحون فيها، ولذلك فإن هذا الاتحاد هو اتحاد الجميع وعليه تقع المسؤولية الدقيقة في شمولية الإنجاز ونقل المجتمع بأسره إلى واقع يسرهم من خلال العطاءات التي تتحقق يوماً تلو يوم في هذا الاتحاد، ولكي نكون أكثر إنصافاً لهذا الاتحاد فإنني سأطرح رؤية ليست خاصة ولكنها رؤية مجتمعية تستحق الوقوف عندها وتحليلها وتحديد مدى صحتها. ـ هل نتوقع أن يكون لاتحاد التربية البدنية والرياضة للجميع دور وإنجاز وحضور وبرامج وفعاليات وأنشطة إذا كانت الميزانيات المرصودة له قليلة أو لا تفي باحتياجاته في تنفيذ خطته؟ وقد ذكر لي أحد قياداته السابقة بعد المقال الذي نشر لي سابقاً عن شيخ الاتحادات أنه ترك الاتحاد والعمل فيه لأنه وجد أن الميزانية المرصودة له لا تتجاوز تكلفة حفل عشاء لأحد الاتحادات الأخرى، وهذه الحقيقة والرقم الذي لم أذكره قد أخذته منه وهي حقيقة بالفعل نعتبرها كارثة إن كان هذا الأمر قد تكرر مع الدورة الحالية للاتحاد، وسيخجل قادته من الانضمام إليه أو تمثيله، وأتطلع أن تلك الرؤية لا تكون في مجلس الادارة الحالي لاختلاف المجموعة واهتماماتها، فالاتحاد الآن يضم رجال مال وأعمال وأكاديميين وتربويين وإعلاميين وسيستطيعون إيصال صوت الاتحاد والمجتمع إلى المسؤولين في رئاستنا الشابة لرعاية الشباب لتعديل المخصصات لتكفي على الأقل للحد الأدنى من الالتزامات وتغطية الأنشطة والبرامج لكي يتحقق الحد الأدنى من التوقعات وفي الأعوام المقبلة سيتحقق الكثير بإذن الله إن تم إبراز الاتحاد من رجاله، وثقتي أن النجاح لهذا الاتحاد إذا وجد الدعم مؤكد ولا خلاف عليه مطلقاً. ـ على الشركات الكبرى والبنوك التي تتفاخر بوجود برامج للمسؤولية الاجتماعية أن تتسابق في تبني الاتحاد وتعزيز وجوده لأنه يخدم جميع فئات المجتمع مع الاستفادة من الناحية التجارية التي تراها تلك البنوك والشركات وهذا من حقها طالما أنها ستقدم المال لخدمة الأنشطة والبرامج والفعاليات الموجهة للمجتمع بفئاته العمرية المختلفة، مع مساندته من خلال خبراتهم في النواحي التسويقية والترويجية لبرامجه والاتحاد سيكون مظلة إنسانية ومجتمعية للشركات والبنوك الراعية، ورعاية الاتحاد بحق أفضل بكثير من الدعايات التي تخسرها تلك القطاعات دون فائدة تذكر، وأجزم أن الكثير من قطاعات الأعمال مستعدة لتبني هذا الاتحاد بالكامل لو اتيحت لها الفرصة بعقد احترافي حصري دون تدخل من أسلوب تنفيذ العقد، وإن لم يكن حصريا فيمكن أن يكون أكثر من راع بمزايا متباينة حسب قيمة الرعاية، ولعل شيخ الاتحادات يستعين بالمتخصصين لإتمام دراسة حول رعاية الاتحاد وأخذ موافقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب على ذلك. ـ البدء مع النشء الجديد في رسم خطوط الثقافة البدنية ومنافع الرياضة وذلك من خلال توقيع اتفاقية مهنية مع وزارة التربية والتعليم (الإدارة العامة للنشاط الرياضي) للإشراف على دوري المدارس بمراحله الثلاث، وكذلك مع الجامعات كي نخلق جيلاً رياضياً تربوياً تنافسياً نراهن على أخلاقه وإبداعه في آن واحد، ولأن ميزانية التربية والتعليم للنشاط الرياضي تحتاج إعادة نظر فربما أن تقديم خطة عمل مشتركة يجعل الأمر يتغير في الوزارة والرئاسة والمستفيد في الحالتين شباب الوطن. ـ تدشين الديوانية الرياضية لتكون ملتقى للرياضيين جميعاً ويمكن أن يخصص يوم لكل لعبة أو تكون الديوانية على فترتين وكل فترة للعبة معينة يجري فيها تجاذب أطراف الحديث وهموم اللعبة، ويمكن من خلالها أن نطور الرياضة من خلال الرياضيين وتقدير دورهم في المجتمع وما حققوه للوطن من بطولات وتمثيل مشرف ويمكن كذلك أن يكون في كل أسبوع ضيف شرف لكل ديوانية وأتشرف بتقديم رؤية خاصة في ذلك مع شيخ الاتحادات في أي وقت يراه. ختاماً، أجزم أن هذا الاتحاد يستوعب كل الاقتراحات وقادر على تحقيق إنجازات غير مسبوقة إذا وجد الدعم والتشجيع والاهتمام، وتبناه الإعلام الرياضي بعد الإيمان برسالته ورؤيته وأهدافه وقيمه، فهل تتحقق تلك التوليفة المثالية بين الاتحاد والتربية والقطاع الخاص والرياضيين ونرى خلال فترة وجيزة إنجازاً مجتمعياً يكون أجره للجميع؟ وأسأل الله مع التيسير دوام التوفيق. عضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين
مشاركة :