الرياض حسين الحربي أوضح الكاتب الدكتور عبدالسلام الوايلي، أن مدينة بريدة كانت في توأمة مع جارتها عنيزة، أكبر المدن النجدية مساحة وسكانا، مشدداً على أن الخلاف الفكري قاد المدينتين للصورة النمطية التي هي عليها اليوم من انفتاح عنيزة، أو «باريس نجد» كما توصف، وانغلاق بريدة، حتى وصمت بالتشدد والتطرف. وأرجع الوايلي في محاضرة ألقاها مساء الثلاثاء الماضي حول الخطاب الديني وأثره في التطور الحضري لمدينة بريدة، في الملتقى الثقافي في النادي الأدبي بالرياض، الذي يشرف عليه الدكتور سعد البازعي، نشوء هذا التنميط إلى الصراع بين تيارين من المشايخ في المدينتين، بين الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم، ثم ابنه لاحقا الشيخ عمر، وبين تيار سمي بـ»الضد»، وتزعمه الشيخ إبراهيم الجاسر، خلال العقود الأربعة الأولى من القرن الهجري الـ14، موضحا أن الصراع ثار وخمد أكثر من مرة. وقال إن الصراع والجدل الفقهي بين تيار محافظ يمثله ابن سليم في بريدة المحاطة بالقرى، وتيار مختلف أقرب لفكرة المدينة المنفتحة في عنيزة يمثله الجاسر وتلامذته، خاصة مع كثرة سكان عنيزة وقلة قراها، أحدث بعض الصراعات، وبعض الثورات الطريفة كثورتي «الغتر» و»السياكل». وأشار الوايلي إلى أن أهم الخلافات الجدلية بين التيارين كانت حول بعض القضايا، منها رفض ابن جاسر تكفير ابن سليم للمتوسل بالأموات، فيما يطلب من الأحياء، وتكفير ابن عربي، وحكم الإقامة بين ظهراني المشركين، مبينا أن رأي الجاسر أنها معصية ولا تصل للكفر، وقد تراجع لاحقا عن آرائه. وذكر أن تجار العقيلات ناصروا الجاسر، بينما قوى تجارية ناصرت ابن سليم. وبيّن أن الجاسر تمظهر في الشيخ المفسر ابن سعدي أستاذ الشيخ ابن عثيمين، فظهرت شخصية المدينتين المتقابلتين فكريا حتى زاد التباين بينهما مع مرور الأيام.
مشاركة :