أكد إعلاميون وأكاديميون في تصريحات لـ «العرب»، أن دولة قطر تبذل مساعي واضحة لحل أزمة اللجوء، ودعم اللاجئين من مختلف الدول، من جوانب متعددة معنوياً ومادياً، لافتين إلى أن انعقاد منتدى الدوحة لهذا العام، ومناقشته لهذه القضية الحساسة والمهمة دولياً، يساهم بشكل فاعل ومؤثر في تقديم حلول لصناع القرار، بشأن حل الأزمة. وبيّنوا أن تسليط الضوء على المشكلة يعتبر خطوة أولى في طريق إنهائها، كما تحدث بعضهم عن أهم القضايا المحورية التي يطرحها المنتدى للنقاش، وأبرزها النهوض بحركة التنمية وتأهيل اللاجئين، لمساعدتهم في تحقيق الأمن والاستقرار، والارتقاء بهم علمياً ومهنياً. د. فلة بن غريبة: الجانب المادي موازٍ للجانب المعنوي للمساعدات أوضحت الباحثة الدكتورة فلة بن غريبة -أستاذ العلوم والاتصال بجامعة وهران بالجزائر- أن منتدى الدوحة لهذا العام هو أكبر دليل على أن دولة قطر تبذل مجهودات عظيمة لمساعدة صناع القرار باتجاه مساعدة ودعم اللاجئين، وقالت: «انطلاقاً من هذا المنتدى فإن النقاش والحوار وتسليط الضوء على المشكلة هو بداية حل المشكلة، وهذا من جانب معنوي». وتابعت د. فلة: «بالطبع هناك جوانب أخرى، تعمل دولة قطر جاهدة على تقديم الحلول من خلالها، أهمها هو الجانب المادي وتقديم المساعدات المالية، فالجانبان المادي والمعنوي متوازيان»، مشيرةً إلى أن الدعم المالي يساهم بشكل كبير في تحقيق الدعم المعنوي والإنساني والقيمي، وذكرت أن قطر تدعم الطلبة اللاجئين في فرنسا معنوياً ومادياً، مؤكدةً أن الطريق لحل المشكلة يبدأ بخطوة. وقالت: «المنتدى في كل جلساته يتطرق لأزمة اللاجئين، ويتناول القضية بكل جوانبها الاقتصادية والتنموية والإنسانية، فضلاً عن اندماج اللاجئين في المجتمعات الغربية، وأنا أرى أن المشكلة الحقيقية التي يجب تسليط الضوء عليها، هي أن هذه الفئة تواجه مشكلات حقيقية في الاندماج في المجتمع الغربي أولها اللغة، لذا يجب مناقشة هذه المشكلة بشكل أوسع»، وأضافت د. فلة، أنها تعتقد أن المنتدى في ختام جلساته سيقدم خريطة واضحة، تضم عدداً من الحلول لأزمة اللاجئين. د. حسان موسى: حريصون على تكريس مفهوم التسامح والمصالحة صرح الدكتور حسان موسى -الأمين العام للوقف الإسلامي السويدي للحوار والتواصل- لـ «العرب»، بأن قطر تعتبر من الدول المحورية في الشرق الأوسط، نظراً لما تقوم به من أدوار متعددة، من بينها خدمة اللاجئين، وتحقيق السلم والاستقرار في بعض المناطق، بالإضافة إلى العمل على تكريس مفهوم التسامح والمصالحة الوطنية في كثير من الأوطان، وأشار إلى أن دولة قطر لعبت دوراً مهماً في دعم مشاريع الأمم المتحدة، من خلال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بالإضافة إلى دعمها لبرامج الإنماء والتنمية ودعم بعض المشاريع، التي من خلالها يستطيع اللاجئون أن يجدوا الاستقرار. وتابع: «ولهذا تعتبر دولة قطر من أكثر الدول الفاعلة والمؤثرة في هذا الميدان، من خلال دعمها السخي، والبرامج التي تقدمها لحل مشاكل اللاجئين من ناحية إنسانية ومادية». وأضاف د. حسان، أن من أهم القضايا التي ناقشها المنتدى هذه السنة هي قضية اللجوء وسياسات التعامل مع اللاجئين، وقضية الإعلام وسياساته في نقل صورة اللاجئين، والتعامل معهم بعنصرية في بعض الدول، بالإضافة إلى قضية البرامج التنموية. وقال: «وتعتبر التنمية قضية محورية، فنحن قد نستقبل اللاجئين، وهم يحتاجون إلى برامج تأهيلية وتدريبية تنموية، للارتقاء بهم علمياً ومهنياً، ومساعدتهم في تحقيق الاستقرار والأمن لأنفسهم، والمساهمة بترك أثر إيجابي والاندماج في المجتمع الذي يلجؤون إليه، وممارسة المواطنة الصالحة». وأكد أن قضية اللجوء أصبحت تستغل لصالح أجندات حزبية، للمتاجرة بالرأي العام في الترهيب والتخويف أو من خلال القبول والرفض. درغام: الدوحة تلعب أكثر من دور في أكثر من مكان قالت راغدة درغام كاتبة ومحللة سياسية لبنانية، ومديرة مكتب جريدة الحياة بنيويورك لـ «العرب»، إن هناك مبادرات جيدة من قبل قطر، بالتركيز على قضية اللاجئيين من جميع النواحي الإنسانية والاقتصادية والتنمية والتعليم، مشيرة إلى أن دولة قطر تسعى للعب أكثر من دور في أكثر من مكان بشأن وضع الحلول، وعلقت تقول: «إن المبادرة لطرح هذه المواضيع المهمة بمنتدى الدوحة هذا العام هو شيء يرحب به ومشكورة قطر على ذلك». كما هنأت راغدة دولة قطر على تفكيرها بجدية في موضوع معالجة التحديات الأمنية والسياسية من خلال البوابة التنموية والتعليمية، وتابعت: «أكبر شاهد على جهود دولة قطر لحل أزمة اللاجئين حول العالم، هو التواجد الكبير والواضح من حضور، حيث استقطب المنتدى دولاً كثيرة هذا العام، مثل جمهورية الصومال وجمهورية مالي والسودان ولبنان». وأضافت أن التركيز على هذا الموضوع الآن له أهمية خاصة، تحديداً في دول المنطقة العربية، كما أكدت أن مناقشة المنتدى لقضايا الاستثمار والبنية التحتية الإنسانية والاقتصادية تعتبر خطوة أولى لتحقيق التنمية المستدامة، لافتةً إلى أن خلق فرص الاستثمار هو ما سينتج عنه إيجاد فرص عمل، للحد من البطالة التي أدت بطبيعة الحال إلى حالة من الإحباط والغضب الذي يشهده الشباب هذه الفترة. نجيب الغضبان: الدوحة رائدة في دعم اللاجئين قال السيد نجيب الغضبان -أستاذ العلوم السياسية، وممثل الائتلاف السوري بالأمم المتحدة- لـ«العرب»، إن اختيار موضوع المنتدى لهذا العام كان اختياراً موفقاً ومنطقياً، مشيراً إلى أنه أعطى فرصة مهمة ليكون هناك تنوع من جميع الفئات والجنسيات للحضور والمتحدثين في جلساته، فضلاً عن تنوع المواضيع وأوراق العمل المطروحة. أوضح أن لديه بعض الملاحظات بخصوص المدة المخصصة للمتحدثين، مشيراً إلى أن المدة المحددة للمتحدثين قد لا تكون كافية لإثراء الموضوع والقضية التي يتم الحديث عنها ومناقشتها. وأكد الغضبان أن دولة قطر تعتبر رائدة في مجال دعم اللاجئين من جميع الأبعاد الإنسانية والسياسية، لافتاً إلى أن حرص قطر على استقطاب الحضور والمتحدثين في المنتدى، وتسليط الضوء على هذه القضايا التي تلامس جميع المجتمعات، لا شك يكمل دورها في مساندة النازحين واللاجئين في إيجاد حلول للنزاعات السياسية حول المشكلة ومسبباتها، كما ذكر الغضبان أنه يتعامل بشكل مباشر مع ما تقوم به قطر من مبادرات لحل الأزمات الدولية، من خلال منظمة الأمم المتحدة، وخاصة دعمها للقضية السورية اقتصادياً وإنسانياً.;
مشاركة :