تصعيد تركي جديد ينذر بتعميق هوة الخلاف مع برلين

  • 5/16/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اسطنبول - دعا رئيس وزراء تركيا بن علي يلديريم الثلاثاء ألمانيا الى أن تختار بين صداقتها مع أنقرة أو الانقلابيين المزعومين بعد منح برلين اللجوء السياسي إلى بعض العسكريين الأتراك المتهمين بأنهم على صلة بالانقلاب الفاشل صيف 2016. وقال يلديريم في خطاب بثه التلفزيون "على ألمانيا أن تقرر بشأن أمر واحد: إذا أرادت تحسين علاقاتها مع تركيا فعليها إذن أن تلتف نحو الجمهورية التركية" وليس مؤيدي الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة وتتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب. ويأتي تصريح رئيس الوزراء التركي في خضم التوتر الكبير الذي تعيشه العلاقات بين البلدين خاصة حول قاعدة انجرليك العسكرية والتهديدات الألمانية بشأن سحب الجنود الألمان منها. ويرى مراقبون أن شروط أنقرة واتباعها لدبلوماسية غير متزنة قد تعمق هوة الخلاف مع ألمانيا في ظل السياسة التركية الاستبدادية حيال المعارضين ومن تتهمهم بمحاولة الانقلاب وهو ما يتعارض مع التحذيرات الغربية بشأن النزعة الاستبدادية للنظام التركي. ونددت حكومة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بشدة الاثنين بمنع نواب من زيارة قاعدة انجرليك في تركيا ينتشر فيها جنود المان وقالت انها تدرس احتمال سحب قواتها. وقال مارتن شايفر الناطق باسم الخارجية الالمانية "بالنسبة للحكومة، هذا امر غير مقبول"، فيما كان نواب المان يعتزمون ان يزوروا هذا الاسبوع قاعدة انجرليك التي تستخدم في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وشدد المتحدث باسم المستشارية الالمانية شتيفن سايبرت على القول للصحافيين ان المانيا "ستدرس مواقع بديلة" لاستقبال 270 جنديا المانيا ينتشرون في تركيا في الوقت الراهن. وتواجه برلين وانقرة منذ سنة مزيدا من الخلافات والازمات الدبلوماسية، اذ دائما ما تتهم تركيا المانيا بالتدخل او دعم المجموعات المعارضة للرئيس رجب طيب اردوغان. وانتقد معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عمليات التطهير الواسعة التي بدأت بعد الانقلاب الفاشل، وكذلك الاعتقالات التي شملت مسؤولين في المعارضة الموالية للأكراد ومفكرين وصحافيين. ومن المتوقع أن تشهد العلاقات التركية الألمانية المزيد من التأزم على خلفية هذه التطورات التي تنذر بأسوأ أزمة دبلوماسية بين البلدين بينما تحرص ألمانيا على ابقاء اتفاق الهجرة الذي وقعته بروكسل في مارس/اذار 2016 مع أنقرة. وتشهد العلاقات التركية الأوروبية توترا غير مسبوق منذ محاولة الانقلاب الفاشل على حكم إردوغان في منتصف يوليو/تموز 2016، حيث تضامنت أوروبا مع الرئيس التركي لكنها حذّرت في الوقت ذاته من النزعة الاستبدادية التي يبديها الرئيس التركي كما حذّرت من استغلاله للانقلاب الفاشل لتصفية خصومه السياسيين فيما أطلق حينها أوسع حملة تطهير تشهدها تركيا.

مشاركة :