المتحف الوطني العراقي يكتفي بقاعة جديدة ويوصد أبوابه أمام الجمهور

  • 5/23/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد: أفراح شوقي على مدى نحو 11 عاما، من عمر تغيير نظام الحكم في العراق، استنفد المسؤولون عن المتحف الوطني العراقي (أحد أقدم المتاحف في الشرق الأوسط) جميع أعذارهم لبيان أسباب عدم افتتاحه أمام الجمهور العراقي المترقب لزيارته والاطلاع على موجوداته وقد ارتبط وجوده بذاكرتهم وتراثهم العريق، لكن ظروفا لم تزل خافية على الجميع جعلت المعنيين يلقون باللائمة على التخصيصات المالية المتأخرة في عموم البلاد كأهم سبب لإغلاق المتحف. غير أن وزير السياحة والآثار العراقي، لواء سميسم، دشن مؤخرا إحدى القاعات الجديدة في المتحف والتي أطلق عليها قاعة العصور الحجرية (بهنام أبو الصوف) بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، بحضور مختصين محليا ودوليا في شؤون الآثار، وعدد من وسائل الإعلام. والقاعة تضم مقتنيات وآثارا تعود إلى 60 ألف عام قبل الميلاد أبرزها أجزاء من الهيكل العظمي لإنسان النيادرتال عثر عليها في كهف «شاندر» في منطقة راوندوز شمال العراق، فضلا عن مجموعة من الأواني والجرار الفخارية المختلفة التي تعود إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد. وقال سميسم في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «طموح الوزارة كان افتتاح المتحف الوطني مطلع هذا العام، لكن عدم إقرار الموازنة وعدم صرف التخصيصات الخاصة بإعمار المتحف حالا دون ذلك»، مضيفا أن «الوزارة مستمرة في تأهيل القاعات ولو على نحو بطيء تمهيدا لافتتاح المتحف أمام الجمهور»، مشيرا إلى «جهد الوزارة لمتابعة آثار العراق التي تعرضت للسرقة بعد أحداث عام 2003 في الداخل والخارج، لكن استعادتها تحتاج إلى أموال وتخصيصات كبيرة متوقفة حاليا لأجل توكيل المحامين». أما مدير دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار ظافر صبحي فقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «أعمال الصيانة الجارية اليوم في مدخل المتحف الوطني الجديد وصلت إلى أكثر من 90 في المائة، وتم إنشاؤه وفق تصاميم حديثة تعتمد على إرث الحضارات القديمة التي يملكها البلد مع تخصيص مواقع لقطع التذاكر وبيع المقتنيات الجبسية وكافيتريا كبيرة. وأضاف «اكتملت حتى الآن 18 قاعة فيه للعرض المتحفي»، موضحا أن العمل جار لإنهاء نصب قبة جديدة في مدخل المتحف على شكل النخلة البابلية في إطار إبراز الجوانب التاريخية التي يمتاز بها العراق على مر العصور. يذكر أن المتحف الوطني العراقي تعرض في سنة 2003 لأكبر عملية «سطو وسرقة» للآثار في التاريخ، فقد سرقت منه ومن بقية المتاحف العراقية، أكثر من 15 ألف قطعة أثرية وملايين الوثائق، لكن الحكومة تمكنت بمعاونة جهات دولية عديدة منها اليونيسكو، من استعادة نحو خمسة آلاف قطعة، وتسعى لاستعادة القطع المسروقة الأخرى، في حين لا يزال القسم الأكبر من أرشيف الدولة العراقية موجودا في الولايات المتحدة. ويعد المتحف العراقي من بين أقدم المتاحف في منطقة الشرق الأوسط، إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1923، ويقع في منطقة علاوي الحلة، وسط العاصمة العراقية بغداد. ويضم المتحف مجموعات أثرية تؤرخ تاريخ بلاد ما بين النهرين. وتعاني المواقع الأثرية في العراق من تجاوزات عديدة بسبب قلة الحماية لهذه المواقع، وتكالب عصابات تهريب الآثار على الإرث الحضاري للعراق.

مشاركة :