أميرة بن طرف | بدافع إنساني بحت، يتنقل بين الصومال وسوريا، باحث عن الخارجين من وسط ركام المجاعات والحروب، المحتاجين لمد يد العون والعلاج، ليجري لهم عمليات شتى في مجال تخصصه، كان آخرها 8 عمليات أجراها في مستشفى الأمل السوري على الحدود التركية السورية للاجئين. حيث أكّد اختصاصي جراحة المسالك البولية في مستشفى الفروانية د.فيصل الهاجري، أن علاقته وطيدة ومستمرة مع مستشفى الأمل، حيث يعتبر أشبه بطبيب زائر، حيث يتم الاتفاق على موعد زيارته للمستشفى ويتم تجهيز عدة حالات لمرضى تمهيدا لمعاينتهم، وإجراء عمليات لمن يحتاج منهم إلى ذلك، مشيرا إلى أنه خلال زيارته الأخيرة بداية مايو الجاري عاين 40 حالة في يوم واحد وأجرى لثمانية منهم عمليات أغلبها في انسداد مجرى البول وانقطاع الحالب جراء الحروب. وبيّن الهاجري في حديث مع القبس أن أغلب الحالات في سوريا جراء الإصابات الحربية، لكن الأمر مختلف في الصومال، حيث إن أغلب الامراض تتكون نتيجة المجاعة والجفاف وتفشي الجهل الذي ينتج عنه تفشي بعض الأمراض. ولفت إلى أن أغلب رحلاته إلى سوريا، البالغ عددها 6 رحلات، جاءت بمجهود فردي، باستثناء رحلة واحدة في فبراير الماضي كانت تحت مظلة مجموعة شفاء الطبية التطوعية، إلى جانب رحلة إلى الصومال أخيرا. وأشار إلى أن وجود مستشفى الأمل على الحدود التركية السورية، يجعل المنطقة آمنة، لكنه مضطر للانتقال يوميا من مقر إقامته إلى المستشفى من 30 إلى 40 كيلومتراً بالسيارة، فضلا عن تعرضه لتفتيش دقيق في المطار التركي نظرا لكونه يتنقل مع معداته الطبية اللازمة للعمليات، مبينا أن معداته وتكاليف سفره تكون على حسابه الشخصي. وضع مأساوي وبين الهاجري، أن حاجة اللاجئين السوريين حاليا للعلاج ولرحلات التطوع أكبر بكثير من الصومال، كونهم خارج ديارهم، فالوضع سيئ أكثر بالنسبة لهم، في حين أن في الصومال يمكن تحسين الوضع مع تعديل في البيئة وزيادة الوعي نحو الوقاية من بعض الأمراض. وعن مستشفى الأمل، بين أن هناك أطباء نازحين يعملون باستمرار لإجراء بعض العمليات، لكن هناك عمليات تحتاج إلى تخصصات دقيقة كتخصصه، حيث إنه يعتبر من القلة في العالم ممن يجرون عمليات ضيق أو انقطاع مجرى البول، بالتالي الأمر بحاجة إلى زيارته إلى المستشفى، لافتا إلى أن هذا المرض له عدة أسباب منها الحروب وحوادث الطريق والالتهابات وغيرها. إمكانات محدودة وكشف الهاجري أن المستشفى بحاجة إلى العديد من المواد الأولية للعمليات إلى جانب الأجهزة الطبية والأدوية، فالمستشفى يعمل بإمكانات بسيطة وهي تخدم 130 ألف سوري في المنطقة إلى جانب مناطق متاخمة للمنطقة قد يصل عدد السوريين فيها إلى 250 ألف لاجئ. وختم بالقول إنه إلى جانب إجرائه لعمليات في سوريا، درّب أيضا أطباء ليتمكنوا من إجراء بعض العمليات الدقيقة، مبينا أن بعضهم جاء من الداخل السوري للتدريب خلال زياراته السابقة، وعادوا لسوريا ويقومون بإجراء عمليات هناك، مشيرا إلى أنه في حال حصل على تغطية أمنية كافية وكانت الظروف مهيأة فقد يزور سوريا لإجراء عمليات تطوعية.
مشاركة :