في عام 2015، أظهرت دراسة أن إطعام الأطفال منتجات الفول السوداني يساهم في تفادي الحساسية تجاه الأخير. ولا شك في أن هذه أخبار جيدة، بما أن 1% إلى 2% من الأولاد يعانون هذه الحساسية، التي لا تهدّد الحياة فحسب، بل قد ترافق الإنسان أيضاً طوال عمره، بخلاف حساسيات الطعام الأخرى التي تتحسن غالباً مع تقدّم الولد في السن. تشكّل دراسة جديدة تغييراً كبيراً بالنسبة إلى أطباء الأطفال والأهل، الذين لطالما اعتقدوا أن من الضروري الامتناع عن إعطاء الطفل أياً من منتجات الفول السوداني إلى أن يكبر قليلاً. علاوة على ذلك، تشكّل هذه خطوة صعبة، بما أن من الممكن أن يختنق الطفل عند تناوله الفول السوداني أو زبدته. ويزيدها صعوبة تحذير الدراسة من أن بعض الأطفال يُعتبر أكثر عرضة لهذه الحساسية وأن من اللازم إخضاعه لاختبار أولاً قبل إعطائه منتجات الفول السوداني. لذلك سرّنا أن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال قدّمت توجيهات تشمل إرشادات محددة لأطباء الأطفال حول كيفية تطبيق ما توصلت إليه الدراسة. قسّمت التوجيهات الأطفال إلى ثلاث مجموعات: • أطفال يعانون أكزيما حادة (أكزيما مستمرة أو متكررة مع ضرورة الاستعانة غالباً بكريمات تتطلب وصفة طبية) و/أو حساسية تجاه البيض. • أطفال يعانون أكزيما متوسطة الحدية إلى بسيطة. • أطفال لا يعانون الأكزيما أو أية حساسية غذائية. المجموعة الأولى يُنصح بإجراء اختبار حساسية الفول السوداني في حالة المجموعة الأولى. صحيح أن اختبار وخز الجلد يُعتبر الأفضل، ولكن من الممكن الاستعانة أيضاً بفحص الدم. وإذا تبين أن الطفل يعاني الحساسية، فمن الضروري عرضه على طبيب متخصص بغية مناقشة ما إذا كان من الممكن منحه منتجات تحتوي على الفول السوداني. يستطيع معظم الأطفال تناول منتجات مماثلة، ولكن ينبغي الإقدام على هذه الخطوة بحذر وبكميات صغيرة. كذلك يجب أن تكون المرة الأولى في عيادة الطبيب مخافة أن يعاني الطفل رد فعل أرجياً حاداً. علاوة على ذلك، من المهم إجراء هذا الاختبار باكراً، بما أن التوصيات تشير إلى ضرورة منح هؤلاء الأطفال منتجات الفول السوداني بين الشهرين الرابع والسادس بعدما يبدأون بتناول بعض الأطعمة الصلبة ويتضح للأهل أنهم جاهزون لخطوة مماثلة. المجموعة الثانية لا تحتاج المجموعة الثانية، التي تعاني أكزيما متوسطة الحدية إلى بسيطة، إلى الخضوع لفحص، مع أن من الضروري أن يناقش الأهل مع الطبيب وضع أطفالهم الخاص وما إذا كان إجراء الفحص أفضل. يجب منح هؤلاء الأطفال منتجات الفول السوداني نحو الشهر الساس عندما يبدأون بالاستمتاع بالأطعمة الصلبة، على غرار أطفال المجموعة الأولى. المجموعة الثالثة أما في حالة الأطفال الذين لا يعانون أكزيما أو حساسية غذائية، فتوصي التوجيهات بأن يُدخل الأهل منتجات الفول السوداني {بحرية} إلى غذاء أطفالهم إلى جانب أطعمة أخرى، وفق تفضيلات عائلاتهم وعادات ثقافاتهم. مع هؤلاء الأطفال، لا يُعتبر البدء بتناول منتجات الفول السوداني باكراً ضرورة بالغة الأهمية، مع أن لا ضرر في ذلك. نصائح لاحظي أنني أتحدث عن {منتجات الفول السوداني} لا {الفول السوداني}. من الأهمية بمكان ألا تطعمي طفلك حبوب الفول السوداني كاملة أو أجزاء منها لأنها قد تسبب الاختناق. كذلك يصعب على الطفل أكل ملعقة كاملة من زبدة الفول السوداني، حتى لو كانت قشدية بالكامل (لا تطعمي ولدك مطلقاً زبدة تحتوي على قطع من الفول السوداني). لذلك أعطيه القليل من هذه الزبدة (مسحة بسيطة منها على رأس الملعقة) كي يتمكن من تناولها بسهولة. كذلك تقترح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال خلط هذه الزبدة مع أنواع الحساء التي تقدمينها لطفلك. يمكنك أيضاً أن تعطي الطفل وجبات خفيفة وأطعمة تحتوي على الفول السوداني. في الدراسة الأولى، استخدم الباحثون وجبة خفيفة تُدعى بامبا. خلال زيارة الطبيب مع بلوغ طفلك شهره الثاني أو الرابع، اطلبي من طبيبه تحديد المجموعة التي ينتمي إليها طفلك وناقشا معاً أي عوامل (مثل تاريخ العائلة مع الحساسية تجاه الفول السوداني أو نوع آخر من الطعام) قد تكون مهمة. وهكذا يتسنى لك وللطبيب الوقت الكافي لتحديد ما إذا كان من الضروري إخضاع الطفل لفحص، فضلاً عن التوصل إلى أفضل خطة لتفادي الحساسيات الغذائية التي قد يواجهها طفلك.
مشاركة :