عشق الكرة يتغلغل في أوردته، يمكنه المراوغة من الوضع راكضاً وواقفاً، في موقف الواحد ضد واحد تضع يدك على قلبك، إذا كنت مشجعاً للفريق المنافس له، يمكنه تمزيق الشباك بيساره التي لا ترحم، يقفز كالثعلب وكراته الرأسية دائماً متقنة مثل تسديداته اليسارية، تمريراته الأرضية والعرضية لا يختلف على دقتها اثنان، حتى أطلقوا على تسديدته، بلغة الكرة، لقب «سم» كما أن القدرات التقنية التي يملكها تلعب دوراً مهماً جداً في إنهاء الهجمات وتحويلها إلى أهداف. هو سبستيان سوريا أو «سيبا» كما يحلو للريانيين والجماهير القطرية عامّة، 357 مباراة خاضها سوريا مع الأندية الأربعة (الغرافة، وقطر، ولخويا، والريان) سجل خلالها 213 هدفاً، ومع العنابي وقع على 38 هدفاً، ولا يزال قادراً على تحطيم الرقم في المباريات المتبقية في التصفيات الحالية لمونديال روسيا، «العرب» انفردت بالحوار مع الهداف سبستيان سوريا عشية نهائي أغلى الكؤوس بين الرهيب والزعيم تناولنا خلاله عدة ملفات أبرزها النهائي ومستقبله ومرحلة العنابي.ماذا تعني لك مشاركتك في أول مباراة نهائية في كأس الأمير بعد تجاربك الطويلة مع الأندية، وحصولك على عدة ألقاب، وربما تكون الفرصة قد أصبحت سانحة لك للظفر بهذا اللقب؟. - صحيح هذه أول مباراة نهائية أشارك بها في كأس الأمير، وبلا شك أنا سعيد جداً بِخوض هذه المباراة الكبيرة أمام نادي السد، وأتمنى أن نتمكن من تقديم مباراة تليق بسمعة النهائي، ونخرج بالنتيجة التي ترضي آمال جماهيرنا الكبيرة ونهديهم الكأس. الريان سيخوض النهائي في إعادة لنهائي نسخة 2013 التي نجح فيها الريان بالفوز بهدفين مقابل هدف، فهل تعتقد أن الريان سيفعلها مجدداً؟. - بالتأكيد الكل يمني النفس بأن يذهب الكأس إلى الريان، وجمهور النادي يعول على الفريق كثيراً في نيل شرف الفوز باللقب، ولكن لا يجب أن ننسى أن المباراة أمام السد مختلفة، ونحن سنقدم الأفضل من أجل عيون جماهيرنا التي ستساندنا في المباراة ونحقق لهم اللقب للمرة الثانية بعد 2013. ولكن السد تغلب عليكم في الدوري في القسمين الأول والثاني بالخمسة والأربعة، وربما هي عقدة بعد أن أخرجكم كذلك من كأس قطر في نصف النهائي، فهل تجد الفرصة مواتية لرد الاعتبار؟. - أنت تعرف أن المباراة أمام السد صعبة والسد من الفرق الكبيرة والعريقة، وبلا شك لا يمكن التكهن بظروف المباراة، ومن سيكون الأفضل، وفي الكؤوس هناك اختلاف كبير عن أي مسابقة أخرى، والمباراة عبارة عن 90 دقيقة ونريد أن نظهر الصورة الأفضل للريان، وبالتأكيد نحن خسرنا أمام السد في الدوري، ولكن في مباراة الكأس الأخيرة الحال كان مختلفاً، وقدمنا أداءً كبيراً في الشوط الثاني، وكنا قاب قوسين أو أدنى من التغلب على السد ولكن لم نوفق، ونريد في لقاء النهائي أن نكرر ما فعلناه في الشوط الثاني في لقاء كأس قطر أمام السد، وإن نجحنا بإعادة سيناريو الشوط الثاني فسنقلب الطاولة على السد ونحقق الفوز. هل أنت قلق على الريان قبل النهائي، خاصة أنكم لا تملكون خياراً سوى الفوز لإنقاذ موسمكم بعد ضياع الدوري، وكأس قطر، وخروجكم من دوري أبطال آسيا؟. - لا بالطبع، فثقتنا كبيرة سواء نحن كلاعبين أو جهاز إداري وفني، ولا داعي لنفكر في هذه المسألة، وأنا لست قلقاً على الريان في هذه المباراة، وأنت تعرف أننا نلعب مباراة مفتوحة الاحتمالات، وليست سهلة، وإذا أردنا الفوز علينا أن نكرس الثقة لصالحنا؛ لنعوض ما خسرناه في البطولات الماضية، ونرد الجميل لجماهيرنا الوفية التي لم تقصر معنا في كل المباريات، والريان سيكون حاضراً كما يعرفه جمهوره. وهل سيبستيان راضٍ عن تجربته في الموسم الحالي مع الريان؟ - شخصياً لست راضياً عن موسمي الحالي مع الريان، ولست سعيداً بما قدمته، ولكن أتمنى أن أنهي الموسم بشكل جيد بعد غد الجمعة، لأكون راضيا عن الحصيلة مع الريان هذا الموسم، ونخرج باللقب الذي لم أحققه طيلة مسيرتي في دوري النجوم، سواء في الغرافة أم لخويا أم قطر، وبلا شك الجمهور والجهاز الفني والإداري سيكون في غاية السعادة مع تتويجنا بكأس الأمير، ونريد أن نرى الملعب يغص عن بكرة أبيه بالجماهير الريانية الرائعة، وبلا شك إن تحقق هذا فستكون تجربتي مع الريان الأفضل لي على مستوى الدوري. قمت بتجديد عقدك مع الريان مؤخراً، فهل أنت واثق من استمرارك مع الفريق أطول فترة ممكنة أم ستخوض تجربة خامسة مع أحد الأندية؟ - حقيقة أنا جددت عقدي مع الريان لموسمين، وسينتهي العقد في 2019، وبعد هذه المدة ربما سيصل عمري إلى سن الـ 35 ويضيف مازحاً: «عندها سيظهر الشيب في رأسي»، وحقيقة لا يمكن توقع ما سيحدث، إن كنت سأستمر مع الريان، وربما الوقت مبكر للحديث عن هذه المسألة، ولا يزال عقدي سارياً مع الريان، ولكن قد ألعب لفريق آخر غير الريان، وكل شيء وارد. البعض يقول إن سيبستيان في الريان، ليس هو في العنابي، خاصة مع خروج المنتخب من التصفيات المونديالية؟ - أنا دائماً أحاول تقديم الأفضل، سواء في الريان أم العنابي، وكنا نحاول تقديم أفضل مستوى لنا في تصفيات كأس العالم، ونتمكن من الصعود إلى مونديال روسيا القادم، وتحقيق حلم الجماهير القطرية، ولكن ثمة أمر ما يجب أن يعلمه الجميع، أن العنابي قادر على تحقيق الكثير في المستقبل القريب بوجود سيبستيان أو بدونه، وهناك العديد من اللاعبين عليهم أن يكونوا عماد تشكيلة العنابي في كأس العالم 2022، بعد وقت طويل من الانتظار لرؤية قطر تلعب في المونديال، وإن لم أتمكن من تقديم إضافة للعنابي فمؤكد سأخرج من التشكيلة، وعلى مستوى الأندية أنا لا أزال قادراً على العطاء واللعب بصورة جيدة. وتجربتك في الريان هل أنت سعيد بها؟ - بلا شك أنا مرتاح كثيراً سواء في الموسم الماضي أم الحالي، والجميع في الفريق أسرة واحدة، وخلال وجودي مع الريان تحت قيادة المدرب فوساتي أو مع مرحلة مايكل لاودروب الحالية، أنا فخور باللعب مع الريان، ومرتاح للأجواء داخل هذا النادي. وأية تجربة تعتقد أنها الأفضل، التي خضتها في الغرافة وقطر ولخويا والآن مع الريان؟ - كل تجربة تختلف عن الأخرى، وأنا قضيت في لخويا تجربة رائعة، وفي الغرافة لعبت أول موسم لي في الدوري هنا، وقد تكون كل تجاربي في الأندية لها نكهة خاصة، ولكن مع الريان لها خصوصية، سواء من ناحية الجماهير التي عايشناها، وأنت بإمكانك أن ترى أن الريان نادٍ مختلف في كل شيء، وبلا شك التجربة أضافت لي الكثير. وهل عمرك سيجعلك تقرر الاعتزال والتوقف عن اللعب قريباً، قبيل خوض كأس آسيا في الإمارات 2019؟ - هذا يتعلق بالمدرب والجهاز الفني للمنتخب من ناحية الدفع بلاعبين شباب وتجديد الدماء، ولكن إن طلبوا مني الاستمرار في كأس آسيا، فلن أرفض، وأنا جاهز لمساعدة العنابي، وتقديم كل الإمكانيات من أجله، وبالتأكيد سأكون سعيداً إن شاركت معه في كأس آسيا المقبلة. في النهائي من ترى الأقرب لحصد اللقب؟ - أتمناه للريان. وما هي النتيجة؟ - لا تهم النتيجة، المهم أن نفوز على السد ونحمل الكأس. وكم هدفاً ستسجل في مرمى السد؟ - لا أدري، والأهم من هذا كله أن أكون جاهزاً، وأقدم الأداء الذي أتمناه. وما هي رسالتك لجماهير الريان قبيل انطلاق مباراة النهائي؟ - حقيقة جماهيرنا دائماً تدعمنا، ونشعر بقوة كبيرة بحضورها في المدرجات، فهي لا تبخل علينا بالدعم والتشجيع والهتافات، ونأمل أن تكون كذلك في المباراة النهائية، لأننا بحاجة إلى مساندتهم.;
مشاركة :