الشارقة: عثمان حسنتواصلت ظهر أمس على مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، بتقديم ثلاثة عروض بدا فيها واضحاً ذلك الجهد الفني، لجهة استخدامات عناصر السينوغرافيا وتدريب الأطفال على النطق واستخدام اللغة العربية الفصيحة، حضر العروض أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة بالشارقة، والفنان عبدالله صالح، والمخرج محمد العامري.جاء العرض الأول تحت عنوان «لعبة البانتومايم» لمدرسة مغيدر للتعليم الأساسي، ومن إخراج شمسة بوطويل، وتمثيل مجموعة من الطلبة، وناقش ضرورات تعزيز الطاقة الإيجابية مقابل الطاقة السلبية، وتأكيد مسألة الإرادة والأمل ضد كل مظاهر الضعف، من خلال قصة بطلها طفل مصاب بإعاقة حركية بسيطة، يذهب إلى اللعب مع مجموعة من أقرانه الذين يحبونه، وفي الوقت الذي كان فيه الأطفال يتمتعون بحيوية الحركة واللعب، كانت تبدو على الطفل المعاق علامات الإحباط واليأس، حتى انتبه إليه أصدقاؤه، فأصبح كل واحد منهم معنياً بإخراجه من حالة الضعف تلك، ورويداً رويداً نجح الطفل المعاق بتحريك قدمية والوقوف ومغادرة كرسي الإعاقة.أما العرض الثاني حمل عنوان «الفأس الذهبية» لمدرسة عبدالله بن أنس للتعليم الأساسي، من تأليف المعلمة صان موسى يوسف، وإخراج المعلمة إجلال حسن، وقام ببطولته مجموعة من الطلاب.ناقش العرض مسألة الطمع التي تنتهي غالباً بالحسرة والندم في مقابل تعزيز قيم الحب والخير.ظهر ثلاثة أطفال في صالة باذخة، اتضح أنهم إخوة، فقدوا والدهم، فوجدوا أنفسهم في منافسة كبيرة على اقتسام ما تركه هذا الوالد، وهو قصر كبير ومجموعة من الأثاث الفاخر، بعد لحظات قليلة يتفق الأخوان الكبير والأوسط على اقتسام هذه التركة في مؤامرة مكشوفة لحرمان أخيهم الصغير من حقوقه، وحين يتساءل الصغير عن حصته، يشير أحد إخوته بطريقة ساخرة إلى فأس مركونة في صالة البيت ويقول له: «خذ هذه الفأس ذكرى من والدنا».ينجح الصغير بحنكته في استرداد حقوقه، من خلال استثمار الفأس في الغابة، من أجل اصطياد الحيوانات وبيعها، فيصطاد خروفاً ويحزن لأجله، بعد أن يستجديه الخروف لإطلاق سراحه، فيعفو عنه ثم يصطاد أرنباً يتوسله هو الآخر ألا يقوم ببيعه، في مقابل إرشاده لكنز تحت الشجرة، فيوافق الصغير، وفي نهاية المطاف يفوز الصغير بصندوق كنز فيه مال كثير، يأتي أخواه فيتفاجآ لكنز أخيهما الصغير، وبعد حوار قصير معه، ينجح الصغير في إيهامهما بأهمية الفأس واكتشاف الكنز. في مقايضة مشروطة بين الإخوة، يقترح الأخوان الأكبر والأوسط أن يمنحاه القصر وأثاث البيت مقابل الفأس الذهبية، التي لن تجدي نفعاً مع الأخوين، فيخسرا كل شيء، في إشارة إلى حتمية الخسارة جراء الطمع، بينما يظفر الصغير بحقه مضاعفاً.وقدمت مدرسة النحوة للتعليم الأساسي مسرحية «القلب الحساس»، من تأليف ناهد الكعبي، وإخراج فاطمة طاهر مرتضى، وقام بتجسيد الأدوار فيها مجموعة كبيرة من التلاميذ.يُبرز هذا العرض أهمية الأخلاق والتواضع في مقابل التكبر والعجرفة، من خلال طفلة تحلم بأنها فقدت والدها فتحزن لأجله، وتعيش حساسية الضعف والفقد والعزلة، وحين تصبح الطفلة محط سخرية الفتيات الكثيرات من حولها، تقترح عليها معلمتها تدريبها لتصير نجمة مسرحية مشهورة، وهكذا تعيش حلم الشهرة، وتصاب بالغرور، لكنها في نهاية المطاف، وبعد العديد من المواقف الدرامية ترجع إلى حالتها الطبيعية وتسترد شعورها المفقود وحبها للآخرين.
مشاركة :