قالت صحيفة «فيننشيال تايمز» البريطانية، إن موجة من الهجمات غير العادية أطلقتها وسائل الإعلام الموالية للنظام المصري ضد الأزهر الشريف -المؤسسة التي قدمت لقرون الإرشاد الديني للمسلمين السنة في جميع أنحاء العالم- وذلك في أعقاب انفجارين استهدفا كنيستين في مصر. ورأت الصحيفة أن هذه الانتقادات النارية تعكس التوترات بين الزعماء السياسيين والدينيين في مصر، حيث تدعي وسائل الإعلام الموالية للنظام أن قادة الأزهر فشلوا في مكافحة التطرف، وربما أسهموا حتى في تأجيجه. وأضافت أن الهجوم الإعلامي يوضح التحديات المعقدة التي تواجه السيسي؛ حيث يحاول التأثير على المجال الديني في الوقت الذي يضيق فيه الخناق على المعارضين، بينما يقول محللون إنه لا يمكن إجراء إصلاح ديني في ظل غياب الحريات السياسية وغيرها في مصر حالياً. وتابعت الصحيفة: «منذ وصول السيسي للسلطة، قام بسحق جماعة الإخوان المسلمين، وسجن الآلاف من أعضائها، ويرى بعض المعلقين أن الهجوم ضد الأزهر هو جزء من اتجاه نحو مزيد من الرقابة؛ حيث وافق البرلمان على قانون يقيد بشدة المجتمع المدني، وصوت مؤخراً على تشريع يمنح الرئيس الحق في اختيار رؤساء المحاكم العليا في مصر». أشارت الصحيفة إلى أن عمرو أديب مقدم أحد البرامج التلفزيونية، دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى الاستقالة، قائلاً: «إذا كنت غير قادر أو متعب جداً أو سئمت، اترك المهمة لشخص آخر، سلبيتك تقتلنا». وأوضحت أن ضراوة هذا الهجوم هزت رجال الدين، وأغضبت الأزهريين مما اعتبروه تحركات سياسية للتعدي على مؤسستهم التي تدير جامعة الأزهر وآلاف المعاهد الأزهرية في البلاد، مشيرة إلى أنهم تمردوا من قبل ضد محاولة الحكومة السابقة لتطبيق قرار خطبة الجمعة الموحدة، كما رفض مجلس كبار العلماء برئاسة الطيب بالإجماع طلب السيسي بحكم ديني يبطل حق الرجل في طلاق زوجته شفهياً. ونقلت الصحيفة عن طارق الجوهري، وهو باحث في الدراسات الإسلامية في جامعتي الأزهر وبرنستون، قوله إن تقويض الأزهر قد يضر بمكافحة مصر ضد التطرف، لأن رجال الدين فقط يمتلكون الأدوات لإقناع المتشددين بالتخلي عن العنف. وأضاف الجوهري: «من الخطأ تحميل الأزهر المسؤولية عن أمن المصريين. هذا ليس دوره».;
مشاركة :