سلطت صحيفة جيروازلم بوست الإسرائيلية الضوء على الصراع الشيعي الكردي في شمال العراق، وأشارت إلى هجوم تشنه ميليشيا شيعية مدعومة إيرانياً، لقطع خطوط إمدادات تنظيم الدولة غربي مدينة الموصل، الأمر الذي فاقم التوترات مع الأكراد المتمركزين في منطقة سنجار، والذين اعتبروا الهجوم خرقاً لاتفاق بينهم وبين الميليشيات الشيعية حول من يحرر المنطقة.وأضافت الصحيفة أن هذه التطورات أقلقت سكان منطقة شمال العراق من النفوذ الإيراني الزاحف، ومن التدخل التركي أيضاً، في منطقة تعاني أصلاً من تناحر بين فصائلها التي تتنوع ولاءاتها العرقية والدينية، وسط اتهامات كردية لطهران بأنها تعمل على إقامة محور بري إلى سوريا يمر عبر العراق. وتقول الصحيفة إن القتال بين الأكراد وميليشيات شيعية، ربما يعقد من جهود أميركا الساعية لإنهاء معركة الموصل، دون أن يكون هناك خلاف شيعي-كردي أو مشاكل مع تركيا، خاصة مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لواشنطن الأسبوع الحالي. وأضافت أن سنجار صارت على نحو متزايد نقطة تجمع لعدة صراعات في شمال العراق، كما صار الإيزيديون الذين كانوا ضحية لتنظيم الدولة، ضحية جديدة للسياسات الإقليمية التي أطرافها إيران والعراق وتركيا وإقليم كردستان. وأشارت الصحيفة إلى أن هجوم سنجار هو أهم هجوم تطلقه ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانياً منذ نوفمبر الماضي، عندما عبروا 50 كيلومتراً من الصحراء لقطع طريق الموصل، ومحاصرة مدينة تلعفر التي يسكنها التركمان. وتهدف الميليشيات الشيعية إلى السيطرة على مدينتي قيروان والباجي، وهما بلدتان عراقيتان كانتا تحت سيطرة تنظيم الدولة، لكن قوات البشمرجة الكردية حررتهما في نوفمبر 2015. الهجوم الذي تشنه قوات الحشد الشعبي يهدف إلى قطع خطوط إمداد قوات تنظيم الدولة الممتدة عبر الحدود السورية، ومنذ بدأ المناوشات مع تنظيم الدولة سيطرت القوات الشيعية على أكثر من 10 قرى على الحدود السورية العراقية. وأوضحت جيروازلم بوست أن القتال بين الأكراد والقوات الشيعية يدور في إطار أوسع نطاقاً، فالقوات العراقية المدعومة أميركياً تقترب من تحقيق سيطرة كاملة على الموصل، وأن قوات الحشد الشعبي تريد تنفيذ هجمات في الناحية الغربية من العراق لجلب الانتباه لمجهودها الحربي، الذي يتضمن القبض على زعيم تنظيم الدولة أبوبكر البغدادي، الذي وردت معلومات أنه مختبئ في قرى بين بلدتي الباجي وقيروان قرب الحدود السورية. وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن هجوم قوات الحشد الشعبي أثار القلق لدى حكومة إقليم كردستان العراق، الذي يخشى تقدم الحشد إلى قرى يسكنها إيزيديون بالقرب من سنجار. ونقلت عن قائد في قوات البشمرجة الكردية قوله إن رئيس الإقليم مسعود برزاني على دراية بالخروقات التي ترتكبها قوات الحشد الشعبي. وأشارت الصحيفة إلى أن الإيزيديين في المنطقة يخشون أيضاً تمدد نفوذ إيران، ويخشون أيضاً تدخل تركيا بسبب وجود قوات حزب العمال الكردستاني في سنجار، والذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية. وختمت الصحيفة بالقول إن هجوم الميليشيات الشيعية يثير مخاوف متزايدة من «هلال شيعي» أو خطة إيرانية للسيطرة على شمال العراق.;
مشاركة :