يرتبط ظهور مفهوم «المدن الذكية» بمؤشر المدن الأوروبية متوسطة الحجم الذي حدد مجموعة معايير تساعد على تحديد درجة إبداعية المدن وهي المستوى الاقتصادي وطبيعة الحكم ومستوى المعيشة ونوع الطاقة المستخدمة والمواطنون في المدينة وخصائصهم المختلفة، والانتقال الذكي. ونجحت مدينة «مصدر» بالتحول لنموذج لانتشار المدن الذكية في منطقة الخليج العربي، بحسب دراسة بعنوان «حالات دراسة المدن الذكية» أعدها إلينورا ريفا سانسفرينو، ورفايلا ريفا سانسفرينو، ونشرت في كتاب صدر عن مؤسسة سبرينجر للنشر الدولي بعنوان «أطلس المدن الذكية: المجتمعات الذكية الغربية والشرقية». ومن المتوقع أن تستوعب مدينة مصدر 40 ألف نسمة فضلاً عن استقبالها 50 ألفاً آخرين بغرض العمل والدراسة عند اكتمال تطويرها بحلول 2030. ويؤكد الكتاب أن منطقة الخليج العربي تعد الأكثر تأهيلاً في الشرق الأوسط لتبني تطبيقات المدن الذكية، إذ تتمتع ببنية تحتية متقدمة تعتمد التكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات العامة، إضافة لمعدلات مرتفعة من الرضا العام، والتركيز على سعادة المواطنين ضمن منظومات متكاملة للابتكار والإبداع والاستدامة البيئية. ورجح مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة انتشار نماذج متعددة للمدن الذكية في دول الخليج في ظل تزايد التركيز على دمج ممارسات الابتكار والإبداع والاستدامة البيئية والتكنولوجيا المتقدمة في تطوير المدن والمناطق الحضرية لتصبح صديقة للبيئة وجاذبة للاستثمارات، بهدف تعزيز الرضاء العام وسعادة المواطنين والمقيمين بالمدن.
مشاركة :