أكدت القوات العراقية أنها حققت تقدماً في ستة أحياء وسط وشمال الشطر الغربي من الموصل وسيطرت على «أكبر معمل لتصنيع متفجرات كيماوية»، فيما حققت قوات «الحشد الشعبي» المزيد من المكاسب في محور غرب نينوى وصولاً إلى مشارف قرى جنوب قضاء سنجار. وتخوض القوات العراقية معارك ضارية في أحياء حاوي الكنسية المحاذي لضفة النهر، وحيي 17 و30 تموز المجاورين، وكذلك أحياء الرفاعي والعريبي والاقتصاديين، في مسعى لاستكمال الطوق على المدينة القديمة. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أمس: «حققنا السيطرة على 15 كيلومتراً مربعاً في محور شمال غربي المدينة، بعد تحرير قرى حسونة ودجلة ومعمل غاز الموصل وشقق الهرمات والهرمات الأولى والثانية والثالثة والرابعة». ولفت إلى أن «حيي الاقتصاديين و17 تموز بات نصفهما محرراً، وتتقدم القطعات وفق تكتيكات تضمن تحرير الأرض والمدنيين وفق السقف الزمني المحدد في اتجاه مناطق العريبي والرفاعي والزنجيلي، شمال المدينة القديمة». وأكد «سيطرة قوات الرد السريع على أكبر معمل لتصنيع المتفجرات الكيماوية وتفكيك عشرات العبوات المصنعة في منطقة 17 تموز». وأفاد شهود فروا من مناطق القتال بأن آلاف المدنيين العالقين يواجهون صعوبة في النزوح، والبعض يخاطر لبلوغ أقرب نقطة آمنة، وقد تمكن بضعة آلاف من النزوح من حي 17 تموز. وأفادت قيادة العمليات المشتركة بأن «المساحة التي ما زالت تحت سيطرة داعش لا تتجاوز 10 في المئة»، ورجحت السيطرة على المدينة بالكامل قبل حلول رمضان (بعد عشرة أيام)، إلا أن قادة عسكريين أكدوا صعوبة تحديد سقف زمني للانتهاء من العملية لأن المعركة «غير تقليدية». ووصلت إلى غرب نينوى قوات «الحشد الشعبي» وانتشرت في محيط ناحيتي تل البنات وتل القصب الإيزيديتين التابعتين لقضاء سنجار وبدأت محاضرتهما، وأعلنت في بيان أنها «حررت قريتي تل الشيخ والكبر، جنوب ناحية القيروان، غرب قضاء تلعفر، والهدف هو الالتفاف شمال القيروان لقطع المنافذ الغربية، كما تم تحرير قرى خزنة الشمالية وسلطان وكركش من الجهة الجنوبية، وتم اقتحام قرية مبهل المهدي، وقتل 7 دواعش في قرية تل بنات من الجهة الشمالية، كما تم تحرير قرية تل قصب شرقاً». وأشارت إلى «نجاح اللواء 11 في تنفيذ عملية نوعية بالتسلل نحو مناطق العدو جنوب القيروان، انتهت بإحراق مضافات للتنظيم الإرهابي في قرية تل الزنابير، والاستيلاء على هاون 120 ملم كان يستهدف قطعات الحشد التي واصلت تقدمها». وأثار وصول الحشد إلى أطراف سنجار حفيظة قادة في قوات «البيشمركة»، اذ حذروا من مغبة «خرق الاتفاق» الذي ينص على عدم دخول الحشد إلى مناطق الإيزيديين، لكن الناطق باسم الحشد أكد «وجود التنسيق المستمر بين قادة الجانبين، ولدينا تجارب مشتركة في مناطق مثل جلولاء والسعدية في قضاء خانقين، والتفاهمات واضحة». وكانت وسائل الإعلام تناقلت تصريحات نسبت إلى رئيس كردستان مسعود بارزاني الذي طالب «البيشمركة» بـ «عدم السماح لفصائل الحشد باقتحام قرى الإيزيديين». جاء ذلك في وقت أجرى المبعوث الخاص للرئيس الأميركي بريت ماكغورك محادثات في اربيل تناولت «تطور الحرب على داعش والتنسيق بين البيشمركة والجيش»، على ما أفاد بيان لحكومة الإقليم.
مشاركة :