الشلهوب .. أسطورة الألقاب والأخلاق الرياضية

  • 5/17/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

قلما تتفق الآراء الجماهيرية على محبة نجم باختلاف ميولها، لكن إن حدث ذلك فهو تتويج لم يحظ به، وفي عصرنا الحالي، اتفق الجميع على حب النجم الخلوق محمد الشلهوب، لاعب الهلال وأحد قادته و(أسطورة الألقاب) الذي حصد مؤخرا مع الزعيم البطولة 29 ، وهي دوري جميل السعودي للمحترفين، ليصبح أكثر لاعب سعودي حصدا للألقاب، وأرقامه الرسمية تفوق حصاد أندية بكاملها، ويلعب نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الجاري أمام الأهلي وفي حال الفوز به سيزيد رصيده البطولي ليكمل 3 نجوم تمثل كل منها بطولات عشر . ولم يكن هذا الاجماع الذي يحظى به الشلهوب من جميع الجماهير من باب المصادفة، بل إنه من واقع يحكي نجومية هذا اللاعب المقترنة بدماثة الخلق، التي قل ان تتواجد في لاعب واحد، مما أهله ليكون انموذجا كرويا منذ ان وطأت أقدامه الملاعب، حاز فيها على رضا جميع جماهير الاندية بجوانب مضيئة أنارت مشواره، فلم يتقمص أدوارا ليست له، ولم يستخدم الإعلام او الاعلاميين من أجل زيادة شهرته وإيصالها للجمهور، فقد اقتحم بموهبته وتواضعه قلوب الرياضيين بانضباطيته واخلاقه العالية التي اقترنت بالطبع بنجوميته المطلقة. الصانع الهداف تجاوز ركض الخلوق محمد الشلهوب الـ19 عاما مع الهلال، حفلت بالعديد من المشاركات المتميزة، وتحقيق العديد من الالقاب، كما أنه كان أحد العناصر الرئيسية في المنتخب السعودي في فترة تألق توجت بالوصول لكأس العالم 2006 م، ووصافة كأس امم آسيا عام 2000 م، سجل فيها حضورا أول مع المنتخب، سجل فيه الهاتريك في مرمى اوزبكستان في أول تمثيل له، ومن حينها كان صانع اللعب المميز للمنتخب صاحب التمريرات الحاسمة خلال العقد الماضي. أحد أبرز صناع اللعب في الفريق الهلالي، خصوصا منذ موسم 2009 الى 2012 م، وهي سنوات الحضور للشلهوب مع عدم اغفال سنوات بداياته، لكنه في السنوات الثلاث حقق انجازات لافتا، قل أن يحققه لاعب وسط، بل لم يحققه أي لاعب وسط قطعا في الاندية السعودية، وهو لقب الهداف حيث حقق فيها لقب هداف الدوري موسم 2010 م، في الوقت الذي كان فيه ايضا احد أبرز صناع اللعب وقتها. المواسم الاخيرة انحصرت مشاركات الشلهوب في الفريق الهلالي في اوقات الحسم، فكان الاعب الحاسم والورقة الرابحة التي يحتفظ بها المدربون، حيث يشارك غالبا كلاعب بديل، ويحقق الفاعلية المطلوبة ولعل هذا الموسم في 10 مباريات، حيث صنع 3 أهداف وسجل هدفين . ولعل أشهر لقطة له هذا الموسم، تمثلت في الكرة التي ضرب بها دفاع النصر في دور الثمانية لكأس ولي العهد ولم يستطع أن يلحق به المهاجم الدولي محمد السهلاوي، ليمرر كرة على طبق من ذهب لعمر خريبين سجل منها هدف الهدف الثاني. كميخ : الشلهوب جمع بين الأداء والخلق الفني اعتبر المدرب الوطني علي كميخ، أن محمد الشلهوب، أحد أبرز النماذج الكروية للاعبين السعوديين، بما يمتلكه اللاعب من مؤهلات فنية واخلاقية، وعبر عن ذلك قائلا:" الشلهوب إنموذج يحتذى به كونه قدوة بكل ما تحمله هذه الكلمة، من معان سواء داخل الملعب او خارجه، وهو ماجعله شخصا محبوبا وقريبا من الجميع في الوسط الرياضي. واشار كميخ الى أن الشلهوب، لم يتأثر بالنجومية، كونه يملك شخصية متواضعة وحوله أصدقاء رائعون، وكذلك أسرته لعبت دورا كبيرا في دعمه، رغم أنه عاش ألم فقدان والديه بوقت متقارب، إلا أن ذلك زاد الشلهوب قوة وصبرا، وبالتالي واصل الركض، وباختصار هو لاعب يملك طموحات كبيرة ولديه الاستعداد الجيد لكل المتغيرات في عالم كرة القدم. وعن ادائه الفني بيّن: لايختلف أي متابع او ناقد على ان الشلهوب اسم كبير في مسيرة مع نادي الهلال والمنتخب، وكان احد اهم المساهمين في تحقيق العديد من البطولات لفريقه، وقد وصل لمرحلة النضج الكروي، والآن كما هو معروفا يلعب في سنواته الاخيرة، وهو يعتبر مكمل لعطاء زملائه، والورقة الفنية الرابحة جدا للمدرب دياز، في صناعة اللعب، وكثيرا ما شاهدنا دياز يطلق الشلهوب في فترات من المباراة المهمة، بعد أن يتأكد من طريقة منافسه، وكانت تأثير هذا اللاعب واضحا في العديد من المباريات، وآخرها مباراة الديربي في كأس الملك أمام النصر، ومن ثم مع التعاون. ويواصل كميخ حديثه عن الموهوب:"أنصح الشلهوب بالاعتزال في نهاية هذا الموسم، خصوصا أن الهلال حقق الدوري وينافس على لقبين جديدين كأس الملك وكاس السوبر، وهي خاتمة مميزة لأي لاعب، ليبقي في قلوب محبيه، والشلهوب بالتأكيد أحد أبرز اللاعبين الذين يملكون محبة الناس من جميع جماهير الأندية. وختم المدرب الوطني: كانت لي تجربه مع الشلهوب في بطولة القارات بالمكسيك وكأس آسيا في لبنان، وكان محمد الشلهوب، كما هو الآن وسابقا لاعبا مميزا ورائعا، ولاعبا مقاتلا يتمتع بروح مرحه بين جميع زملائه إضافة لأخلاقه العالية مع الجميع. البيشي : حالة خاصة ونادرة في الملاعب يصف لاعب وسط المنتخب السعودي ونادي القادسية سابقا احمد البيشي، اللاعب محمد الشلهوب، بأنه احد أفضل اللاعبين في الاندية السعودية، التي جمعت بين المهارة والأداء الفني وبين الخلق القويم، الذي يجب أن تمتع به كل لاعب أراد الوصول للنجومية والبقاء في أذهان محبيه، ويضيف: الشلهوب لاعب من اللاعبين الذين يقال عنهم (فنانو الوسط)، وهو لاعب بلاشك أسهم كثيرا في بطولات الهلال، بل إنه من اهم الأسماء في تاريخ الهلال، ومن القلائل ممن جمعوا بين المهارة والأداء وبين محبة الناس لهم حتى لدى المنافسين، فمثلا الجميع بعرف حجم المنافسه بين النصر والهلال، لكن أجزم تماما أن الشلهوب لاعب يحبه حتى النصراويون، وهذا الأمر لم يأتي من فراغ، بل من الحالة الأخلاقية والمحبة التي يكنها الشلهوب للناس وبالتالي بادلته الناس الحب بالحب. وزاد البيشي: هناك نقطة مهمة جدا، يمتاز بها، فالكثير من النجوم بمجرد أن يصلوا للنجومية، ويشاهد الناس تتهافت عليه وتنادي باسمه يتحول الى شخصية أخرى لا علاقة لها بالشخصية التي وصلت لقلوب الناس، هذا الأمر غير موجود لدى الشلهوب،فالكل يعرف أنه في ناد جماهيري، وأيضا لاعب نجم استطاع ان يكون في المشهد الهلالي لسنوات طويلة، ومع ذلك لم يتأثر بالنجومية، على الجانب الأخلاقي وبقي كما هو صاحب الأخلاق الجميلة، التي من خلالها دخل لقلوب كل الجماهير. الوايلي: نجم تلقائي لايتكلف ولايتقمص أدوارا لا تعنيه يصف الاخصائي النفسي والاجتماعي،الدكتور عبد الله الوايلي، محمد الشلهوب باللاعب الإنساني ذو الشخصية الجذابة، معبرا عن ذلك بقوله:" الشلهوب لاعب إنساني بالدرجة الأولى ويملك شخصية جذابة ومميزة استطاع من خلالها ان يستأثر بحب واعجاب اغلب المنتمين للوسط الرياضي، وان يحصل على ثنائهم، لأنه يمتلك سمات الشخصية السوية، من مثالية في التعامل والتعاطي مع الاحداث مرورا بالموازنة الفكرية والوجدانية والسلوكية في الفعل وردات الفعل وصولا الى المصلحة الذاتيه التي جعلته يتميز بالهدوء والود والاحترام والنضج الانفعالي، وكل ذلك مكنه من ان يحظى باعجاب واهتمام كافة الجماهير فقد جمع بين المساعر الانسانية والسلوك الايجابي حيث يتضح ذلك جلياً في طريقة تعامله مع الآخرين ومراعاته لمشاعرهم بخلق رفيع فيكون متفهما ذكيا في قراءة المواقف والاحداث في كل حالاته فلا تظهر عليه علامات التذمر والتاثر والحزن بشكل كبير، بل إنه دائم الابتسامة وتلقائي لايتكبر ولا يتكلف ولا يتقمص ادواراً لاتعنيه وهو بتلك العفوية استحوذ على قلوب الجميع.

مشاركة :