الكاتب المصري إبراهيم عبدالمجيد يرصد من خلال شخصيات روايته على اختلاف انتماءاتها ومن خلال تواريخ حقيقية ما طرأ على الإسكندرية من تحول.العرب [نُشر في 2017/05/17، العدد: 10635، ص(14)]تفاصيل الحياة في الإسكندرية خلال حقبة الخمسينات من القرن العشرين القاهرة - ترصد رواية “طيور العنبر” للروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد مظاهر وتفاصيل الحياة في مدينة الإسكندرية خلال حقبة الخمسينات من القرن العشرين، وما طرأ عليها من تغيُّر ديموغرافي ومعماري، منذ تلك الفترة إلى أيامنا هذه، تغيّر طال التركيبة الاجتماعية للمدينة وطال حتى المعمار ونمط الحياة في واحدة من أشهر المدن العالمية لما لها من عراقة تاريخية. وقد أعادت دار الشروق مؤخرا طباعة هذه الرواية التي تمثل الجزء الثاني من مشروع “ثلاثية الإسكندرية” الذي أنجزه عبدالمجيد، وهي تتناول الإسكندرية غداة إعلان تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وخروج الأجانب بالآلاف، وما أحدثه هذا التغيير المفاجئ من تحوُّل في هذه المدينة الكوزموبوليتانية. وبحسب الناشر، يرصد إبراهيم عبدالمجيد “لحظة تحول لا رجعة فيها لواحدة من أعظم مدن الشرق”، وهو في هذه الرواية “لا يكتب عن الجغرافيا أو التاريخ، لكنه يكشف روح المكان، روح الإسكندرية، روح التحرر وعدم الاستقرار والنزق، وروح الحزن والجنون”. ويصور المؤلف روح المكان والزمان من خلال عدد كبير من الشخصيات المصرية والأجنبية، التي لدى كل منها حلم للإمساك بطائر العنبر الخرافي، ولا تدري أنها تسبح في وسط من الصراعات الكونية، يحدد لها مصائر أخرى. ومن المشاهد التي ترصدها الرواية، خروج اليهود من مصر بعد العدوان الثلاثي حيث حمل الهواء إشاعات عن نية الحكومة في مصادرة أملاك اليهود وأن المعتقلات ستفتح لهم جزاء ما ارتكبته إسرائيل. لم يقل أحد إنهم مصريون لهم هنا مئات السنين. حدث الخروج شبه الجماعي الأكثر كثافة مما حدث حين اقتربت القوات النازية من الإسكندرية أثناء الحرب العالمية الثانية”. سرد عبدالمجيد كان بسيطا يتتبع مسار شخصياته دون تدخل منه، فيحكي على ألسنتها ومن خلال الأحداث التي تقتحمها ما حصل للمدينة التي كانت تعد منطقة منفتحة لما فيها من تنوع عرقي وحضاري وديني وثقافي، حتى آلت الإسكندرية إلى ما هي عليه اليوم من تراجع لدورها الثقافي الذي كان بارزا ومؤثرا على مدى قرون. يُذكر أن إبراهيم عبدالمجيد وُلد عام 1946، ودرس الفلسفة. ونشر روايته الأولى التي حملت عنوان “في الصيف السابع والستين” عام 1979، وصدر له 12 عملا روائيا، وخمس مجموعات قصصية ومسرحية، وتُرجمت العديد من رواياته للإنكليزية والفرنسية والألمانية. وحصل في عام 1996 على جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأميركية في القاهرة عن روايته “البلدة الأخرى”، بينما فازت روايته “لا أحد ينام في الإسكندرية” بجائزة أحسن رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1996. كما نال جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2004.
مشاركة :