الغاز والأسمدة محور شراكة استراتيجية بين المغرب ونيجيريادخلت العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية بين المغرب ونيجيريا مرحلة جديدة بتوقيع اتفاق لبناء أنبوب لنقل الغاز الطبيعي من نيجيريا إلى المغرب ومنه إلى الأسواق العالمية وخاصة الأوروبية.العرب [نُشر في 2017/05/17، العدد: 10635، ص(10)]مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ونيجيريا الرباط – وقع المغرب ونيجيريا اتفاقا لإطلاق مشروع عملاق لبناء أنبوب للغاز يربط بين البلدين، بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس ووزير الخارجية النيجيري جوفري أونياما. ويقضي الاتفاق بين الشركة الوطنية النيجيرية للنفط والمكتب الوطني المغربي للمحروقات والمناجم بدراسة جدوى المشروع خلال عام واحد بإشراف لجنة حكومية مشتركة. كما وقع البلدان اتفاقا آخر بين المكتب الشريف للفوسفات والرابطة النيجيرية لمنتجي ومزودي الأسمدة “من أجل تعزيز القدرات الإنتاجية وتوزيع الأسمدة”. ويشكل الاتفاق المرحلة الثانية من شراكة أطلقت في ديسمبر بين الرباط وأبوجا في قطاع الزراعة. ومن البنود التي يتضمنها نقل المعرفة والتنقيب عن احتياطات الفوسفات في أنحاء نيجيريا.ناصر بوريطة: إشراك المانحين والمستثمرين لتوفير كل عناصر مشروع أنبوب الغاز خلال عامين وكان البلدان قد أعلنا عن المشروع خلال زيارة العاهل المغربي إلى أبوجا في ديسمبر الماضي ولقائه بالرئيس النيجيري محمد بخاري، والتي أحدثت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين. ومن المتوقع أن يبلغ طول الأنبوب نحو 4 آلاف كيلومتر ويعبر عشر دول ليصل إلى المغرب ومنه إلى الأسواق الأوروبية. ويرى المحللون أن المشروع يعد نموذجا متقدما في إطار برنامج “التعاون بين دول الجنوب” وأنه يعود بالفائدة على 300 مليون نسمة في غرب قارة أفريقيا.وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن المشروع “كان قبل 5 أشهر مجرد إعلان. اليوم نطلق أعمال دراسة الجدوى وفق جدل زمني واضح” وهو ما يعزز مصداقية المشروع. وأضاف “نحن على بعد أقل من سنتين لتتوفر كل عناصر المشروع. وفي الوقت نفسه سيتم إشراك المانحين والمستثمرين” في هذه العملية، لكنه لم يذكر أسماءهم. ويهدف مشروع أنبوب الغاز، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، إلى تعزيز الاندماج الاقتصادي على المستوى الإقليمي وتسريع مشاريع الكهرباء في المناطق التي يمر منها أنبوب الغاز. وقال بوريطة إن المشروع الضخم، الذي سينجز من طرف الأفارقة ومن أجل الأفارقة، يشكل تجسيدا بليغا لدبلوماسية الفعل والقول، وتجليا آخر لرؤية العاهل المغربي لأفريقيا متحكمة في مصيرها واثقة في مستقبلها. وأكد الوزير المغربي أن الأنبوب سيعزز الاندماج والتنمية الإقليمية ويساهم في تلبية حاجة أوروبا المتزايدة لتنويع مصادر الطاقة. وأشار إلى خبرة المغرب المتراكمة في مجال النقل واللوجستيك والبنى التحتية والطاقات المتجددة. وأكد الخبير الاقتصادي يونس بالفلاح لـ“العرب” أن المشروع سيعزز نمو الاقتصاديات الأفريقية من خلال توفير البنية التحتية للطاقة المطلوبة في المجالات الصناعية، والتي طالما شكلت عائقا أمام تنمية الاقتصاد الأفريقي. وتشكل الاتفاقات التي وقعت مساء الاثنين مرحلة جديدة في التقارب بين المغرب ونيجيريا الذي بدأ في نهاية 2016 مع عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي.جوفري أونياما: الشراكة تستند لإرادة سياسية من قيادة البلدين لتكثيف المشاريع الثنائية ويأتي ذلك في وقت يسعى فيه المغرب للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا التي تعد نيجيريا إحدى الدول الرئيسية فيها وتعقد قمتها المقبلة في ليبيريا في يونيو المقبل. وقال أونياما إن التوقيع على الاتفاقيتين دليل على نجاح الشراكة التي تجمع الرباط وأبوجا، التي تستند إلى إرادة سياسية من قيادة البلدين لتكثيف المشاريع الثنائية. وتشير تقديرات الخبراء إلى أن الأنبوب سيوفر حاجة المغرب الاستهلاكية من الغاز ويتيح له فرصا استثمارية كبيرة تمكنه من تعزيز الاستثمار في الصناعات الثقيلة والصناعات التحويلية. وقال توماس إيتو رئيس الجمعية النيجيرية لمنتجي ومزودي الأسمدة إن الاتفاق مع المكتب الشريف للفوسفات سيعزز التعاون وتبادل الخبرات في مجال تطوير إنتاج وتخزين ونقل الأسمدة. وأكد المدير العام للسلطة الاستثمارية النيجيرية أوشي أورجي أن التعاون بين السلطة الاستثمارية النيجيرية والمكتب الشريف للفوسفات سيشمل استكشاف مناجم الفوسفات في عدد من الولايات النيجيرية. وقرر المكتب الشريف للفوسفات إنشاء 14 شركة للأسمدة في عدة دول أفريقية منها نيجيريا في إطار المبادرات الهادفة إلى تلبية حاجات بلدان القارة في مجال الأسمدة. ويواكب المكتب واقع النشاط الزراعي في أفريقيا من خلال تنظيم “قافلة زراعية خاصة تهدف لتوعية الفلاحين بأساليب الاستعمال العقلاني للأسمدة، في إطار مبتكر ومتجدد لتلبية حاجات الزراعة الأفريقية”. وقال مصطفى التراب الرئيس التنفيذي لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات إن الشراكة بين المغرب ونيجيريا تشكل نموذجا للتعاون جنوب- جنوب، وتساهم في تعزيز القطاع الزراعي من خلال بلورة أنظمة للتسميد تلائم طبيعة التربة والزراعات النيجيرية، وصولا إلى توفر الأسمدة في السوق النيجيرية ووضع تدابير لمصاحبة الفلاحين المحليين من خلال المختبرات التعليمية المتنقلة.
مشاركة :