القاهرة: «الشرق الأوسط» شن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة هجوما حادا على فرقاء المشهد السياسي في مصر على اختلافهم. وقال في تسجيل صوتي له أمس، إن عزل قادة الجيش للرئيس محمد مرسي دليل على فشل أي محاولة لوصول الإسلاميين إلى السلطة عبر الآليات الديمقراطية، مشيرا إلى أن تخلي الإخوان عن شعار الجهاد لإرضاء الولايات المتحدة لم يحمِ الجماعة، متهما واشنطن بالوقوف خلف عزل مرسي. وخصص الظواهري كلمته للتعليق على الوضع في مصر، بعد أن عزل الجيش في 3 يوليو (تموز) الماضي الرئيس السابق مرسي، وهي الخطوة التي رفضتها جماعة الإخوان وتعهدت بالتصدي لها، مما أعاد إلى الأذهان إلغاء قادة الجيش في الجزائر نتائج الانتخابات التي حصد أغلبيتها الإسلاميون مطلع التسعينات، وإقالة حكومة حماس الإسلامية في غزة عام 2007. وقال الظواهري وهو مصري الجنسية، في تسجيل مدته 15 دقيقة «أتوجه بالنصيحة لمن أيدوا حكومة مرسي، فأقول لهم بداية يجب أن نقر بأن الشرعية ليست في الانتخابات والديمقراطية ولكن الشرعية هي الشريعة (الإسلامية)». وتابع موجها حديثه للإسلاميين: «لقد خضتم كل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ورغم ذلك خلعوكم من الحكم، لقد أقررتم باحترام المعاهدات الدولية، واحترام المعاهدة مع إسرائيل، ورغم ذلك رفضوكم». واعتبر الظواهري أن تحالف الولايات المتحدة مع من سماهم فلول الرئيس الأسبق حسني مبارك والعلمانيين، استهدف إسقاط حكومة مرسي لتوجهها الإسلامي، مشيرا إلى أن أميركا لم تثق في جماعة الإخوان رغم سعي الإخوان لإرضائها. وقال: «لقد تخلى الإخوان عن شعارهم (الجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا) واستبدلوا به شعار (الإسلام هو الحل) لكن الصليبيين والعلمانيين لم ينسوه، إن ما حدث هو أكبر دليل على فشل سلوك السبيل الديمقراطي للوصول إلى الحكم بالإسلام، وما حدث لم يسبق إليه من حيث ضخامته وبشاعته». وجاءت كلمة الظواهري عقب يومين من تصريحات لوزير الخارجية الأميركي عبر فيها عن أن قادة الجيش أعادوا الديمقراطية للبلاد. وهاجم الظواهري أيضا السياسة الأميركية والجيش المصري الذي وصفه بـ«المتأمرك». وتقول قيادات أمنية رفيعة في مصر إن الرئيس السابق مرسي وفر خلال عام من حكمه ملجأ آمنا لجماعات إرهابية في سيناء. ومنذ الإطاحة بمبارك قبل ما يزيد على عامين ونصف العام، تشهد سيناء عمليات إرهابية ضد عناصر الجيش. وتوقفت تفجيرات خط الغاز الطبيعي الممتد في سيناء والتي بدأت عقب ثورة يناير 2011 مع وصول مرسي إلى السلطة، لكنها عادت مجددا بعد عزله. وهاجم زعيم تنظيم القاعدة أيضا البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كما حرض على أقباط مصر قائلا، إنهم أيدوا إسقاط مرسي لإنشاء دولتهم القبطية في جنوب البلاد. وتابع: «لم يتحملوا حكومة مرسي، رغم تأكيده أنه رئيس لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وأن دولته تقوم على المواطنة وليس العقيدة الدينية، ولكنهم لم يتحملوا أن يرأس مصر من ينتمي لجماعة إسلامية، وأنهم لا يريدون أن يحكم مصر إلا علماني موال لأميركا والصهاينة لاستمرار مخطط تقسيم مصر». ووجه الظواهري أيضا انتقادات لقوى وصفها بـ«المنتسبة للعمل الإسلامي» في إشارة على ما يبدو للدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور السلفي، واعتبر الظواهري أن تلك القوى قدمت تنازلا بقبول المشاركة في العملية السياسية على أساس «حاكمية الجماهير بعد أن كانت تعتبر ذلك كفرا وشركا». وتابع» «تنازلت (القوى الإسلامية) مرة أخرى وقبلت تشكيل حزب سياسي على أساس قانون الأحزاب الذي يحرم إنشاء حزب على أساس ديني فنزعوا صفة الدينية عن حزبهم، ثم تنازلت مرة ثالثة لما قبلت بالمعاهدات مع إسرائيل والتطبيع معها». ويخشى مراقبون من استبعاد الإسلاميين من المشهد السياسي مما يزيد من حدة الاستقطاب السياسي، ويدفع بقوى متشددة لتبني خطاب أكثر تشددا.
مشاركة :