لندن: معد فياض فُجعت الأوساط الثقافية والأدبية العراقية، خاصة، والعربية بنبأ رحيل العراقي القاص والروائي عبد الستار ناصر المفاجأ، صباح أمس، في مدينة تورونتو الكندية، عن عمر يناهز الـ66 عاما. ونُقل نبأ وفاة القاص عبد الستار ناصر الطبيب المقرب من أسرة الراحل الدكتور مؤيد العلي، مبينا أن زوجة الراحل الروائية هدية حسين أكدت أن «عبد الستار ناصر توفي صباح السبت في أحد مشافي كندا»، من دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل، بحسب العلي. وكان ناصر قد تعرض عام 2010 لأزمة صحية صعبة في العاصمة الأردنية عمان تعافى بعدها إثر عملية جراحية، ولينتقل بعد ذلك من الأردن إلى كندا ضمن برنامج إعادة توطينه مع زوجته هدية حسين. وغادر ناصر بغداد إلى عمان عام 1999 بسبب سوء الأوضاع السياسية والثقافية والاقتصادية. وكان قد رفض قبل ذلك السفر إلى أي بلد آخر كلاجئ، وغالبا ما كان يردد أنه «باق في عمان لأنها تعني لي الوطن ولقربها من بغداد»، وبرر سفره إلى كندا، خاصة بعد تدهور وضعه الصحي، «للعلاج هناك واسترداد جزء من عافيتي». ويُعد الروائي ناصر واحدا من كتاب جيل الستينات، حيث بدأ حياته الإبداعية مبكرا، وسرعان ما برز اسمه كمبدع في فضاء الثقافة العربية، حتى إنه عندما نشر قصته «مولانا الخليفة» التي تنبأت بالحكم الديكتاتوري في العراق، في منتصف السبعينات، وتم اعتقاله من قبل السلطات الأمنية، ضغطت المنظمات الثقافية العربية من أجل إطلاق سراحه، وله أكثر من مجموعة قصصية ورواية ونقد، قبل أن يصدر كتابه الأول «لا تسرق الورد رجاء» الذي تلاه بمؤلفات كثيرة من أهمها «الحب رميا بالرصاص»، «نساء من مطر»، «أوراق امرأة عاشقة»، «أوراق رجل عاشق»، «أوراق رجل مات حيا»، «بقية ليل»، «الهجرة نحو الأمس»، «سوق الوراقين»، «مقهى الشاهبندر»، «أبو الريش»، «الشماعية»، «حياتي في قصصي»، «سوق السراي»، و«الطارطران» وهي المحلة البغدادية في جانب الرصافة التي ولد بها عام 1947، وتعد روايته «الطاطران» بمثابة سيرته الذاتية. كان عبد الستار ناصر متشبثا ببغداده وبالعراق، وهذا ما تعكسه إنجازاته الإبداعية، لكنه رحل غريبا، بعيدا، بعيدا جدا عن «الطارطران».
مشاركة :