تسعى الأجندات الخارجية لاستثمار الإرهاب وتمرير سمومه البشرية في أوقات منتقاة ظناً أن جملة المحاولات قادرة على زعزعة الأمن وإحداث الجلبة والصراخ، الميدان يكون دائماً خير مجيب على هذه الألعاب والمحاولات الخائبة، بل إن كل محاولة دنيئة يقابلها تماسك أعلى ووحدة صف وإصرار وطني على أن التلاحم سطر بديع في أي مواجهة وتحدٍ، بل إن الإيمان ينمو ويتسع في كون الإرهاب بلا دين ولا مذهب ولا ملة وعلى الجميع ملاحقته وتعريته وقص أظافره وقطع مفاصله من دون انتظار. في حيّ المسورة كان العبث يتزايد والرغبة في إشعال الحرائق مستمرة، ومتلقّو التعليمات من أجندات الشر وهواة التخريب والتفتيت والتفجير يسعون لإرضاء عاصمة الخراب والدمار والتي ما توقفت تمارس العبث في أكثر من قِطر لاعتيادها على أداء هذا الدور وعدم استقرارها إن لم تكن تمثل الدور الرئيس في صناعة الإرهاب والتمتع بمسارح الجريمة وحمامات الدماء. في العوامية كان الإرهابيون وعناصر الضلال يمارسون أبشع الممارسات ويطعنون ما وقع بين أيديهم، يطبقون الدناءة ويفعِّلون الشيفرات وتعليمات الاتصالات الواردة من الأحزاب والعمائم والراغبين في أن تكون الجريمة حكاية يومية في أكثر من جغرافيا. قذائف الـ «آر بي جي» المستخدمة في المواجهة الأخيرة من قبل الفئة الإرهابية الضالة تؤكد كيف أن ثمة تحولاً خطيراً في أدوات إرهابيي المسورة من جهة أولى فيما تشرح كيف أن الإرهاب بكل قذاراته يترابط ولو بعد حين في أدواته وأسلحته وأفكاره وخططه المنتهية على الأغلب بالرصد والتعرية وأقل الخسائر. الأبرياء في العوامية كانوا في حاجة ماسة لتنظيف المكان والمساحات التي كانت تئن بالخراب والتهديد والمخاوف، هذا التنظيف يحدث في أي مساحة أخرى تحتاج له، وقد كان مجرباً في مساحات وطنية ونجح بامتياز. ولكل خطوة وطنية في هذا الإطار ما يكفي من الملفات التي تكشف وتضبط فضلاً عن الحقائق المدعومة بالإثباتات عن ثبوت المصادر وصراحة الأعداء واكتشاف من يهمه أمر بلده ومن يحب أن يكون في ظل هذه الظروف- والمشاريع المتعددة الأهداف- على جانب الصمت والحياد والانزواء. وهذا خطر حقيقي وضمير هابط مستتر لا تكشفه إلا سجلات المواقف الوطنية وخفايا الابتزاز والمساومة على القضايا المشتعلة بفعل فاعل أو بدعم حاقد ولئيم. آر بي جي العوامية جاء موعد تطهير من يقف وراءه والمتسترين خلفه أو المختبئين بذريعة حيازتهم له، ما يهم أن نحقق الدرجة العليا في إفشال التخريب وإحراق أوراق الإرهاب، ما يهم أيضاً أن نظل على قدر لافت من التماسك والولاء الحقيقي المجرد من أي أشواك. المستقبل لن يحتفي سوى بمحبي أوطانهم والمؤمنين أن تجارب المحيطين مريرة حد البكاء، الإجرام يجب أن يتوقف ومخططات الضلال لن يكون لها مكان في الجغرافيا الوطنية فالأمن خط أحمر. نقلاً عن: alhayat.com
مشاركة :