واشنطن – عمق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أزمة في الولايات المتحدة على خلفية كشف نظيره الأميركي دونالد ترامب معلومات استخباراتية مصنفة سرية لوزير الخارجية والسفير الروسيين خلال اجتماع بالبيت الأبيض، بينما يستعد الكونغرس لفتح تحقيق والاستماع لشهادة مدير اف بي أي المقال جيمس كومي. وتهكم بوتين على فضيحة المعلومات السرية متحدثا عن "غباء" لدى مروجي هذه الأنباء ومقترحا كشف مضمون اللقاء بين دونالد ترامب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأضاف بلهجة أكثر جدية "إذا وافقت الإدارة الأميركية، نحن مستعدون لأن نقدم تسجيلا للحوار الذي دار بين لافروف وترامب إلى الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ". لكن المستشار في الكرملين أوري أوشاكوف أوضح بعد انتهاء المؤتمر الصحافي أن بوتين لم يكن يقصد "تسجيلا صوتيا" لما دار خلال الاجتماع في البيت الأبيض بل "محضرا مكتوبا يعده عادة شخص متخصص في اجتماعات من هذا النوع". ومع ذلك فقد أججت تصريحات بوتين الأزمة في واشنطن وسط تساؤلات عن كيفية حصول الرئيس الروسي على تسجيلات وكيف أمكن للروس التجسس على البيت الأبيض. وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الأربعاء إنه "ليس لديه وسيلة لمعرفة" كيف يمكن أن يكون الرئيس الروسي قد حصل على محضر اجتماع بالمكتب البيضاوي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين روس. وحذر رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين الأربعاء من "التسرع في الحكم" على الرئيس دونالد ترامب مؤكدا أن المشرعين بحاجة إلى الحقائق قبل النظر في الخطوات المقبلة. وقال راين أبرز جمهوري في الكونغرس، إنه على الرغم من ثقته في ترامب، إلا أنه يريد من المشرعين ممارسة دورهم في لجان التحقيق في الكونغرس. وأضاف في تصريح صحافي بعد اجتماع للجمهوريين في الكونغرس "نحن بحاجة لحقائق"، وذلك إثر تقارير حول كشف ترامب لأسرار استخباراتية أمام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وممارسته ضغوطا على مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) لإنهاء تحقيق جار. وتابع راين "من الواضح أن هناك بعض الأشخاص الذين يريدون الحاق الأذى بالرئيس لكننا ملزمون بمواصلة الاشراف بغض النظر عن الحزب الموجود في البيت الأبيض". وأوضح أن "هذا يعني أنه يجب أن نحصل على جميع المعلومات ذات الصلة قبل التسرع في اطلاق الأحكام". وكانت صحيفة واشنطن بوست افادت نقلا عن مصادر لم تحددها أن ترامب أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معلومات استخباراتية حساسة حول تهديد ارهابي مصدره تنظيم الدولة الاسلامية. كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب طلب من مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي التخلي عن التحقيق حول مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين. وقد استغل الديمقراطيون التقارير لدعم ادعاءاتهم بأن ترامب غير صالح للعمل في المكتب البيضاوي. ورفض راين القول ما إذا كان ترامب يعرقل العدالة، وهذه جريمة بموجب القانون الأميركي. وقال "لا يمكننا التعامل مع التكهنات والغموض، من الواضح أن هناك سياسة في القضية لكن مهمتنا تقضي بالحصول على الحقائق والقيام بذلك بشكل رصين". واتخذ عدد من الجمهوريين موقفا مماثلا الأربعاء، إلا أن آخرين دعوا كومي للإدلاء بشهادته حول المذكرة التي ذكرت تقارير أنه ناقشها مع ترامب حول تحقيق فلين. وقال الجمهوري توم كول "آمل أن يمثل المدير كومي أمام الكونغرس تحت القسم. وإذا كان لديه اتهام يوجهه فيجب أن يقوم بذلك". وحضت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء في رسالة المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي على الادلاء بشهادته في جلسة علنية، وكذلك في جلسة مغلقة أمام أعضاء مجلس الشيوخ لتوضيح ظروف إقالته من قبل الرئيس دونالد ترامب.
مشاركة :