Share this on WhatsApp بقلم / هاني الظاهري أطلق مجموعة من السعوديين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي مؤخرا حملة توعوية تحت عنوان «بفلوس ماهي بلاش»، تهدف إلى فضح ممارسات بعض مشاهير السوشيال ميديا التسويقية للسلع والخدمات مقابل مبالغ مالية دون التوضيح لمتابعيهم أن ما يقدمونه إعلانات تجارية تستهدف جيوبهم بالدرجة الأولى، وهو سلوك غير أخلاقي وغير منضبط يجب أن تلتفت له الجهات الرسمية المختصة. صاحب البضاعة الممنوعة أو المخالفة للاشتراطات الصحية لا يستطيع أن يعلن عن بضاعته ويسوقها عبر الصحف أو القنوات التلفزيونية أو الإذاعية أو حتى إعلانات الشوارع لأن هناك أنظمة يخضع لها الإعلان في السعودية هدفها حماية المستهلك وحقوقه، لكنه وجد اليوم للأسف وسيلة جيدة لتسويق كل شيء بلا استثناء تتمثل في حسابات المشاهير في شبكات التواصل، ففي تطبيق سناب شات مثلا يتم تسويق مستحضرات التجميل والتخسيس الممنوعة والخطرة على الصحة عبر حسابات نجمات يتابعهن الملايين، ومع ذلك لا تقدم النجمة المنتج لمتابعيها بصيغة الإعلان، وإنما تقدمه كنصيحة لهم، وهم يصدقون بكل براءة أنها تريد مصلحتهم، والحقيقة أنها تبيعهم كأرقام مجردة لوكالات الدعاية والتسويق مقابل مبالغ مالية تقبضها أسبوعيا أو شهريا دون رادع من ضمير أو أخلاق. لو تمكن المتضررون والمنصوب عليهم من قبل نجوم السوشيال ميديا في السعودية من الكشف عن حكاياتهم لامتلأت بها وسائل الإعلام، لكن الناس دائما يحملون أنفسهم الخطأ ويتناسون وربما لا يدركون أنهم ضحايا عمليات تسويق غير أخلاقية لا يجب أن يفلت أصحابها من العقاب. في تويتر يتجاوز الأمر بيع التغريدات لتسويق السلع والخدمات، فمن التويتريين من يقبض المال مقابل التغريد في «هاشتاق» لإشهاره وجذب الناس للتغريد فيه، دون أي اعتبار لمحتواه الذي قد يكون معاديا للوطن أو مثيرا لفتنة طائفية أو مهددا للحمة الاجتماعية، بل إن كثيرا من هؤلاء يسلمون حساباتهم لجهات تدفع لهم بشكل شهري لتغرد بالإعلانات غير المباشرة بدلا عنهم، وهذا أمر معروف منذ سنوات، والمتورطون في عقود من هذا النوع شخصيات اجتماعية بارزة، منهم الداعية، والممثل، ولاعب الكرة، ومنهم أيضاً المهرج الذي يقدم نفسه للناس على أنه ناشط حقوقي ليتسول المال على حساب قضاياهم. وزارة الصحة ووزارة التجارة وكذلك الأمانات والبلديات مسؤولة تماما وفق اختصاصها عن ملاحقة مشاهير الإعلانات غير النظامية في شبكات التواصل الاجتماعي وتغريمهم والتشهير بمخالفاتهم، بدلاً من أن تتحول إلى جهات داعمة لهم من خلال تسويق أنشطتها وإنجازاتها عبر حساباتهم، وهو ما يشكل استغفالا واضحا للمواطن البسيط الذي بات رقما يباع ويُشترى بأبخس الأثمان في زمن التكنولوجيا دون أن يدرك ذلك. المصدرShare this on WhatsAppShare0Tweet0Share0Share
مشاركة :