بشار لن يستطيع الإفلات من العقاب إلى الأبد

  • 5/18/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن نظام الأسد في سوريا ليس مسؤولاً فحسب عن أسوأ عمليات القتل الجماعي المدبرة من قبل الدولة في القرن الحالي، بل إنه يحاول الآن تغطية آثار جرائمه، معتقداً أن ذلك سيساعده على الإفلات من المساءلة حين تنتهي الحرب، مشددة على أن هذه «الخدعة» لا يجب السماح بنجاحها.وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن المكان الذي يشهد هذا التطور الخبيث هو سجن صيدنايا العسكري سيء السمعة في ضواحي دمشق، حيث توفي الآلاف من معارضي الأسد جراء التعذيب والتجويع والشنق والإعدام بإجراءات موجزة، مشيرة إلى أن سجيناً سابقاً وصف هذا السجن في تقرير لمنظمة العفو الدولية في وقت سابق من هذا العام، بأنه: «المكان الأسوأ على وجه الأرض». وأشارت الافتتاحية إلى أن مسؤولاً بوزارة الخارجية الأميركية كشف عن بناء نظام الأسد محرقة داخل هذا السجن يمكن استخدامها للتخلص من جثث ضحاياه، موضحة أنه من شأن ذلك أن يجعل من المستحيل التعرف على هويات الموتى، كما يزيد عدد الأسر التي تبحث عن المختفين، ويصعب مهمة محققي العدالة الدوليين في تقصي الحقائق إذا ذهبوا إلى صيدنايا. وتابعت: إن الكابوس السوري مستمر، ونهاية الحرب التي اندلعت منذ ست سنوات لا تلوح في الأفق، رغم إجراء قمم دبلوماسية وطرح مقترحات لإنشاء «مناطق آمنة». لقد أصبحت سوريا حماماً دموياً من القسوة المطلقة، لا يعرف مرتكبوها أي عار ولا يشعرون بأي قيود، لأنهم يعتقدون أنهم يستطيعون الاعتماد على حصانتهم. وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السوري نفى على الفور ما حدث في صيدنايا، مثلما رفض نتائج تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في فبراير بعنوان: «مسلخ بشري». وقال نظام الأسد إن المعلومات حول بناء واستخدام محرقة هي «قصة جديدة من قصص هوليوود منفصلة عن الواقع»، في حين أصرت الولايات المتحدة على أن تحليل الصور الجوية للموقع يكشف عن محرقة بنيت حديثاً. ومضت الصحيفة للقول: قد يبدو متناقضاً أن تصل ديكتاتورية الأسد لهذا الحد من أجل إخفاء آثار المذابح التي يرتكبها؛ فحين استهدف النظام مناطق مدنية بقنابل البراميل، أو عندما فرض جيشه حصاراً لتجويع أحياء بأكملها، أو عندما أطلق صواريخ جراد على المدن التي تحداه سكانها بمطالب الحرية، لم يبذل جهداً يذكر لإخفاء مسؤوليته. ولفتت إلى أن إرهاب السكان عادة قديمة لسلالة الأسد، ومنذ عام 2011، مارس النظام ذلك دون هوادة باستخدام القوة الكاملة لترساناته العسكرية. وقد حظي بتأييد متزايد من روسيا وإيران. وأوضحت الافتتاحية أن العدالة الدولية قد تبدو عاجزة تماماً اليوم في أزمة سوريا، لأسباب ليس أقلها الفيتو الروسي والصيني في الأمم المتحدة، لكن هذا لا يعني أنها ستكون عاجزة إلى الأبد. وأشارت إلى أنه في ديسمبر، أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة آلية تحقيق خاصة، وفي الأسبوع الماضي، بدأ المدعي العام الألماني الاستماع إلى شهادات المعتقلين السوريين السابقين، في شكوى جنائية بشأن الاستخدام المنهجي للتعذيب من قبل جهاز المخابرات العسكرية السورية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: إن حرق الجثث تكتيك استخدم في البوسنة في منتصف التسعينيات، وقد استغرق الأمر سنوات للعثور على مرتكبي تلك الجريمة، لكن في النهاية خضعوا للمحاكمة. لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون عدالة في سوريا، ولا ينبغي لأحد أن يغض الطرف عن هذه الحقيقة.;

مشاركة :