تقرير باحث أمريكي: السعودية شريك مهم لأمريكا وذات أهمية إستراتيجية حيوية

  • 5/18/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - (د ب ا): اهتم مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي بزيارة الرئيس دونالد ترامب المرتقبة للمملكة العربية السعودية. ونشر مؤخرا تقرير لأنتوتى كوردسمان أستاذ كرسي أرليه بورك في الشؤون الاستراتيجية بالمركز، أكد فيه أهمية السعودية كحليف أكثر قربا للولايات المتحدة وكشريك مهم لها في التعامل مع إيران، ومع الإرهابيين والحركات المتطرفة العنيفة، وفي تأمين تدفق النفط والغاز إلى الاقتصاد العالمي، حيث تمثل السعودية مصلحة استراتيجية حيوية. وأوضح كوردسمان أن الرئيس ترامب سوف يتمتع ببعض المزايا عندما يبدأ أول جولة خارجية له بزيارة الرياض، حيث إن السعودية كانت ترى أن إدارة باراك أوباما السابقة كان موقفها ضعيفا فيما يتعلق بالأمن، وكانت أكثر تركيزا على الاختلافات المتعلقة بحقوق الإنسان. كما كانت هناك شكوك لدى السعودية بالنسبة لالتزام أوباما بالحفاظ على وجود قوى للقوات الأمريكية في الخليج، وبالنسبة لدعمه للسعودية في مواجهتها مع إيران، وفيما يتعلق بقدرته على كبح دور إيران في العراق، وسوريا، ولبنان. وعلى العكس من ذلك يرى السعوديون أن الرئيس ترامب أكثر تركيزا على الأمن، وأكثر استعدادا للعمل بصورة حاسمة، وأكثر التزاما بكبح جماح إيران. ويرى كوردسمان أن الكثير من الأمور سوف يعتمد على كيفية تفاعل ترامب شخصيا مع كبار أفراد العائلة الملكية وغيرهم من كبار الشخصيات السعودية أثناء زيارته، ومدى الطمأنينة التي سيبثها في النفوس بشأن التزامات الولايات المتحدة تجاه الحرب ضد الإرهاب خارج الولايات المتحدة، واستعداده لنشر القوات الضرورية لكبح جماح إيران. كما يعتمد الكثير على مدى استعداد الرئيس ترامب لمعاملة السعوديين كشركاء حقيقيين فيما يتعلق بالقضايا الأمنية وللتعامل مع الدول التي تمثل مشكلات خطيرة مثل سوريا، والعراق، واليمن. وأضاف كوردسمان أن الكثير أيضا سوف يعتمد على تصورات السعوديين لاستعداد ترامب للتعامل مع السعودية كما هي، وليس السعي لتغييرها، وعلى مواقفه الشخصية تجاه السعوديين والإسلام. ويذكر الباحث الأمريكي أن هناك عدة مجالات يبدو أن ترامب لم يقم بالاطلاع عليها بصورة ملائمة؛ إذ يتعين أن يعرف الحقائق الكامنة في تقييم الجهود الخاصة بمشاركة السعودية في الأعباء، ودورها في قيادة الجهود العسكرية للدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. ويؤمل أن يوضح مستشارو الرئيس له أنه رغم المصاعب الاقتصادية التي مرت بها السعودية نتيجة انخفاض أسعار النفط فإنها مازالت تتحمل عبئا من أعلى أعباء الأمن القومي في العالم. ويقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أن ما انفقته السعودية على الأمن في عام 2016 والذي يبلغ 56.0 مليار دولار يجعلها رابع أكثر الدول إنفاقا في هذا المجال في العالم، ويقل ما انفقته بواقع 2 مليار دولار فقط عن إجمالي ما أنفقته روسيا. ويرى كوردسمان أن الرئيس ترامب ليس فقط في حاجة إلى أن يدرك أن السعودية تقوم بأكثر مما هو مطلوب منها بحسب أي معايير معقولة، وإنما يتعين عليه أيضا أن يعرف أن نجاح خطة الإصلاح السعودية 2030 مهمة لتحديث المجتمع السعودي والحفاظ على المعدل المطرد للتحديث والإصلاح السعودي. ويظهر التقرير أن الاستقرار السعودي يعتبر مظهرا مهما للغاية بالنسبة للأمن الإقليمي، إذ إن أي حالة من حالات عدم الاستقرار بالسعودية يمكن أن تحول دون توفيرها للأمن والاستقرار الفعال حول الأماكن المقدسة، فضلا عن كونها تهديدا كبيرا فيما يتعلق بالإرهاب، وتهديدا خطيرا للسلام والتنمية في كل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم الإسلامي. وقد يكون معدل الإصلاح في المملكة بطيئا بصورة شديدة في بعض الأحيان، لكنه في أحيان أخرى يتحرك بسرعة مذهلة. والمهم هو أن الإصلاح يتحرك على نحو دائم تقريبا بمعدل يؤدي إلى أن تكون السعودية مستقرة نسبيا رغم حقيقة أن حكامها ونخبتها المتعلمة يقودون شعبا محافظا للغاية، بحسب قول كوردسمان. وقال كوردسمان إن الرئيس ترامب قد يحتاج أيضا إلى الاطلاع على مدى أهمية استقرار السعودية وقدرتها على الحفاظ على شراكاتها الأمنية مع الولايات المتحدة بالنسبة لأمن الولايات المتحدة نفسها. وذكر كوردسمان أنه من المؤكد تقريبا أن دور السعودية في اليمن سوف يكون من الموضوعات التي سيناقشها الرئيس ترامب اثناء زيارته، وتحتاج الولايات المتحدة إلى أن تكون حساسة تجاه حقيقة أن وجود دولة يمنية معادية يمثل تهديدا محتملا خطيرا، وأن القوات السعودية تعزز القوات العسكرية العربية التي تردع إيران وتجعل السعودية حليفا مهما محتملا في أي صراع مع إيران. وأشار التقرير إلى أن المملكة تعتبر أحد كبار المشترين للأسلحة الأمريكية بطرق أسفرت عن وجود قوات قادرة بصورة كبيرة على العمل مع قوات أخرى، ويمكنها العمل عن قرب مع الولايات المتحدة. وذكر كوردسمان أن الرئيس ترامب قد يحتاج أيضا إلى اطلاعه على المستوى المستمر لاعتماد الولايات المتحدة على المساعدة السعودية في تأمين التدفق المستقر لصادرات البترول، والغاز ومنتجاتهما من الخليج. واختتم كوردسمان تقريره بالقول إنه سوف يكون لأي تخفيضات كبيرة في القوات الأمريكية في المنطقة -أو فقدان السعودية كشريك استراتيجي- تأثيرات أخرى. إذ سيتضاءل الطابع العالمي الحقيقي لنفوذ الولايات المتحدة وقوتها في الباسيفيكي بدرجة كبيرة للغاية. كما سوف يزداد نفوذ الصين على الاقتصاديات الآسيوية الأخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية بصورة كبيرة، وسوف يكون للزيادة المحتملة في التوتر بين الصين والهند -والتضاؤل في موقف الهند النسبي- تأثير واسع النطاق على توازن القوى في جنوب آسيا والمحيط الهادئ.

مشاركة :