قائد القوات الأمريكية الخاصة: جنود النخبة أصبحوا منهكين والانتحار يتزايد في صفوفهم

  • 5/18/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشف قائد القوات الخاصة الأمريكية، عن أن عناصر قواته أصبحوا منهكين، بعد 15 عاما من زجهم في حروب متواصلة، وأن أوضاعهم النفسية صارت أكثر تعقيدا لذلك ارتفعت حالات الانتحار بينهم. وأعلن الجنرال ريموند توماس، في كلمة ألقاها أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أنه ليس لدى القوات الخاصة اليوم القدرة على مواصلة مشاركتها النشطة بكثافة في العمليات العسكرية الحالية، وأن الجنود اصبحوا منهكين نفسيا بعد خمس عشرة سنة ونصف من زجّهم في حروب متواصلة، مما أدى إلى ارتفاع حالات الانتحار بنسبة كبيرة بين جنود القوات الخاصة.إقرأ المزيدالتايمز: قوات خاصة بريطانية وأمريكية تقود الهجوم غرب الموصل وأكد الجنرال توماس أن 8000 عنصر من جنود القوات الأمريكية الخاصة، يخدمون اليوم في أكثر من 80 بلدا في جميع أنحاء العالم، ويشاركون في حروب مريرة وقتال صعب، منهم 55.3% منتشرون في الشرق الأوسط، و 17.3% - في إفريقيا و 12.7% - في أوروبا، وحوالي 500 من القوات الخاصة في سورية. وقتل منذ إبريل / نيسان الماضي أربعة جنود من الوحدات الخاصة، واحد في الصومال، وثلاثة في أفغانستان. كما قتل 20 عنصرا في عام 2016 من وحدات النخبة. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، فإن القوات الخاصة الأمريكية كانت تنتشر في 138 بلدا في جميع أنحاء العالم خلال العام الماضي. وتشارك القوات الخاصة الأمريكية في القتال ضد الجماعات الإرهابية ، مثل تنظيمات "داعش" و"القاعدة" و"الشباب"، ويتم تحضيرها للمشاركة في عمليات محتملة في كوريا الشمالية وللتدخل في بلدان أوروبا الشرقية "في حال تعرضها لعدوان روسي".إقرأ المزيدالجيش الأمريكي يقاتل "داعش" في الموصل بثياب سوداء ويؤدي هذا النشاط المحموم لتصاعد التوتر العصبي بين عناصر قوات النخبة. و قال قائد القوات الخاصة في هذا الشأن: "نحن لسنا ترياقا سحريا ولسنا حلا دائم وناجعا لجميع المشاكل، ولن تسمعوا أبدا بمثل هذا الكلام منا". واضاف: اليوم، بالإضافة إلى التعامل مع الإرهابيين والمسلحين، وفضلا عن غارات وراء خطوط العدو، يتم تكليف القوات الخاصة بمهمة رصد أماكن انتشار أسلحة الدمار الشامل. وقد حذّر القائد السابق لهذه القوات، الجنرال جوزيف فوتيل، في عام 2015، من خطورة إنهاك هذه القوات الخاصة بمهام تزيد عن طاقتها وقدرتها على التحمل. وشارك أعضاء مجلس الشيوخ قائد القوات الخاصة قلقه على عناصر قواته. وعبّروا عن اعتقادهم  أيضا بأن الجيش الأمريكي يشيع أسطورة عن أن القوات الخاصة قادرة على فعل كل شيء وحلّ كل أمر، لذلك يعتمد قادة الجيش الأمريكي بشكل كبير، وعلى نحو متزايد على إشراك القوات الخاصة لأي سبب من الأسباب في جميع المهمات، مما يسفر في الواقع عن تغيير وتعديل المهمات التي أنشئت من أجلها، واستخدام هذه القوات النخبوية خارج مهامها المعتادة . وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ،  السيناتور جون ماكين أيضا، إن لدى الجيش "شهية لا تشبع" لاستخدام القوات الخاصة، لأن قادة الجيش مثلهم مثل السياسيين يعتقدون أن القوات الخاصة ذات قدرات هائلة ولكنها رخيصة ومن السهل توجيهها.إقرأ المزيدفضائح الجنس والتجسس تهزّ عرش البنتاغون والاستخبارات ومع ذلك، رفض الجنرال ريموند توماس، إعطاء أرقام محددة كدليل على أنه ليس لدى وحدات القوات الخاصة استراحة محارب ووقت لالتقاط الأنفاس.  وتعليقا على ما اعلنه السيناتور ماكين، أجاب قائد هذه القوات قائلا إن الأمور ليست متماثلة لدى جميع أفراد هذه القوات، فمنهم من يستريح شهرا بعد شهر في رحلة عمل خارجية، ومنهم من يخلد للراحة ستة أشهر بعد عام ونصف العام من تنفيذ مهمات في بلدان أخرى، ومنهم من يستريح ثلاثة أشهر بعد شهر من الخدمة خارج الولايات المتحدة، لكنه أكد مرة أخرى أن عناصر النخبة "أنهكوا". ورفض الجنرال ريموند توماس أيضا الدعوة إلى الكشف أمام مجلس الشيوخ عن بيانات وعدد حالات الانتحار بين جنود الوحدات الخاصة، وقال: "أنا لا أريد أن أخوض في الإحصاءات المخيفة، ولكن نحن نعاني". وشدد على أن قيادة القوات الخاصة ضاعفت وتضاعف جهودها لثلاثة أضعاف، من أجل منع حدوث مشاكل نفسية وتقديم المساعدة النفسية لعناصرها في السنوات الأخيرة. ومع أن قائد القوات الخاصة الأمريكية رفض إعطاء أرقام واضحة ودقيقة حول حالات الانتحار في صفوفها، إلا أن وسائل الإعلام كشفت عن أن ذروة عمليات الانتحار حدثت في عام 2012، حيث أنهى 24 عنصرا وضابطا من هذه القوات حياتهم انتحارا . في عام 2014 (العام الذي قدمت فيه وزارة الدفاع آخر أرقام عن حالات الانتحار في صفوف القوات الخاصة)، انتحر 18 جنديا.وضابطا من هذه القوات. وفي عام 2016 كانت أعداد المنتحرين أقل بقليل من هذا الرقم. في المقابل، سجلت 321 حالة انتحار عسكري أمريكي في صفوف الجيش الأمريكي عامة في عام 2012،و 275 في عام 2016. ووقعت القوات الخاصة قبل عامين عقدا مع الجمعية الأمريكية لمكافحة الانتحار، وتم تكليف الأخيرة بموجب هذا العقد بوضع برنامج للوقاية من الانتحار في صفوف لقوات الخاصة, وتحديد الإشارات المبكرة التي يمكن أن تنبيء بالمآسي المحتملة. وهناك عدد من البرامج الأخرى - على سبيل المثال، التركيز على دعم الحياة الأسرية لجنود هذه القوات، حيث 66% من عناصرها مرتبطين بعلاقات زوجية. ومع أن الجنرال توماس كشف أمام الكونغرس الأميركي عن حالة الإنهاك التي تعاني منها القوات الخاصة، إلا أنه أشار من بين أمور أخرى، إلى أنه وبالرغم من الحالة الصعبة لهذه القوات، غير أنها قادرة على التصدي للتهديدات الحالية للأمن القومي، ولكن "الميزانية التي لا يمكن التنبؤ بها وغير الكافية" تقوض الاستعداد القتالي لهذه الوحدات وسرعة تحديثها. وتخصص للقوات الخاصة اليوم 2% من الميزانية الإجمالية للبنتاغون، لكن وعلى الرغم من الاتجاه السائد لتخفيض هذه الميزانية، فإن استخدام القوات الخاصة آخذ في الازدياد والتصاعد، وهذا برأي الجنرال توماس الذي يوافق عليه مجلس الشيوخ، وسوف يؤدي إلى مشاكل أكبر في المستقبل لدى وحدات النخبة وعناصرها. ووفقا للجنرال توماس فإنه بسبب التخفيضات في الميزانية، هناك مشاكل في استكمال هيكلية الموظفين، وهناك نقص في اجتذاب مجندين جدد لصالح قوات النخبة. وبالإضافة إلى ذلك، يشكو الجنرال من أن " الانتشار الجغرافي الذي لا يمكن التنبؤ به ومدى توقيت المهمات الخارجية واستمرارها لمديات طويلة" يزيد من تعقيد الأمور. فبينما كان من المفترض بالجنود الأمريكيين ترك أفغانستان نظريا في عام 2014، إلا أنه تم تجديد مهامهم هناك ، مما يستدعي زيادة وجود القوات الخاصة في مسرح العمليات الأفغاني المعقّد . ممثل وزارة الدفاع الامريكية لشؤون القوات الخاصة، تيريزا فيلان، قالت أمام الكونغرس إنه في مثل هذه الحالة، فإن قوات النخبة تكون مجبرة دائما على البحث عن موارد داخلية، وعلى نحو مجازي فهي "تأكل صغارها" من أجل أن تحافظ على وتيرة عمليات اليوم على حساب دورها وقدراتها في المستقبل. المصدر: نوفوستي سعيد طانيوس

مشاركة :