سفير الأردن السابق لدى السعودية في حوار مع «المجلة»: القمة تؤكد رغبة الإدارة الأميركية في منع أنشطة إيران غير المشروعة بالمنطقةصورة أرشيفية لاستقبال الملك سلمان بن عبد العزيز سفير الأردن السابق جمال الشمايلة* حضور ترمب لثلاث قمم يظهر الرغبة الأميركية في إعادة تموضع الولايات المتحدة في المنطقة ومحاصرة التمدد الإيراني * زيارة الرئيس الأميركي للسعودية تؤكد أهمية دور المملكة في دحر الإرهاب ومواجهة التطرف * لا يوجد خيار للأزمة السورية غير الحل السياسي لضمان أمن سوريا واستقرارها عمان: جود الحلواني في حوار مع «المجلة»، أكد سفير المملكة الأردنية السابق لدى السعودية، جمال الشمايلة، أهمية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المقررة إلى المملكة العربية السعودية هذا الشهر، مشيراً إلى أنها تعكس الجهود المبذولة في محاولة إعادة العلاقات مع العالم الإسلامي. وقد أشار الشمايلة إلى أن الزيارة ستؤسس لمرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب ستكون نتائجها ملموسة، وكذلك ستكون بارقة أمل لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وبرأيه تظهر هذه الزيارة رغبة الرئيس الأميركي في مكافحة أنشطة إيران التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة وكذلك رغبته في إيجاد حل سلمي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وفيما يلي نص الحوار:* ما دلالة أن تكون السعودية هي المحطة الأولى لأول زيارة للرئيس الأميركي ترمب بعد تسلمه الرئاسة علماً بأنه سيكون أول رئيس أميركي منذ جيمي كارتر لا يزور كندا والمكسيك أولا قبل أي زيارة خارجية؟ – أعتقد أن اختيار المملكة العربية السعودية لتكون المحطة الأولى لأول زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد تسلمة الرئاسة هو خيار ذكي يعكس الجهود المبذولة والاهتمام الكبير لدى الولايات المتحدة الأميركية لإعادة وتقوية العلاقات مع العالم الإسلامي، خصوصاً وأن المملكة العربية السعودية تعتبر المركز الروحي للإسلام وتحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين كونها وصية على أقدس المواقع الإسلامية (الحرمين الشريفين) في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما أن ذلك يبعث رسالة واضحة للعالم مفادها أن باستطاعة الولايات المتحدة الأميركية والدول العربية والإسلامية تكوين شراكة ستفضي إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية في كل المجالات خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، بالإضافة إلى أن هذه الزيارة تعبير عن الاحترام الكبير الذي تكنه الولايات المتحدة للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية، وتأكيد لأهمية دورها في هزيمة الإرهاب والتطرف.* هل هذا الإجراء يعكس الدور الرئيسي للمملكة العربية السعودية في المنطقة؟ – بكل تأكيد، إذ إن هذه الزيارة تدلل على مكانة المملكة العربية السعودية والدور القيادي الذي تلعبه في الملفات الإقليمية، خصوصا وأن الرئيس الأميركي ترمب سيشارك خلال زيارته إلى السعودية في «قمة إسلامية عربية» بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة من الدول الإسلامية لإرساء قواعد بناء جديدة من التعاون، ودعم الحلفاء المسلمين لمكافحة التطرف والإرهاب والعنف، ولتشكيل جبهة متماسكة للتصدي للتطرف والعنف والإرهاب، وتحقيق الأمن لمنطقة عاشت ويلات الصراع والحروب، وفي هذه الزيارة بالتحديد تأكيد للأهمية التي يوليها ترمب للمملكة العربية السعودية ولدورها ومكانتها.* ما الهدف بتقديركم من عقد ثلاث قمم خلال زيارة ترمب للسعودية؛ وهي: القمة الأميركية السعودية، والقمة الأميركية الخليجية، والقمة الأميركية العربية الإسلامية مع بعض زعماء المنطقة؟ – أعتقد أن هذه القمم الثلاث والتي سيحضرها الرئيس الأميركي في المملكة العربية السعودية تشرح بوضوح الرغبة الأميركية في إعادة تموضع الولايات المتحدة في المنطقة ومحاصرة التمدد الإيراني، وكذلك نبذ التطرف والإرهاب والتفريق تماما بين المسلمين والمتطرفين، وبالتالي فإن تعزيز العلاقات الأميركية وجعلها أكثر متانة وصلابة مع دول العالم الإسلامي بشكل عام ومع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة العربية السعودية بشكل خاص هو الهدف الرئيسي لعقد هذه القمم الثلاث، ويأتي ذلك نتيجة لأهمية الدور القيادي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في المنطقة والإقليم؛ إذ إنها تترأس التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، وتقاتل تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق ضمن التحالف الدولي منذ عام 2014، كما أنها تقود التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن، وتسعى لمواجهة إيران والحد من نفوذها في المنطقة.*ما رأيكم بتأثير هذه الزيارة على إمكانية إيجاد تحالف للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة؟ وكذلك إيجاد شراكة استراتيجية خليجية أميركية؟ – أعتقد أن أحد أهم الأسباب المرتبطة بهذه الزيارة هو إظهار حرص الولايات المتحدة الأميركية على إعادة توطيد الشراكة الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية بشكل خاص ومع دول مجلس التعاون الخليجي والدول الإسلامية في المنطقة بشكل عام لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة، إضافة إلى معالجة ومناقشة الملفات الخطيرة في المنطقة ممثلة بمواجهة التدخل الإيراني في سوريا والعراق واليمن، وكذلك مناقشة قضايا التطرف ممثلة بـ«داعش» والإرهاب الإقليمي والدولي، واتخاذ إجراءات إضافية لوقف تمويل المنظمات المسلحة، وزيادة التعاون الأمني بين دول الشرق الأوسط، وأتوقع أنه يمكن الوصول في كل ذلك إلى نتائج وحلول ناجحة له عبر مفتاح «الشراكة الاستراتيجية».سفير الأردن السابق جمال الشمايلة* هل يمكن أن تؤدي هذه الزيارة إلى تعزيز إجراءات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب و«داعش» على وجه التحديد وكذلك تسريع الحل للأزمة السورية؟ – أرجو أن أنطلق هنا من التأكيد على موقف الأردن الرسمي ، الذي ينطلق من الواجب الديني والإنساني القاضي بضرورة التصدي بكل حزم وقوة لكل من يحاول إشعال الحروب الطائفية أو المذهبية وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، لذلك فإن الحرب على هذه التنظيمات الإرهابية هي حرب الإسلام المعتدل ضد الإسلام المتطرف أو من يسميهم الملك عبد الله الثاني «خوارج هذا العصر» وكل من يدعمهم أو يتبناهم، ولأن الإرهاب لا يستثني أحدا فلا بد للأردن من الدفاع عن نفسه وعن الإسلام ومحاربة التطرف والإرهاب بمحاوره المختلفة سواء أكان ذلك عسكريا أو أمنيا أو آيديولوجيا، ومن هنا أعتقد أن هذه الزيارة حملت في طياتها مضمونا إيجابيا للحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة الأميركية وشركائهم بالمنطقة وللعالم الإسلامي أيضا، كما أنها حملت رسائل تحذيرية لا تقل أهمية لإيران أولا وللجماعات المتطرفة والإرهابية ثانيا، فهي دليل وتأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية تمد يدها للعالم الإسلامي منطلقة من المملكة العربية السعودية كدليل وإثبات صريح بأنها لا تعادي الإسلام وإنما تعادي المتطرفين والإرهابيين، في محاولة لمواجهة الادعاءات بأن الرئيس الأميركي معاد للإسلام، وكل ما أريد التأكيد عليه هو أن هذه الزيارة ستؤسس لمرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب، ستكون نتائجها ملموسة في دول المنطقة التي تعيش في حالة من عدم الاستقرار السياسي وخصوصا في سوريا وستكون بارقة أمل لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مؤكدا هنا أن هنالك شبه اتفاق عربي على الموقف الأردني من الأزمة السورية ممثلا بإنهاء العنف والأزمة في سوريا من خلال عملية سياسية تسترشد برؤية دولية موحدة، وتستند لقرار مجلس الأمن 2254، وبيان «جنيف1»، والبيانات الصادرة عن اجتماعات المجموعة الدولية لدعم سوريا، والتي تحافظ على وحدة الأراضي السورية وتطلق إصلاحات واسعة تضمن التعددية والديمقراطية والمصالحة وعودة اللاجئين إلى بلدهم وتفضي إلى اجتثاث الإرهاب، فضلا عن دعم أي جهد مخلص وجاد يفضي إلى حل الأزمة السورية سياسيا ووفقا للمرجعيات أعلاه ويضع حدا لمعاناة الشعب السوري والتأكيد على أنه لا يوجد حل إنساني للأزمة السورية بل هنالك حل سياسي يضمن أمن سوريا واستقرارها ووحدة مكوناتها وعودة لاجئيها.* قال الرئيس ترمب إنه سيعبر عن دعمه لحق تقرير المصير للفلسطينيين، هل برأيك سوف نرى أي تغيير جوهري على صعيد الموقف الأميركي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعلى الدور الذي ستلعبه أميركا بهذا الخصوص؟ وبالتالي تسريع إيجاد حل للقضية الفلسطينية؟ – بداية أود الإشارة إلى أن القضية الفلسطينية مصلحة وطنية عليا للمملكة الأردنية الهاشمية يوليها الملك عبد الله الثاني جل اهتمامة ووقته، فالقدس أمانة في عمق ضميرنا الوطني والأردن سيستمر في التصدي بشتى الوسائل للممارسات والسياسات الإسرائيلية الأحادية في القدس الشريف والحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية حتى يعود السلام إلى أرض السلام، كما أن انعدام الأمن للمنطقة بأسرها سببه الرئيسي هو القضية الفلسطينية والذي لا يمكن معالجته إلا من خلال إنهاء السبب الجذري للنزاع وهو الاحتلال من خلال استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإيجاد حل دائم للمشكلة الفلسطينية يقوم على حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وكما أوضحت سابقا، فإن الزيارة تعكس احترام الولايات المتحدة الأميركية للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية التي تسعى دائما إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم وبالشراكة مع الدول العربية والإسلامية في المنطقة، وإذ إن المملكة العربية السعودية دولة أساسية في محاربة الإرهاب والتطرف وهي من قدم مبادرة السلام العربية التي تعتبر الآن مرجعا أساسيا لحل سلمي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يسعى ترمب إلى إنهائه، فإنني أنظر بتفاؤل إلى هذه الزيارة التي تظهر جليا رغبة الرئيس الأميركي في استعادة دور أميركا في العالم وتدمير تنظيم «داعش» الإرهابي والجماعات الإرهابية وصد أنشطة إيران غير المشروعة في المنطقة وتحقيق تقدم ملموس في إيجاد حل سلمي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وهو نفس الأمر الذي يرغب فيه جميع حلفاء أميركا في المنطقة.
مشاركة :