يُـحْـكَـى أنه ذاتَ يوم في إحدى دول الغَـرب أعلن رَجُـلٌ إسلامه؛ وبعد ذلك بأيام جاءه مَـن يزعمون أنهم دُعَــاة يأمرونه بالـخِــتَـان (أو الـطّـهُــور)؛ فـرفضَ بشدة؛ وفي تلك اللحظات العصيبة، وتحت إصرارهم أكّــد أنه سيتراجع عن إسلامه؛ فكان رَدّهم: إذن سَـتُـقْــتَـل عقوبة لِـرِدَّتِـك! وهنا صَــرخ ذاك المسكين: ما هذا الـدّين الذي عند دخوله قَـطْـعٌ ، وعـنـد الخُـروج منه قَـتْــلٌ وقطع رِقَـاب؟! تلك الحكاية تذكرتها يوم الخميس الماضي، عند إعلان إمام صلاة المغرب في إحدى ساحات (جـدّة القديمة) عن إسلام أحد الإخوة من آسيا. حيث وقَـف ونطق الشهادتين بلغته العربية المكَـسّـرة الجميلة؛ بعدها هَــبّ الـنّـاس من مختلف الجنسيات في موقف مهــيب يعانقونه مُـبَـارِكِـيْـن مستبشرين، غير عابئين بالتحذيرات من مَـرض (كُـرونا)، وهم بذلك يمثلون صورة مشرقة من سماحة الإسلام، وإنسانية المسلمين البسطاء، أولئك الذي احتضنوا أخاهم بالحبّ، والسكينة تملأ قلوبهم الطيبة الطاهرة التي لم تتلوّث بالمذهبية والطائفية والتّـحَـزّبات وحُــمّـى التّـصنيفات! مشهد جـدّة أكّــد بأنّ عامة المسلمين أكثر التزاماً بالدِّيْـنِ من بعض أهل الـعِـلم (أو مَـن يزعمون ذلك)؛ لأنهم أيقنوا بأنّ الـدّين المعاملة، وأنّ رابطة الإسلام أوثق الروابط وأقدسها! بينما كان أبطال الحكاية الأولى على النّـقِــيض مُــنَـفّـرِين طاردين، لم يأخذوا من الدّين إلا المظاهر والقشور، فرسموا أنموذجاً مشوهاً لدين الإسلام! وهم بذلك يمثلون فِــئَـة من الــوّعاظ وأدعياء العلم الذين سَــخّــروا جهودهم وأوقاتهم ليس للدعوة في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، بل لمطاردة عباد الله، وتصنيفهم حسب الهوى لهذا التّـيار أو ذاك!! أولئك المتلبسُــون بالدّين، أولئك المنافقون المتلوّنون هم الذين شَـوّهَــوا صفحة الإسلام الوسطية النقيّــة ناصعة البياض، وهم مَـن استغلوا مواقع التواصل الاجتماعي لبثّ سمومهم، ورمـي الـتّـهُـم على كلّ مَـن يخالف توجهاتهم (فَـلم يَـسْــلَــم منهم أحَـد)؛ فَـعُـرْفُهم وأهَــمّ مُــسَـلّــمَــاتِـهِـم إن لم تكن معي فأنت عدوي، ولابد من طعنك في دينك ووطنيتك، والتّأليب عليك! وأخيراً يا ترى لو تخلّـص المسلمون كلهم، (ولاسيما بعض أولئك الدعاة) من مرض تفتيت المسلمين بالتصنيفات، والـقَـدْح في هذا أو ذاك، وتفرغوا للـدعوة ونشر فضيلة الإسلام ومبادئه وسلوكياته الرائعة بالـفِــعْــل قبل القول؛ فكيف سيكون حَــال المسلمين؟! أجزم ستكون كلمتهم هي العليا وتأثيرهم هو الأكثر والأكبر. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :