هالة الخياط (أبوظبي) أيام قليلة تفصلنا عن شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار، كما أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام.. أيام ويعيش المسلمون في أجواء روحانية تملؤها السكينة وفيها تتجلى أسمى أيات التسامح والعطاء، وفي شهر رمضان المبارك أيضاً يبرز التكافل بأشكاله كافة، وفيه تتلى آيات بيانات، وقيام لليل وطاعة بالصوم والزكاة، وفيه ليلة خير من ألف شهر، تمر الأيام وقلبنا يلهج بالدعاء «اللهم بلغنا رمضان»، وقبل أن يقترب أكثر يستعد المجتمع الإماراتي لاستقبال الشهر الفضيل منذ ليلة النصف من شعبان بإحياء الموروث العريق «حق الليلة»، كناية عن البهجة والسعادة بقدوم رمضان فتوزع الحلوى على الأطفال وتقام الموائد وتبدأ الزينة بالظهور على المنازل وفي الطرقات وتنصب خيم الإفطار، ترحيباً بالشهر الفضيل، وفي ذلك تنشط بلدية أبوظبي كعادتها سنوياً برسم البهجة للمواطنين، والمقيمين، وتبدأ بتركيب التشكيلات الهندسية الإسلامية في الشوارع الرئيسية للعاصمة وميادينها العامة، حيث تمزج بالتصاميم الفنية الرائعة المضاءة لوحات تعكس القيمة الروحانية والكبيرة لرمضان، سعياً منها لخلق جو من التسامح والسعادة، وتوفير مساحة من السلام والطمأنينة تبثها في كل عام عبر جهود فرقها لإبراز الوجه المشرق للعاصمة أبوظبي في بيئة تملؤها نفحات الإيمان. وبين الهلال والنجمة اختارت دائرة الشؤون البلدية والنقل وبلدية مدينة أبوظبي، تشكيلات من الزينة لتضفي جمالًا ورونقاً يليق بحضارة العاصمة، إذ روعي في التصاميم أن تكون متماشية مع الأجواء الاحتفالية بالشهر، موزعة في الشوارع الرئيسية والميادين العامة وعلى الجسور، بشكل متناسق ومتناغم، لتروي بترتيبها تفاصيل وجوانب من عادات وتقاليد الأجداد الذين تركوا لنا عظيم الآثر في معاني الشهر الكريم وقيمه الروحية. وكرس المسؤولون في البلدية جهود كبيرة لعناية الاختيار في أعمال الزينة الضوئية، والحرص على تنوعها وتركيب أشكال هندسية إسلامية معبرة عن ابتهاج المسلمين بهذه المناسبة الدينية الكريمة وبالوقت ذاته، التركيز على إضفاء منظر جمالي جذاب يعكس حرص القيادة الرشيدة على إبراز المكانة الحضارية لمدينة أبوظبي، بنماذج تعبر عن وجه العاصمة المعروف عالمياً بالسلام، إذ جاءت التشكيلات الهندسية معتمدة في أغلبها على تكوينات الحرف العربي الأصيل والزخارف الإسلامية الجميلة مع نشر عدد كبير من فوانيس رمضان وفقاً لتصاميم مبتكرة وجديدة تسر الناظرين. وفي ذلك أكدت بلدية أبوظبي أن خريطة انتشار أنوار رمضان في العاصمة أبوظبي تم توزيعها لتشمل أهم المناطق جذباً ومشاهدة من قبل الجمهور، وأبرزها كورنيش أبوظبي وبعض الدوارات الرئيسية والأنفاق والجسور الحيوية في المدينة. وتباينت العبارات والتشكيلات الضوئية بين النجوم المنيرة والمضاءة بألوان متعددة من الأخضر والأبيض والأصفر بالإضافة إلى الفوانيس والنجوم والأهلة المتدلية من خلال سعف أشجار النخيل ضمن مشهد متكاملة، وامتداد ضوئي بهيج ومتناسق بالإضافة إلى تركيب أشكال هلالية على خلفية تشكيلية بالخط العربي لعبارة (رمضان كريم، نسائم الخير، رمضان الخير).. كما ازدانت الشوارع بالشاشات الضوئية التشكيلية والزخرفية الإسلامية وعبارات رمضان كريم، حيث أبهر كورنيش أبوظبي بزينته الضوئية المواطنين، والمقيمين والزوار حيث تنوعت زينة الكورنيش بتشكيلات مختلفة باعتباره مقصداً سياحياً كبيراً، فيما تم تزيين الميادين والدوارات عبر تركيب عدد من التشكيلات لتطوق محيط الدوار كاملا، بالإضافة إلى تشكيلات أخرى لمئذنة وقبة المسجد. وعلى صعيد تزيين الجسور فقد تنوعت الزينة ما بين النجوم المضاءة وعبارات رمضان كريم، و نسائم الخير، ورمضان الخير، وأشكال هندسية للمساجد والمآذن، وأشكال الأهلة والتكوينات الزخرفية الإسلامية، حيث شملت أعمال التزيين جسر المصفح، وجسر كارفور، وجسر الجوازات، وجسر المرور. وفي مجال الأمن والسلامة فقد حرصت بلدية مدينة أبوظبي على استخدام أفضل أنواع الكابلات الكهربائية لإتمام مشروع زينة رمضان وذلك حفاظاً على سلامة الجمهور.. كما أن جميع المواد المستخدمة بالتشكيلات الهندسية الضوئية مصنوعة من مواد آمنة ومقاومة لجميع العوامل الجوية وذات معايير عالمية من حيث الأمن والسلامة، كما استخدمت في تزيين أبوظبي إضاءة (LED ) الموفرة للطاقة.
مشاركة :