أشاد الناقد محمد السحيمي بتجربة الشاعر جاسم الصحيِّح واصفًا إياه بالفيلسوف المُتمكِن والقادر على تطويع الكلمات، مبينًا أنَّ الشعر أصعب من الفلسفة وهو الرِهان الأخطر، والفلسفة تأتي مع الشعر. جاء ذلك في الأمسية التي نظَّمها مُنتدى أبوخمسين الثقافي يوم الأول من أمس والتي تناولت (الوطن في شعر جاسم الصحيِّح). أشار السحيمي في ثناياها إلى أن الصحيِّح وصل إلى مُستوى العبقرية الحقيقية، ذاكرًا أن قصائد الصحيِّح في الوطن كُلُّها إبداع وتألُق، وأن الوطن لدى الصحيِّح هو حالة مِثالية، وحالة حُلمٌ دائم والحلم ليس له حدود والوطن ليس له حدود والوطن هو الكمال المُطلق دائمًا، ماضيًا إلى القول: إن الصحيِّح قدَّم نفسه بِقاموس مُختلف، فحين تقرأ للصحيِّح تجِد أنَّك أمام عقل مُرتَّب ويضع كل غُرزة في مكانها الصحيح، وهو رجُل طويل النَّفس وعميق الفِكرة في قصائده. وأضاف السحيمي: إن الصحيِّح وقبله شوقي استطاعا أن يجمعا بين الاستقصاء ولا يُشعِرك بالمَلل، فالصحيِّح يستقصي الأفكار ويحاول التخلُص من الأفكار السابقة، وقصائده في الوطن يجِب ان تُدَرَّس في مناهج التعليم وتُسجَّل في الأوبريتات، لأنها قصائد تنُمُ عن حُبٍ صادق للوطن - فالصحيِّح شاعر قاسٍ وجبَّار في اختيار اللُغة، وأقول عنه إنَّهُ (أبوالطيِّب بن المعرِي). من جانبه أوضح الصحيِّح أنَّ قصائدهُ الوطنية جميعها تأتي في صناعة الوطن، الذي هو حالة مِثالية وحُلمٌ لا حدود له، والشاعر يُمثِل اللَّحظة المزاجية أمَّا البحث عن الوطن فيبقى مُستمِرًا. وفي سؤال حول ماذا يُخبئ الشاعر جاسم الصحيِّح خلف حُنجرته، قال الصحيِّح: مع كل ديوان يموت جُزءٌ مني، ولكن يبقى هُناك ما هو جديد، والموت هُنا مجازي، وحول تسميته وتلقيبه بفيلسوف الشعر قال الصحيِّح: هذا فيه تضخيم! فكُلُ شخصٍ هو فيلسوف ذاته وحياته والشاعر يُفلسِف لحظته المزاجية، وقد يتناقض بين لحظةٍ وأُخرى.
مشاركة :