واشنطن - أ ف ب - في تطوّر يلقي بظلاله على ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب، تم تعيين محقق خاص في الولايات المتحدة لضمان استقلالية التحقيق حول علاقات محتملة بين مقربين من ترامب وروسيا، في حين أعلن البيت الابيض أن جو ليبرمان، المرشح السابق للحزب الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس في العام 2000، هو أحد المرشحين حاليا لمنصب مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي «اف بي آي».وبالتزامن، أبلغ مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون مطلعون «رويترز»، أن مايكل فلين ومستشارين آخرين لحملة ترامب كانوا على اتصال مع مسؤولين روس وآخرين ممن لهم علاقات بالكرملين عبر ما لا يقل عن 18 مكالمة هاتفية ورسالة إلكترونية خلال الشهور السبعة الأخيرة من السباق الرئاسي في 2016.وذكر ثلاثة مسؤولين حاليين وسابقين، أن ستة من الاتصالات التي لم يسبق الكشف عنها والتي جرى وصفها لـ «رويترز»، كانت اتصالات هاتفية بين السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك ومستشارين لترامب، ومن بينهم فلين، أول مستشار للأمن القومي عينه ترامب.وأعلن أربعة مسؤولين حاليين، أن المحادثات بين فلين وكيسلياك تسارعت بعد انتخابات الثامن من نوفمبر الماضي حيث بحث الاثنان إقامة قناة خلفية للاتصال بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شأنها أن تتفادى بيروقراطية الأمن القومي الأميركية والتي اعتبرها الجانبان «عقبة» أمام تحسين العلاقات.في غضون ذلك، أعلن نائب وزير العدل رود روزنشتاين في بيان، تعيين روبرت مولر (72 عاما)، المدير السابق المحترم جدا لمكتب التحقيقات الفيديرالي «اف بي آي» (2001-2013) خلال عهدي جورج بوش وباراك اوباما، محققاً خاصاً في قضية احتمال وجود تواطؤ بين المقربين من ترامب وروسيا.وكان مولر كسب احترام الجمهوريين والديموقراطيين في عهدي بوش واوباما، لمعارضته بلا تردد البيت الابيض في شأن ممارسات يراها غير قانونية.وعين في منصب مدير «اف بي آي» قبل اسبوع من اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وظل في منصبه 12 عاما.وهيمنت على فترة ادارته للجهاز قضايا الارهاب والمراقبة. وأجرى تغييرا عميقا في مكتب التحقيقات الفيديرالي في وقت كان الجهاز مهددا بالتفكك لفشله في الحؤول دون وقوع اعتداءات سبتمبر.ويهدف تعيينه كمحقق خاص الى فصل التحقيقات عن السلطة السياسية من خلال الحد من تدخلات الوزارة التي تشرف أيضا على جهاز «اف بي آي»، وبالتالي على العملاء الذين يحققون منذ الصيف الماضي في القضية التي تتداخل فيها الشؤون السياسية والتجسس.وكان وزير العدل جيف سيشنز المقرب من ترامب تنحّى في مارس 2017 عن التحقيق حول التدخلات الروسية في حملة الانتخابات الرئاسية للعام 2016، بعد ان اعترف بأنه التقى السفير الروسي مرتين العام الماضي.في المقابل، اعتبر الرئيس الاميركي، امس، تعيين مدع خاص للتحقيق بانه «أكبر حملة اضطهاد في التاريخ الاميركي».وقال «انها أكبر حملة اضطهاد تستهدف سياسيا في التاريخ الأميركي!»، متهماً أيضا حملة هيلاري كلينتون ورئاسة باراك أوباما بالقيام «باعمال غير شرعية» لم يتم «تعيين مدع خاص أبدا» للتحقيق فيها.وأضاف «مع كل الأعمال غير القانونية التي جرت خلال حملة كلينتون وإدارة أوباما لم يتم على الإطلاق تعيين مدع خاص».ويشكل تعيين مولر نكسة ومفاجأة في الوقت ذاته للادارة الاميركية التي كانت تعتبر ان التحقيق الحالي كاف.ولاقى قرار تعيين مولر إجماعا نادرا بين الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس الذين صفقوا للقرار.ويشمل نطاق تحقيقات مولر «أي رابط و/أو تنسيق بين الحكومة الروسية وافراد مرتبطين بحملة الرئيس ترامب»، وايضا «اي موضوع» مرتبط بهذه التحقيقات، ما يعطيه هامش تحرك واسعاً.ورأى الديموقراطيون في القرار انتصارا، ولو أن البعض يعتبرونه مجرد مرحلة أولى ويطالبون بتشكيل لجنة خاصة حول روسيا بصلاحيات أوسع من تحقيق للشرطة.وطالبت المعارضة بالاجماع بتعيين مدع خاص منذ اقالة مدير «اف بي آي» جيمس كومي في شكل مفاجئ في 9 مايو الماضي، اذ تشتبه في محاولة لعرقلة القضاء.وفي هذا السياق، أعلن البيت الابيض أن ليبرمان، هو أحد المرشحين حاليا لمنصب مدير الـ «اف بي آي».وأكدت الرئاسة ان ترامب استمع الى ليبرمان، السيناتور السابق البالغ حاليا 75 عاما الذي خاض العام 2000 مع آل غور المعركة الانتخابية كمرشح لمنصب نائب الرئيس الديموقراطي ثم انقلب على معسكره في 2008 ودعم المرشح الجمهوري جون ماكين.وقال الناطق باسم البيت الابيض شون سبايسر ان «الرئيس واصل لقاء مرشحين لمنصب مدير الـ (اف بي آي)، والتقى اربعة اشخاص هم اندرو ماكابي وفرانك كيتينغ وريتشارد ماكفيلي وجو ليبرمان».
مشاركة :