قتل 52 شخصاً، بينهم 15 مدنياً، في هجوم لتنظيم «داعش» على قريتين تسيطر عليهما قوات النظام في الريف الشمالي الشرقي لمدينة السلمية، بريف حماة الشرقي في وسط سورية. في وقت استهدفت طائرات التحالف الدولي قافلة موالية للنظام، كانت متجهة إلى حامية للتحالف في قاعدة التنف بجنوب سورية قرب الحدود مع الأردن. في حين بحث الرئيس السوري، بشار الأسد، التنسيق العسكري مع العراق ضد «داعش». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن تنظيم «داعش» شنّ، فجر أمس، هجوماً على قريتي عقارب الصافي والمبعوجة في ريف حماة الشرقي، اللتين يقطنهما مواطنون من المسلمين السنة ومن أبناء الطائفتين الإسماعيلية والعلوية. وأسفر الهجوم، بحسب عبدالرحمن، عن مقتل 15 مدنياً في قرية عقارب، بينهم خمسة أطفال. وقتل ثلاثة أشخاص، هم أب واثنان من أولاده، ذبحاً على يد عناصر التنظيم وفق المرصد، الذي لم يتمكن من معرفة إذا كان القتلى الـ12 الآخرون قد أعدموا أم قتلوا خلال المعارك. كما تسبب الهجوم في مقتل 27 مقاتلاً من قوات الدفاع الوطني ومسلحين قرويين موالين للنظام، بالإضافة إلى العثور على 10 جثث أخرى، بحسب المرصد. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر طبي في مديرية صحة حماة، قوله «وصلت إلى المستشفى جثامين 20 شهيداً بين نساء وأطفال، تم نقلها من قرية عقارب الصافي»، وأشار المصدر إلى أن «معظم الجثث مقطعة الرؤوس والأطراف». وذكرت الوكالة أن «مجموعات إرهابية من تنظيم داعش، اقتحمت عدداً من المنازل المنتشرة على الأطراف الجنوبية للقرية». وتمكن التنظيم، خلال الهجوم، من التقدم والسيطرة على قرية عقارب وأجزاء من قرية المبعوجة المجاورة، بحسب المرصد. وأوضح عبدالرحمن أن «قوات النظام، على الرغم من التعزيزات، لم تتمكن من صد الهجوم»، متحدثاً عن اشتباكات مستمرة في المنطقة امتدت إلى أطراف قرى مجاورة. من جهتها، قالت مصادر محلية في قرية عقارب الصافي (17 كم شرق مدينة السلمية)، إن «مجموعات من مسلحي داعش اقتحمت الأطراف الجنوبية للقرية وتمكنت من قتل خمسة من عناصر الحاجز التابع لمجموعات الدفاع الوطني الموالية للجيش السوري، والسيطرة عليه قبل دخولها إلى سبعة منازل وقتل ما لا يقل عن 15 شخصا ذبحاً بالسكاكين». كما سمع دوي انفجارات في مدينة السلمية، ناجمة عن سقوط قذائف مجدداً على مناطق في المدينة، ما أدى إلى أضرار مادية، وسقوط جريحين على الأقل. من ناحية أخرى، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن قافلة كانت على الطريق لم تستجب للتحذيرات من عدم الاقتراب من قوات التحالف في التنف. وأضاف «وفي النهاية وجهت ضربة الى طليعتها». من جهته، قال مزاحم السلوم من فصيل «مغاوير الثورة» المعارض المدعوم من واشنطن، إن طائرات التحالف ضربت قافلة للجيش السوري وفصيل مسلح تدعمه إيران كانت تتجه صوب قاعدة التنف في جنوب سورية، حيث تتمركز قوات أميركية خاصة. وأضاف أن الطائرات نفذت الضربة بينما كانت القافلة تتقدم على بعد 27 كيلومتراً من القاعدة. وقال إن قوات المعارضة أبلغت التحالف بأنها كانت تتعرض لهجوم من «الجيش السوري والإيرانيين في هذه النقطة، وجاء التحالف ودمر القافلة المتقدمة». وفي دمشق، تلقى الرئيس السوري، أمس، رسالة من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، نقلها مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض. وذكرت الرئاسة السورية أن الأسد بحث مع الفياض «آفاق التعاون القريب المباشر بين الجيشين السوري والعراقي في مكافحة الإرهاب بشكل مشترك بين البلدين».
مشاركة :