أحمد مراد (القاهرة) وصف علماء في الأزهر الصدقة الجارية بأنها من أبواب الاستثمار الصالح الذي يربح منه المسلم في حياته وبعد مماته، داعين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى التمسك بها باعتبارها قيمة وفضيلة إسلامية لها منافع وآثار طيبة في الدنيا والآخرة، وأكدوا أن الصدقة الجارية تدفع عجلة التنمية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرعاية الصحية، مشيرين إلى أن لها أبواباً كثيرة، مرتبطة بحاجة الناس في دينهم ودنياهم، ومن هذه الأبواب بناء المساجد ورعايتها، وإنشاء المراكز الطبية الخيرية، وزراعة الأشجار والنباتات، وبناء البيوت، وبناء دور للمسنين وللأيتام واللقطاء والمشردين، والجامعات والمدارس. قيمة طيبة الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، فضيلة الشيخ عبدالحميد الأطرش، وصف الصدقة الجارية بأنها قيمة وفضيلة إسلامية لها منافع وآثار طيبة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا تعد من عوامل تنمية المجتمع والمحافظة عليه، وفي الآخرة يكون لفاعلها ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وهو الأمر الذي أدركه السلف الصالح جيداً، حيث كانوا يتسابقون في فعل الصدقة الجارية، حتى يعم خيرها على المتصدق حياً وميتاً، وتعود بالنفع على بقية أفراد المجتمع المسلم. وقال الأطرش: حث الرسول على الصدقة بصفة عامة، والصدقة الجارية بصفة خاصة، فقال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة».. ولقد اتسمت الحضارة الإسلامية بخصائص عدة تفردت بها، ورسم الطابع الخيري ركناً أساسياً منها، ليتجسد التفاعل بين أبناء الأمة الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى»، وقد كان الوقف الإسلامي، وهو نوع من الصدقة الجارية من الخصائص التي انفرد بها الإسلام في مجال العمل الخيري، ودعا المسلمين إلى تطبيقها، حرصاً على ديمومة أعمال البر والإحسان، بهدف التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وتوثيقاً للعلاقات بين أفراد المجتمع، وقد لعب الوقف الإسلامي دوراً تاريخياً في دفع عجلة التنمية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرعاية الصحية، فقد انتشرت الأوقاف على نطاق واسع في محيط العالم الإسلامي شرقاً وغرباً، حيث تبارى المسلمون في إنشاء الأسبلة باعتبارها نوعاً من الصدقة الجارية. وأضاف: لم يتوقف المسلمون عند ذلك، بل امتد الوقف الخيري إلى عمارة الأرض فأوقفوا على المساجد والمدارس والمستشفيات، ثم تجاوز الوقف الإسلامي حاجات الناس إلى حاجات الدواب والحيوان، فوقفوا أوقافاً لها، والناظر في تاريخ الحياة العلمية للمسلمين يعرف أن دعم النشاط العلمي قد قام على نظام الوقف على مدى قرون عدة في التاريخ الإسلامي، وكان أكبر مثال لذلك الجامع الأزهر. ... المزيد
مشاركة :