اكتشافات أثرية غامضة تعيد كتابة التاريخ الإنساني

  • 5/19/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: إبراهيم باهوربما لا نعلم عن ماضي الكثير من الدول والمناطق حول العالم، سوى ما كتب حولهم قديماً، فالإنسان في بداياته لم يكتب التاريخ كما نفعل هذه الأيام، بل كان يترك خلفه الآثار المادية التي تدل على وجوده فقط، وعلى الرغم من أننا ربما نعرف مسبقاً تاريخ بعض الدول من كتب المؤرخين، إلا أننا نتفاجأ بين الفينة والأخرى باكتشاف علماء الآثار دلائل جديدة، من شأنها أن تعيد كتابة تاريخ الشعوب. وفي هذه الأسطر القادمة نسرد لكم أكثر هذه الاكتشافات غموضاً. }} الرومان وصلوا إلى أمريكا قبل كولومبوسقبل عدة أعوام اكتشف شخص يعمل ضمن طاقم تصوير أحد البرامج التلفزيونية بالصدفة داخل سفينة غارقة قرب جزيرة آوك، عند الساحل الجنوبي بمقاطعة نوفا سكوتيا الكندية، سيفاً رومانياً قديماً يعود تاريخه لأكثر من 200 عام قبل الميلاد، وصافرة عسكرية ورأس روماني منحوت، وهو ما أكدته جمعية الحفاظ على القطع الأثرية القديمة في كندا، ما دعا بعض المؤرخين للقول إن الرومان وصلوا إلى أمريكا قبل الفاكينج، ملاحي السفن وتجار ومحاربي المناطق الإسكندنافية، بأكثر من 800 عام، وقبل الرحالة والمستكشف الإيطالي الشهير كريستوفر كولومبوس، الذي يعود له الفضل بحسب كتب التاريخ في اكتشافه أمريكا الشمالية.وبحسب المؤرخ العالمي جوفان هاتن بولتزر، الذي درس القطع الأثرية المستكشفة، فإن هذه اللقى تعتبر دليلاً واضحاً على أن جنود الإمبراطورية الرومانية، وصلوا إلى أمريكا الشمالية قبل الآخرين، وهو ما يعتبر اكتشافاً ربما يعيد كتابة تاريخ قارة بأكملها.ويقول بلتزر، إن السيف المكتشف «روماني 100%»، بحسب نتائج تحليل المعدن في المختبرات، ويضيف: «بعد إجراء مقارنة بينه وبين سيوف قديمة أخرى من روما، جاءت النتيجة إيجابية».وخلال استكشاف المنطقة في الجزيرة الكندية من قبل بلتزر وفريقه، اكتشفوا في المنطقة أيضاً، مرتفعات صغيرة تستخدم للدفن في مياه ضحلة على الجزيرة، ونقود معدنية من العملة «القرطاجية» القديمة، التي يعود تاريخها إلى أقل من قرنين بعد الميلاد.وبحسب البروفسور جيمس شيرز، من جامعة ويسكونسن ماديسون، الأمريكية: «فإن هذه المرتفعات تطابق تقاليد أوروبا والشرق الأوسط في الدفن، وهي ليست تقاليد أميركية، ما قد يعني أن بعض المستكشفين الرومان وصولوا إلى أمريكا قبل الجميع».وكان شيرز، قد اتفق مع بلتزر على أن هذه المرتفعات أصلها أجنبي، وليست من منطقة نوفا سكوتيا، أو منطقة أميركا الشمالية، وأن هذه المرتفعات من المفترض أنها كانت تطل على البحر خلال الفترة الممتدة بين 1500 قبل الميلاد، و 180 بعد الميلاد. من جهة أخرى يؤكد البعض من الباحثين أن السيف المكتشف ليس رومانياً، وهو ما أكده موقع «http://www.andywhiteanthropology.com/»، في مقال طويل بالبراهين والأدلة.}} الإنسان عاش قبل 700 ألف سنة في بريطانياوبحسب اكتشافات أثرية تتكون من أدوات حجرية بمنطقة آنجليا الشرقية في بريطانيا، عثر عليها عام 2002، يعتقد الباحثون أن الإنسان ربما عاش في بريطانيا قبل 700 ألف سنة.وكان في السابق يعتقد أن الإنسان عاش في بريطانيا قبل 500 ألف سنة فقط، وبحسب البرفيسور كريس سترينجر، رئيس قسم أصول الإنسان في متحف التاريخ الطبيعي في لندن: «فإن الأدلة الجديدة تسير في اتجاه تشكيل صورة مثيرة». وكان العلماء عثروا على اكتشافات في منطقة سمرست، كشفت عن وجود نشاطات إنسانية في المنطقة تعود إلى أكثر من 600 ألف سنة. وكشف العلماء البريطانيون أن الاكتشافات التي عثر عليها كانت ضمن مشروع بعنوان: «مهنة الإنسان القديم في بريطانيا»، بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني، عام 2002. وشارك في المشروع باحثون من الجامعات والمتاحف العلمية، واعتمد أيضاً على الهواة المحليين في مختلف المناطق، ولا تزال الاكتشافات قيد الدراسة إلى هذا الوقت.}} تمثال شبيه ب«أبو الهول» في البيروفي عام 1952، اكتشف علماء آثار فوق هضبة ماركاهواسي، الواقعة على جبال الأنديز، بالقرب من قرية سان بيدرو دي كوستا، شرقي العاصمة البيروفية ليما، صخوراً غريبة، أحدها على شكل تمثال أبو الهول الفرعوني في مصر. ويرى البعض من الباحثين أن هذه الصخور نحتت قديماً من قبل البشر، قبل أكثر من 3 آلاف قبل الميلاد، في حين يقول آخرون إنها تشكلت بفعل عوامل الطبيعة، وهناك من يدعي أن لهذه الصخور خصائص شفائية، فيما يربطها آخرون بالدلالة على وجود علاقة بين شعوب أمريكا الجنوبية والمصريين القدماء.}} الصينيون هم أول من وصل إلى أمريكاويزعم باحثون أن الصينيين ربما يكونون هم أول من اكتشف أمريكا، وذلك بعد أن تمكنوا في 9 يوليو 2015، بقيادة الأمريكي جون روسكامب، وهو كيميائي متقاعد، وباحث هاوٍ في مجال الكتابات المنقوشة من ولاية إلينوي الأمريكية، من العثور على نقوش صينية في أمريكا يرجع تاريخها إلى أسرة «تشانج» الصينية.ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف من شأنها كتابة التاريخ الإنساني للقارة الأمريكية من جديد، وكان روسكامب، قد اكتشف النقوش محفورة في الحجارة القديمة في 82 موقعاً جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب الباحث الأمريكي، فإن كل نقش يتبع النمط نفسه، ولا يتطابق مع أي شيء يمكن أن يكون قد كتب بواسطة الثقافات والقبائل المحلية. واكتشف الباحث الأمريكي تلك العلامات غير العادية، أثناء سيره بالصدفة في منطقة النصب التذكاري الوطني المنحوت في ألباكركي، بولاية نيو مكسيكو.ويوضح روسكامب أنهم خلصوا من تلك الكتابات إلى أن شعوباً قديمة من آسيا كانت تعيش في الأمريكيتين عام 1300قبل الميلاد تقريباً، أي قبل وصول سفن المستكشف كريستوفر كولومبوس إلى منطقة البحر الكاريبي، بما يقرب من 2800 سنة.ويرى الباحث الأمريكي أنه لا يمكن أن تكون تلك الكتابات الصينية القديمة التي عثر عليها في أمريكا الشمالية مزيفة؛ لأن العلامات تبدو قديمة للغاية مثل نمط الكتابات. وقوبلت وجهات نظر روسكامب المثيرة للجدل، بموجة من التشكيك من قبل كثير من الخبراء، الذين لفتوا إلى عدم وجود أدلة أثرية على أي تواجد صيني قديم في العالم الجديد. وكان سبق لقائد الغواصات المتقاعد، جافين منزيس، أنه زعم أن أسطولاً من عدة سفن صينية سبق له الإبحار إلى أمريكا الشمالية عام 1421، أي قبل وصول بعثة كولومبوس إلى هناك بحوالي 70 عاماً.}} عملات تعيد كتابة تاريخ أسترالياأثارت خمس قطع نقدية نحاسية ل «سلطنة كيلوه»، تعود للأعوام ما بين سنة 900، و1300 ميلادية، احتمالات إعادة كتابة تاريخ أستراليا، وذلك وفقاً لعالم الآثار الأسترالي، إيان ماكنتوش، بروفسور علم أصول الإنسان في جامعة انديانا.وبحسب ماكنتوش، فإن اكتشاف هذه العملات يدحض الاعتقاد الشائع حتى اليوم، بأن مكتشف الساحل الشرقي لأستراليا هو البحار البريطاني جيمس كوك، ويؤكد أن مستكشفين وبحارة من بلاد بعيدة وصولوا إلى أستراليا قبل التواريخ الحديثة المعروفة. وكان موري ايزنبرج، جندي أسترالي شارك في الحرب العالمية الثانية، عثر على القطع المعدنية على شاطئ في جزر ويسيل، الواقعة على الساحل الشمالي لأستراليا. وفي عام 1979، أرسل القطع النقدية التي احتفظ بها طوال الوقت إلى متحف للتعرف إلى مصدرها وتاريخ صكها، وظهر أنها تعود لنحو ألف سنة.ويرى العلماء أن هذه العملات النقدية، ربما تؤكد أن بحارة وصلوا أستراليا، قبل البحار جيمس كوك، الذي أعلن ملكية التاج البريطاني لأستراليا عام 1770. وعلى الرغم من أن المستكشفان الهولنديان ويلهلم جنزون، وديريك هرتوغ، والإسباني سويز فايز دوريز، وصلوا إلى أستراليا قبل كوك، إلا أنهم لم يدركوا أنها بلاد، وأنها غير مكتشفة، واعتقدوا أنها أراضي معروفة. ويعتقد علماء الآثار أن هناك احتمالاً كبيراً بوجود خطوط تجارة بحرية كانت تربط بين إفريقيا الشرقية، وشبه الجزيرة العربية، والهند، وجزر البهار الإندونيسية، قبل ألف عام، لكن بعض التفسيرات تضع احتمالاً، هو أن النقود جرفت إلى الشاطئ بعد تحطم بعض السفن التجارية. عمالقة الشعر الأحمر في عام 1911، وبينما كان عمال المناجم، يقومون بعمليات الحفر في منطقة بالقرب من كهف لوفلوك بولاية نيفادا الأمريكية، عثروا على بقايا مومياء لرجل ضخم ذي شعر أحمر يبلغ طوله أكثر من مترين، وبعد العثور على المومياء، تحول الموقع إلى مكان أثري، وبدأت عمليات التنقيب فيه عام 1924، ليعثر العلماء فيه على أشياء غريبة، لا يستخدمها سوى أشخاص عمالقة، فوجدوا في الكهف أحذية بطول 38 سم، وبصمات أقدام وأيدي تبدو ضعف مقاسات الإنسان العادي، في أيامنا هذه.وبعد العثور على هذه الأدلة قال البعض من العلماء، إن هذه الرفات قد تعود لعمالقة الشعر الأحمر، ويقال وبحسب الأساطير، إن القبائل الأصلية في الشمال الشرقي والجنوب الغربي من أمريكا، خاض أسلافهم حروباً طويلة ورهيبة ضد هؤلاء العملاقة، منذ أكثر من 15000 سنة.حتى إن البعض من تلك الأساطير تؤكد، أن شعوب وسط أمريكا، مثل حضارة الأزتيك والمايا القديمتين، خاضت حروباً مرعبة مع هذه الكائنات العملاقة.ووفقاً لقبيلة بايوتس، وهم من الهنود الحمر، الذين يعيشون في أجزاء من ولاية نيفادا ويوتا وأريزونا، فإن أجدادهم قاتلوا هؤلاء العمالقة من ذوي البشرة البيضاء الشاحبة، والشعر الأحمر، وبحسب أساطير القبيلة، فإن العمالقة عاشوا في المنطقة لفترة طويلة. الإيرلنديون أصولهم شرق أوسطية يعرف الإيرلنديون بعيونهم الزرقاء وبشرتهم الفاتحة، فهم يتمتعون بسمات وصفات جمالية تميزهم عن غيرهم من الدول الأخرى، لكن هذه البشرة «السلتية».. نسبة إلى شعوب غرب أوروبا في العصر الحديدي، وبحسب البعض من العلماء، لم تصل إلى إيرلندا حتى العصر البرونزي، قبل نحو أربعة آلاف سنة، عندما انتشر بسرعة تحول جيني نادر، وحتى ذلك الحين، كان يمكن أن يبدو شكل الإيرلندي مثل الأوروبيين الجنوبيين، أو أناس من الشرق الأوسط بأعينهم وشعورهم وبشرتهم الداكنة.وفي هذا الصدد، اكتشف علماء آثار على عظام فلاحة عاشت بالقرب من بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية، قبل نحو 5000، ورفات ثلاثة رجال، عاشوا قبل 3000 و4000 سنة، ودُفنوا في جزيرة إيرلندية.وهذا ما دعا فريقاً من علماء الوراثة بكلية ترينيتي بدبلن، وعلماء آثار من جامعة كوينز في بلفاست، إلى تتبع تسلسل الجينومات الأولى لسكان إيرلندا القدماء، للإجابة عن الأسئلة بشأن أصول الشعب الإيرلندي وثقافته، من خلال بقايا المرأة الفلاحة والرجال الثلاثة.وأكد تحليل الجينوم، أن الجماعات التي هاجرت من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، لتستقر في إيرلندا لم تتنافس مع الإيرلنديين الأصليين، بل أصبحت هي نفسها إيرلندية.كما بين التحليل بأدلة قاطعة هجرة جماعية مع أصول تعود إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث اخترعت الزراعة، مما يدل على أن الناس انتقلوا فعلياً مع الزراعة إلى الجزر البريطانية.وكشف تحليل الجينوم، أن شعر المزارعة من العصر الحجري الحديث أسود، وأن عينيها بنيتان، وكانت أكثر شبهاً بالأوروبيين الجنوبيين، ووجدوا أن المتغيرات الجينية في الرجال الثلاثة من العصر البرونزي، كان بها نوع «الكروموسوم» الأكثر شيوعاً في الإيرلنديين مع طفرة في الجينة «سي 282 واي»، التي تؤدي إلى العيون الزرقاء.

مشاركة :