أصغر تاجر مخدرات

  • 5/19/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمد الماحيفي عالم المخدرات قصص ومآس، وخلف الأبواب المغلقة مئات الأسرار والحكايات، وتهرق الكرامة في مستنقعات العار، ومن ملفات المخدرات نقرأ الدموع والحسرات، ومن الملفات السوداء لضحايا المخدرات قضية انتهاك براءة تعجز الكلمات عن وصف شناعة وقبح الضالعين فيها. اهتز الرأي العام لدى انتشار قصة شاب ذي 19 ربيعاً حولته مجموعة من الوحوش البشرية، وهو ألطف وصف قد ينعتون به، إلى تاجر لكل أنواع المخدرات والمهلوسات. بدأت أحداث هذه القصة مع أب تجرد من الأمانة والمسؤولية تجاه أسرته، التي عاشت المأساة معه منذ السنوات الأولى لزواجه، واستمرت إلى ما بعد إنجاب الأطفال، حيث رزقه الله خلال هذه الفترة بابن وبنت لم يقدر حقهما في التربية والتنشئة الصالحة بحكم ممارسته ترويج المخدرات، وكانت كل المعاناة تنصب على رأس زوجته المسكينة التي لاقت أصناف العذاب بشكل يومي، وهي التي لم تكف عن محاولتها ثنيه عن تجارته المحرمة مع الشيطان، لكن لم تفلح محاولات الزوجة ودعاؤها له بالهداية وتعديل حاله، وبعد أن فشلت كل جهودها تم بينهما الطلاق وبقي الابن وشقيقته في منزل والدهما يشاهدان أنشطته ويسمعان مفاوضاته وهو يمارس نشاطاته في تجارة وترويج المخدرات والسموم.بلغ الابن السادسة من عمره ودخل المدرسة وهو يحلم مع أقرانه بالنجاح والتفوق، وحينما يعود ويلقي حقيبته بعد عودته من المدرسة يبحث عن والده ليرسم عقله الصغير تصوراته لمستقبله، كان يجد عكس تطلعاته في والده القاسي الذي وجد في ولده أفضل وسيلة بريئة لتوزيع سمومه وتوصيلها للمتعاطين في منازلهم حتى لا يكتشف أمره من قبل السلطات، متجاهلًا ما قد يلاقيه فلذة كبده على أيدي هؤلاء المدمنين والمتعاطين من إهانات وتحرشات واعتداءات، ثم تطور الأمر من الأب القاسي لاستخدام ابنه في إدخال المخدرات إلى الدولة عبر مطاراتها مع شركائه في تجارته المسمومة. في إحدى العمليات التي يقوم بها الابن وشركاء الأب تلقت إدارة مكافحة المخدرات معلومات تفيد بوجود شاب عربي الجنسية يبلغ من العمر 19 عاماً وهو من أصغر المروجين سناً، وفي الوقت نفسه من أكبرهم من حيث كمية المواد التي يقوم بترويجها، حيث كان في حوزته أكثر من مليون حبة من مخدر«الامفيتامين» تتجاوز قيمتها 60 مليون درهم، كان قد خبأها داخل «برطمان» شفاف داخله زيت زيتون ومواد غذائية (جبن وزعتر محشوة بالحبوب المخدرة، كما تم العثور على عدد آخر من «البرطمانات» تحتوي باذنجان ومكدوس محشوة بالحبوب المخدرة).وعليه تم تشكيل فريق عمل، وتم رصد الشاب ومتابعة تحركاته كافة، حيث كان شديد الحذر والانتباه أثناء ممارسته ترويج المخدرات، حتى تم ضبطه برفقة المتهم الثاني من شركاء الأب. بعد ورود معلومات سرية بأن المتهمين وكلاهما من الجنسية العربية يحوزان مواد مخدرة ومؤثرات عقلية بقصد الاتجار، وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية، شوهد المتهم الأول في منطقة تجارية أثناء نزوله من المركبة وبتفتيش المركبة التي كان يقودها تم العثور على كمية من الحبوب المخدرة، وأقر بأنها حبوب مخدرة، وبأنه يحتفظ بكمية أخرى في مسكنه وبأن الكمية المضبوطة تعود إليه و إلى شريكه المتهم الثاني الذي تم ضبطه في مقر سكنه الكائن في منطقة المصفح، حيث تم تفتيش مقر سكنه لكن من دون العثور على شيء.أفاد المتهم الأول بأنها حبوب مخدرة وبأنه استخدم هذا الأسلوب لإخفاء المخدر وتهريبه، وتم العثور في أرضية الغرفة على ميزان وعدد 16 من أكياس النفايات وعدد 10 أكياس بلاستيكية وحقائب سفر تحتوي جميعها على أكياس بلاستيكية داخلها أكثر من مليون حبة مخدر. وتمت إحالة المتهمين الأول والثاني إلى المحكمة.

مشاركة :